المرأة في انتفاضة السويداء: دور لافت وصور مدهشة
في خضم الاهتمام بحراك السويداء الأخير، لا بد من الحديث عن المشاركة اللافتة للمرأة فيه، فلقد كان من الواضح أن فرقاً ما بهذه المشاركة، من حيث الكم والطريقة، قد حدث بشكل واضح، ما جعل وسائل الإعلام والمهتمين يلحظون أهمية دور المرأة في الحراكات والثورات بشكل متزايد، لا سيما أن تلك المشاركة كانت ذات أثر واضح على الأرض.
منذ بداية الحراك السوري في 2011 كانت المرأة مشاركة، كما كانت المرأة في السويداء ذات حضور أيضاً في أغلب التحركات والاحتجاجات.
إلا أن تغييراً ما حدث في الحراك الأخير، وهو ما يدفع لطرح عديد من الاسئلة للاستيضاح عن هذه المشاركة اللافتة وفهم أهميتها، وللإجابة عنها شاركتنا الحديث بعض من المشاركات في الحراك.
بدايةً كانت الإجابة من أنجيل، كاتبة وناشطة مدنية في السويداء، واكبت الحراك منذ بدايته: “لا أعتبر وجود المرأة في الحراك مشاركة، بل هي جزء لا يتجزأ منه. وعي المرأة اختلف منذ 12 عام وحتى الآن، حيث كانت مهمشة سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ودينياً. اختلف وضع المرأة اليوم وأصبحت تدرك هويتها وأهميتها في هذا المجتمع.
أرى أن النساء صانعات سلام، مساهمات في التماسك المجتمعي والسلم الأهلي. لم تعد المرأة حالياً غافلة عن حقوقها في المشاركة، ولم تعد تقبل بالتهميش.”
وعن الأثر أجابت: “سيقودنا ما يحصل إلى دور كبير وهام للمرأة في المستقبل، وخصوصاً على المستوى السياسي ووصولها إلى أماكن صنع القرار.
أنا أعتبر أن وعي النساء اليوم في السويداء سيمتد إلى كافة المحافظات السورية، وستكون المرأة مشاركة مشاركةً نوعية في المستقبل وفي سوريا الجديدة.”
يلاحظ أيضاً في الساحة، ساحة الكرامة وهي مكان اجتماع المحتجين والمحتجات في السويداء، أن للنساء مبادرات مختلفة، وتتحدث لنا عن تلك المبادرات سحر، مشاركة منذ بداية الحراك، وتقول: “إن مبادراتنا نشأت بشكل عفوي، ولاقت استحساناً وصدى على الأرض. في البداية كانت مبادرة اللباس التقليدي للسويداء، والتي كانت بشكل عفوي تماماً كما أسلفت، ارتدت النسوة أزياء تقليدية للمشاركة في الحراك والتأكيد على أهمية وجودنا فيه.
أما المبادرة الثانية فكانت توزيع الطعام المصنوع منزلياً على المحتجين والمحتجات في الساحة. وأكدنا خلال المبادرة أن ذلك من صنع أيدينا وزراعة أراضينا.
بالإضافة للمبادرات المعنوية كمبادرة (علّي صوتك) والتي قدمتها مجموعة من النساء عن طريق الغناء ورفع الأصوات بمطالب الشعب المحقة.”
أما عن أثر هذه المشاركة أجابتنا نهى، ناشطة نسوية ومشاركة في الحراك: “بدايةً أعتبر أن هذه المشاركات وهذه المبادرات، هي انتصار للنساء بكل معنى الكلمة.
فعلى الرغم من سنوات النزاع، عملت النساء في سوريا على رفع الوعي بأهمية دور المرأة في المجتمع، والنتاج هو هذه المشاركة الفعالة واللافتة.
حيث نرى النساء، شابات، ربات منزل، عاملات، طبيبات، محاميات، كل منهن تشارك بطريقة، إن كان من خلال المبادرات، أم من خلال رفع اللافتات، أو الهتاف.
كان لا بد من صول النساء لهذا المستوى من الوعي بأهمية دورها الآن وفي المستقبل، فلا سلام مستدام ولا حلول للنزاعات ولا دساتير ولا حكومات بلا نساء.”
ومع استمرار الاحتجاجات في السويداء وقراها، تستمر النساء بالمشاركة ودعوة بقية نساء سوريا لأخذ دورهن الذي لطالما سلب لكثير من الأسباب.
أولها تغييبها سياسياً وتمثيلها بطريقة شكلية منعتها من اتخاذ القرار، شأنها شأن كل مواطن سوري عاش في ظل ديكتاتورية سلبته كل ما له من حقوق ومنعته من أداء أي من واجباته.
“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”.