دلالات وقضايا | أسرار البلاهة: لماذا يُصفِّق أعضاء مجلس الشَّعب السُّوريِّ؟
يكتبها: مهنا بلال الرشيد
أعلن القاضي جهاد مراد رئيس اللَّجنة القضائيَّة العليا لتمثيليَّة انتخابات مجلس الشَّعب السَّوريِّ للدَّور التِّشريعيِّ الرَّابع في 18 تمُّوز-يوليو 2024 أسماء المرشَّحين الفائزين في هذه التَّمثيليَّة، ومن الضَّروريِّ أن نميِّز-وعلى طريقة بشَّار الأسد-في مستهلِّ هذا المقال التَّمثيليَّة من التَّمثيل؛ فالتَّمثيليَّة قصَّة أو حكاية دراميَّة يؤدِّيها ممثِّلون على خشبة المسرح أو أمام آلات التَّصوير، ويُشترط في أبطال هذه التَّمثيليَّة أن يمتلكوا موهبة التَّمثيل، ولا شيء سواها، ولا يُعنى المخرج بجماهيريَّة الممثِّل أو شعبيَّته بقدر عنايته بموهبته أو مهارته في أداء دوره، أمَّا تمثيل الشَّعب تحت قبَّة البرلمان فشيء مختلف تمامًا عن التَّمثيل أمام الجماهير؛ لأنَّ الجماهير تختار ههنا من يحمل صوتها وهمومها، ويحارب الفساد والفاسدين، ويسهم في رسم مستقبل أبنائها من خلال تطوير العقد الاجتماعيِّ ونصوصه التَّشريعيَّة، ولو أراد منتج ما؛ مثل محمَّد قبنض بعدما خسر في تمثيليَّة الانتخابات، وتفرَّغ للتَّمثيل الفنِّيِّ-أن يُنتج حكاية فانتازيَّة عن انتخابات برلمانيَّة في سوريا خلال الحرب فإنَّه لن يستطيع تقديم شيء مختلف عن تمثيليَّة انتاخبات مجلس الشَّعب السُّوريِّ، الَّتي أعلن جهاد مراد نتائجها قبل أيَّام قليلة.
حزب البعث يكتسح الجميع قبل تمثيليَّة الانتخابات وبعدها
عاد حزب البعث العربيُّ الاشتراكيُّ لقيادة الدَّولة والمجتمع السُّوريَّين بعد ثلاث عشرة سنة من المراوغة والتَّعديلات الدُّستوريَّة الخلَّبيَّة الكاذبة، الَّتي أعلنوا فيها سابقًا أنَّ هذا الحزب لم يعد قائدًا للدَّولة والمجتمع، وقد وسَّع حزب البعث قيادته المركزيَّة قبل وقت قصير من هذه الانتخابات، وعيَّن بشَّار الأسد أكثر من ثلثي أعضاء هذه القيادة؛ فتخلَّص من هلال هلال في موقع نائب قائد الحزب أو أمينه المساعد، وعيَّن إبراهيم الحديد مكانه، مثلما تخلَّص من لونا الشِّبل قبل موتها بحادث سير مشكوك في أمره، وترك لأعضاء اللَّجنة المركزيَّة أن ينتخبوا بقيَّة زملائهم؛ ليفهم توجُّهاتهم نحو رموز حزبيَّة جديدة؛ كي يتخلَّص من هذه الرُّموز في المرحلة القادمة. ثمَّ شرع حزب البعث بأمر من بشَّار الأسد في انتخابات الاستئناس البعثيَّة الدَّاخليَّة؛ ليختار ممثِّليه النَّاجحين حُكمًا في انتخابات مجلس الشَّعب، وقد مرَّت قوائم الاستئناس على بشَّار الأسد؛ فشطب من هذه القوائم كلَّ من لا يرغب بوصوله إلى مجلس الشَّعب، وأبعد-على بسيل المثال-شبِّيحه الحلبيَّ شادي حلوة برغم عمله مراسلًا حربيًّا مدَّة طويلة من الزَّمن، ومَنحَه رئاسة نادي أهلي حلب بالتَّزكية دون خوض الانتخابات في تكريس لسياسة بشَّار الأسد في (التَّطوير والتَّحديث على طريقته) تحت شعار: (الرَّجل المناسب في المكان المناسب)، فنحَّت لجنة حزب البعث المركزيَّة شادي حلوة عن قوائم الاستئناس، وكان المكان المناسب له-بحسب رؤية بشَّار الثَّاقبة-في موقع رئاسة نادي أهلي حلب الرِّياضيِّ؛ لأنَّه مراسل حربيٌّ؛ فلا شيء يعلو على صوت الحرب في (سوريا الأسد). وكذلك أرغمت لجنة الاستئناس بعض الممثِّلات والمنتجيبن على خوض معركة الانتخابات الحقيقيَّة الخاسرة حُكمًا بعيدًا عن قوائم حزب البعث؛ فسقط كلٌّ من محمَّد قبنض وريم عبد العزيز ورباب كنعان وسوار العلي صهر وسيم وعمَّار بديع الأسد، في الوقت الَّذي سخر فيه المراقبون من شعبيَّة المواطنة الطَّرطوسيَّة رائدة ياسين وقَّاف الجارفة والزَّائفة، الَّتي مكَّنتها من تجاوز عوائل دمشق العريقة وتحقيق النَّصر الانتخابيِّ عليها؛ لتكون ممثَّلة عن الدِّمشقيِّين تحت قبَّة البرلمان بدل رموز هذه المدينة وعائلاتها الوطنيَّة العريقة، واستغرب نفر من المتابعين غير العارفين بأسرار انتخابات البعث ومجلس الشَّعب في سوريا تصدُّرَ اسم رائدة ياسين وقَّاف قائمة الفائزين عن مدينة دمشق بما يقرب من 385 ألف صوت برغم قدومها من قرية بيت الوقَّاف ومنطقة الدِّريكيش في محافظة طرطوس.
مفاجآت أخرى… دير عطيَّة تنتخب ممثِّلي محافظة إدلب الـ18
أقلُّ ما يُقال عن تمثيليَّة انتخابات مجلس الشَّعب السُّوريِّ في تمُّوز-يوليو 2024 أنَّها انتخابات غير شرعيَّة، وذلك لتهجير أكثر من نصف الشَّعب السُّوريِّ خارج سوريا أَّوَّلًا، وعدم وجود الظُّروف الموضوعيَّة لإجراء الانتخابات في كلٍّ من إدلب والسُّويداء ومناطق واسعة من درعا والقنيطرة والحسكة ودير الزُّور والرَّقَّة وحلب ثانيًا، ويشكِّل أعضاء هذه المحافظات المذكورة أكثر من نصف 227 من النَّوَّاب الَّذين أعلن القاضي مراد فوزهم في انتخابات مجلس الشَّعب عن دورة تمُّوز 2024 ثالثًا. وقد أعلن التِّلفزيون السُّوريُّ ذاته عن إعادة الانتخابات في مناطق واسعة من حلب ودير الزُّور بعد تدخُّل قادة الميليشيات فيها، وتزويرها بالمال الانتخابيِّ وقد أرغم أزلام المليشيات وسماسرتهم كثيرًا من المواطنين المستضعفين تحت وطأة العنف الميليشياويِّ للتَّصويت أكثر من مرَّة لمرشَّح محدَّد وفي صندوق انتخابيٍّ واحد، كما أحرق أهالي درعا والسُّويداء صناديق مراكز الانتخابات، وداسوها، وكان أزلام النِّظام في وزارة الإدارة المحلِّيَّة قد استبقوا الانتخابات بنشر تعداد سُكَّانيِّ زائف بعدد أهالي محافظة السُّويداء؛ لمعرفتهم بعزوف الأهالي عن المشاركة في هذه التَّمثيليَّة الفظَّة بعد تهجير أكثر من نصف الشَّعب السُّوريِّ وغياب ظروف الانتخابا الموضوعيَّة في محافظات كاملة وأجزاء واسعة من محافظات أخرى؛ لتبقى هذه الانتخابات لأعضاء حزب البعث الَّذي شاركوا في استئناسات حزب البعث وحدهم، وترشَّحوا منها للتَّمثيل على الشَّعب السُّوريِّ لا لتمثيله، وكانت نتائج انتخابات مجلس الشَّعب مطابقة تمامًا لنتائج الاستئناس الحزبيِّ؛ فمن نجح في الاستئناس الحزبيِّ تصدَّر قائمة حزب البعث في انتخابات مجلس الشَّعب وفي دلالة واضحة على شخصيَّة المخرج الَّذي تولَّى إدارة انتخابات الاستئناس وإدارة انتخابات مجلس الشَّعب. وكما عيَّن بشَّار الأسد أكثر من ثلثي قيادة حزب البعث المركزيَّة اختار مع أزلامه أكثر من ثلثي أعضاء مجلس الشَّعب من خلال قوائم حزب البعث النَّاجحة مسبقًا، وممَّا يلفت الانتباه أن تتصدَّر إخلاص محمَّد رضوان فرَّان قوائم الفائزين في انتخابات مجلس الشَّعب ليس على مستوى محافظة حماة وحدها، وإنَّما على مستوى سوريا كلِّها، فقد فازت عن القطَّاع (أ) في محافظة حماة بأكثر من 485 ألف صوت في حين فاز المتصدِّر على مستوى محافظة إدلب بحوالي 62 ألف صوت فقط، ونجح آخر ممثِّلي محافظة إدلب الَّذين اختارهم أهالي ريف دمشق في دير عطيَّة بحوالي 22 ألف صوت، وكان أحمد عيدان الخلف آخر النَّاجحين والواصلين إلى قبَّة البرلمان عن محافظة الرَّقَّة بحوالي 13 ألف صوت انتخابيٍّ فقط؛ وعليه يبدو لنا أنَّ شعبيَّة إخلاص محمَّد رضوان فرَّان الانتخابيَّة في محافظة حماة وعدد أصوات منتخبيها يبلغان 37 ضعفًا من أصوات أحمد عيدان الخلف في محافظة الرَّقَّة، وهذا ما يدلُّ على غباء مخرج هذه التَّمثيليَّة الانتخابيَّة، الَّذي أعلن عن مشاركة حوالي 38 بالمئة ممَّا تبَّقى من السُّوريِّين الَّذين قاطعوها بسبب التَّهجير أو النُّزوح أو عدم القناعة بها أو عدم توفُّر الظُّروف الموضوعيَّة لها.
لماذا يُصفِّق أعضاء مجلس الشَّعب السُّوريّ؟
يصفِّق أعضاء مجلس الشَّعب السُّوريِّ كثيرًا لبشَّار الأسد؛ لأنَّه هو الَّذي أوصلهم إلى البرلمان وليس الشَّعب السُّوريُّ النَّازح والمهجَّر أو عدد الأصوات المزيَّفة أو المعلن عنها في نتائج الانتخابات؛ فقد رسب كلٌّ من محمَّد قبنض وريم عبد العزيز ورباب كنعان وسوار العلي صهر وسيم بديع الأسد عندما أبعدهم بشَّار الأسد عن قوائم حزب البعث، وإن اختلفت أسباب مُخرج التَّمثيليَّة لإبعاد سوار صهر وسيم بديع الأسد عن أسباب إبعاد الآخرين الَّذين انتهى دورهم، وعلى كلِّ حال فقد اكتسح عمَّار بديع الأسد تمثيليَّة انتخابات اللَّاذقيَّة على رأس قائمة البعث بأكثر من 281 ألف صوت وهميٍّ.
يصفِّق أعضاء مجلس الشَّعب السُّوريِّ لبشَّار الأسد بدل أن يحاسبوه، ويحاسبوا حكومته! يصفِّقون له عند دخوله؛ ليلقي أمامهم كلمته تحت قبَّة البرلمان؛ لأنَّه اختار أعضاء اللَّجنة المركزيَّة لحزب البعث، وقد اختار أعضاء هذه اللَّجنة المركزيَّة أعضاء مجلس الشَّعب للتَّصفيق لبشَّار الأسد لا لمحاسبته ومقاطعته بنقطة النِّظام بل لمقاطعته بهتافات النِّفاق له عند إلقاء كلمته بوصفه وليَّ نعمتهم مقابل بعض الفُتات والامتيازات الرَّخيصة، يصفِّقون أمامه، ويلوِّحون له بأيديهم، ويرفعون قبضاتهم، ويهتفون له: (بالرُّوح بالدَّم نفديك يا بشَّار!)، ويقول أحدهم، مثل صاحب الكازيَّة المحروقة والممثِّل السَّابق عن محافظة حماة: (أنت قليل عليك قيادة العالم يا سيادة الرَّئيس! أنت تستحقُّ قيادة المجرَّة كلِّها)! يهتفون له، ويخترعون الهتافات؛ لأنَّه لا يحتاجهم، بل هم يحتاجونه؛ ولأنَّ الحاجة أمِّ الاختراع؛ يخترعون هتافات الكذب والنِّفاق! وحتَّى في ديمقراطيَّات العالم الثَّالث المتأخِّرة يحتاج الرَّئيس إلى بعض الممثِّلين وبعض هتافاتهم أمَّا في ديمقراطيَّة حزب البعث الانقلابيَّة فإنَّ الرَّئيس يستمدُّ شرعيَّته من بطشِ انقلابه العسكريِّ أو من بطشِ انقلاب أبيه، والآخرون كلُّهم في نظره مجرَّد مردِّدي هتافات وباحثين عن بعض الحصانات والامتيازات والفُتات؛ ولكن ماذا بعد؟
أسرار البلاهة… ما بعد الانتخابات ليس كما قبلها!
سيظهر بشَّار الأسد أمام ممثِّلي مجلس شعبه (المنتخبين) بعد أيَّام قليلة، وسينتخب الممثِّلون المنتخبون رئيسًا لهم، قد يكون حمَّودة صبَّاغ، وقد يكون شخصًا آخر غيره، وهذا يعود لمُخرج هذه التَّمثيليَّة وأسباب أخرى تتعلَّق بشركة إنتاج هذه الانتخابات وتسويقها إقليميًّا وعالميًّا، سيصفِّق الممثِّلون المنتخبون، وسيقاطعون رئيسهم خلال خطابه، وقد تُسعف بشَّارَ الأسد بلاهتُه هذه المرَّة؛ فلا يُعيد على المستمعين تحت القبَّة وفي مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ شرحَ الفروق الدَّلاليَّة بين تطبيع العلاقة والعلاقة الطَّبيعيَّة، فقد شرح ذلك في موقع تمثيليَّة الانتخابات؛ ليعرف أخيرًا، وبعد فوات الأوان، أنَّ خير الكلام ما قلَّ ودلَّ؛ فكلُّنا يحمل موقف إلياس فرحات ذاته عندما قال:
وأُنْصِتُ مضطرًّا إلى كلِّ أبلهٍ كأنِّي بأسرار البلاهة معجبُ
مِحكَّات قادمة ينتظرُ العالمُ موقفَ المجرم بشَّار الأسد منها:
بعد التَّصفيق والتَّلويح والمقاطعة والهرج والمرج والعرس الدُّيمقراطيِّ سيتذكَّر المجرم بشَّار الأسد أنَّه يقف مع نظامه أمام مجموعة من المِحكَّات المترابطة، الَّتي ستحدِّد مصيره ومصير نظامه وممثِّليه المصفَّقين، وقد ظهر بالأمس القريب أوَّل هذه المحكَّات:
- مِحكُّ الانتخابات الإيرانيَّة والوجود الإيرانيِّ في سوريا: استفادت إيران من تثبُّثِ بشَّار الأسد بالكرسيِّ وتعلُّقه به، فقدَّمت مليشياتها دعمًا لا محدودًا لنظامه؛ كي يصمد أمام الشَّعب السُّوريِّ الثَّائر ضدَّ ظلمه، وارتكبت هذه المليشيات أفضع الجرائم خلال وجودها في سوريا، وأرغم رئيس إيران السَّابق إبراهيم رئيسيُّ بشَّار الأسد على توقيع مجموعة من معاهدات الذُّلِّ والهوان مع إيران مقابل إنقاذ نظامه الدَّمويِّ من السُّقوط، ثمَّ قضى رئيس إيران مع وزير خارجيَّته بحادث المروحيَّة، وانتخبت إيران رئيسًا جديدًا لها، وستكون مهمَّة رئيس إيران الجديد مسعود بزشكيان تحديد علاقته مع الغرب من خلال مفاوضات ملفِّ إيران النَّوويِّ المرتبطة بوجود مليشيات إيران في سوريا؛ وههنا لن يستطيع بشَّار الأسد أن يناور كثيرًا؛ فعليه أن يختار بين عودة سوريا إلى حضنها العربيِّ أو البقاء في الحضن الفارسيِّ، لا سيَّما أنَّ تركيا أعلنت عن رغبتها بتطبيع علاقتها مع سوريا؛ ممَّا سيفسح المجال أمام روسيا والرَّأي العامِّ العالميِّ لدفعِ بشَّار الأسد ونظامه المجرم باتِّجاه إخراج الجيوش الأجنبيَّة من سوريا، ويأتي في مقدِّمتها إخراج المليشيات الإيرانيَّة.
- إن تحدَّثنا في النُّقطة الأولى عن كلٍّ من محكِّ العلاقات سوريا المستقبليَّة مع العرب وتركيا وإيران فإنَّ ملفَّ الانتخابات الأمريكيَّة سيضع نظام المجرم بشَّار الأسد أمام مساحة ضيِّقة لا يستطيع المناورة فيها، لا سيَّما إن رجع دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بحسب نتائج استطلاعات الرَّأي بعد المناظرة بينه وبين بايدن، وقد رجَّحت هذه الاستطلاعات عودة ترامب وتقدُّمه على بايدن رئيس أمريكا الحالي ونوَّابه من الحزب الدِّيمقراطيِّ، ويرتبط محكُّ الانتخابات الأمريكيَّة مع محكِّ العدوان الإسرائيليِّ على أهلنا المدنيِّين العُزَّل في غزَّة ومستقبل المجرم نتنياهو ذاته، الَّذي استثمر في الحرب السُّوريَّة وجرائم بشَّار الأسد ضدَّ الشَّعب السُّوريِّ، لكنَّ علاقات نتنياهو مع ترامب ورئاسة أمريكا المقبلة وانخفاض شعبيَّته بسبب جرائمه ضدَّ الفلسطينيِّين العُزَّل قد يدفع نحو انتخابات إسرائيليَّة مبكِّرة، وبهذا سيفقد كلٌّ من المجرم بشَّار الأسد ونظامه مع حسن نصر الله قدرتهم على المناورة من خلال المتاجرة بأرض سوريا ودماء أبنائها مقابل الحفاظ على أمن نتنياهو ونظامه وحدوده الشِّماليَّة من ناحية سوريا ولبنان معًا؛ ولهذا كلِّه سننتظر- وإن كنَّا نتوقَّع ظهور مزيد من أسرار البلاهة- تصفيق أعضاء البرلمان أمام بشَّار في خطابه القادم، وسننتظر ما ستسفر عنه انتخابات أمريكا في تشرين الثَّاني- نوفمبر 2024، وقد يسبقها استقالة حكومة نتنياهو ودعوته إلى انتخابات كينيست مبكَّرة؛ حتَّى يتجنَّب مساءلة حكومته المصغَّرة ومجلس برلمانه عمَّا اقترفته أيديهم من جرائم مدمِّرة بحقِّ الجميع؛ وإنَّ غدًا لناظره قريب!