فنون وآداب

تلفزيون حلب اليوم في قلب المعركة: شبكة قوية من المراسلين والمصادر والشبان الشجعان

محمد عمار موسى – العربي القديم 

”الحرب كلمة ورواية” مبدأ اعتمده نظام الإجرام والقتل وحلفاؤه في سوريا، للعمل على تشويه صورة الثورة داخلياً وخارجياً منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة السورية عام 2011، فمن وصم المتظاهرين بصفات كـ “المندسين”، و”المخربين”، إلى الزعم بأنهم من متعاطي الحبوب المخدرة، إلى العمل الدؤوب بهدف إلصاق تهم “الإرهاب والتخريب” بالذين أجبرتهم آلة القتل الإرهابية لنظام الأسد على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأهلهم وبيوتهم في عموم الأراضي السورية.

واليوم بعد أكثر من 13 عامٍ على اندلاع الثورة، وفي فترةٍ تاريخيةٍ ومفصليةٍ للثورةِ السورية، بل لسوريا كلها، يتبعُ نظام الأسد السياسة ذاتها في تشويه الثورة والثوار إقليمياً، عربياً ودولياً.

إلا أن الوقت قد اختلف، والظروف تهيأت لدورٍ جديد، وروايةٍ حقيقيةٍ للثورة والثوار، وهنا يبرزُ دورُ الإعلام الحر، في دحضِ أكاذيب النظام، وحملاته الإعلامية، وإبراز الصورة الواقعية للثورة السورية، التي بذل السوريون أغلى ما ملكوا فداءً لها.

اقرأ أيضاً:

تلفزيون سوريا في الميدان كيف انفرد وتقدم حيث غاب الآخرون

بتاريخ 2024/11/27 أطلقت الفصائل الثورية في مناطق الشمال السورية عملية ردع العدوان، رداً على انتهاكات النظام وميليشياته المتكررة والمستمرة للأهالي في مناطق الشمال السوري، المعركة التي فاجأت الجميع، حيث تمكنت الفصائل المنضوية تحت “إدارة العمليات العسكرية” من تحرير مدينة حلب، وريفها الغربي بشكل كامل، إضافة لكل مناطق محافظة إدلب، كان لا بدَّ للإعلامِ أن يستثمر فيها جميع أسهمه، ويبذل طاقته، في مواجهةِ الإعلام المعادي.

مراسلو حلب اليوم انتشروا في الشوارع وواكبوا تحرير حلب لحظة بلحظة (العربي القديم)

تلفزيون حلب اليوم

برزت قناةُ حلب اليوم في تغطية الأحداث العسكرية والإنسانية وحتى الاجتماعية، في مناطق الشمال السوري، منذ يوم تأسيسها في عام 2011، وقد تنقلت في أطوار عدة منذ وجودها في مدينة غازي عنيتاب التركية، وحتى عودتها إلى الداخل السوري. وارتكزت على شبكة مراسلين في مناطق مختلفة، وعلى جبهات عديدة، لتصدّر الرواية الحقيقية، المناهضةَ لآلة الإعلام الأسدية الكاذبة.

ضريبة الصحافة الحرة

ومع إطلاق معركةِ “ردع العدوان” لم تدخر قناة حلب اليوم جهداً في التغطية الإعلامية على أكثر من جبهة وجهة، فمن على خطوط الجبهات إلى آخر المستجدات الميدانية والعسكرية، وصولاً لتغطيةِ الحالات الإنسانية وقصف النظام وحليفه الروسي للمناطق المحررة في إدلب وحلب.

بتاريخِ 2024/11/29 وبينما كان مراسلُ قناة حلب اليوم يغطي غارات النظام وروسيا على الأحياء السكنية في مدينة إدلب، استهدفت إحدى الطائرات بغارة جوية موقعاً مدنياً، قربَ المراسل وفريق العمل، ما أدى لوقوع أضرار مادية في المعدات، وإصابة بعض الإعلاميين بجروح خفيفة “رضوض”.

عبد العزيز نجم: قلب المراسل

عبد العزيز نجم ناشط إعلامي كان متواجداً برفقة فريق حلب اليوم، أثناء تغطيتهم للغارات على إدلب يقول: “كنا على مقربة من الغارة الجوية الروسية، حيث شنت طائرات روسيا والنظام في ذلك اليوم، عدة غارات جوية على مدينة إدلب مستهدفةً أحياء سكنية ومرافق عامة، إلا أن آلة القتل الروسية والتابعة للنظام، ارتكبت انتهاكاً بشكل مباشر، باستهدافها طاقماً صحفياً، وهو ليس بأمر جديد على نظام الأسد وروسيا”.

يضيف عبد العزيز حول الحديث عن تلفزيون حلب: “في الإعلام الكل زملاء، لكن ليست الزمالة فقط ما يدفعني لمرافقة مراسلي تلفزيون حلب في أغلب تغطياتنا الميدانية، فالأمر في وظيفة المراسل والمصور الميداني، يعتمد بشكل كبير على الشجاعة أو ما نقول له “قلب المراسل” ومراسلو حلب اليوم، يحملون هذه الصفة”.

مع تحرير أول قرية من النظام المجرم وحلفائه من الميليشيات الإيرانية والمدعومة روسياً، لم تدخر القناة ولا مراسليها جهداً في مشاركةِ الأهالي أفراحهم، ونقلِ أخبار النصر إليهم في عموم مناطق الشمال السوري.

فمن حلب وريفها إلى ريف إدلب أمس، إلى ريف حماة اليوم وغداً في مدينة حماة، ورغم المخاطر المحدقة بكل صحفي وإعلامي، ترك مراسلوا قناة حلب اليوم بصمةً إعلاميةً في كل شبر من الأراضي المحررة حديثاً، إن كان بتقريرٍ أو تغطية، أو حتى صورة. ولهذا تعتبر قناة حلب اليوم، مثالاً يحتذى بهِ في طريقِ الإعلام الحرِّ والمسؤول.

نخبة من مراسلي حلب اليوم في صورة تذكارية أمام قلعة حلب التاريخية الخالدة (العربي القديم)

مصطفى العارف: شبكة قوية من المصادر

مصطفى العارف وهو طالب طبٍّ -سنة رابعة- في جامعةِ إدلب، يقول: “في هذه الأيام كثرت وسائل الإعلام، وبات معظمها ينقل الأخبار بشكل يشبه العشوائي، حتى ساهمت معظم الأحيان في نشر الشائعات والقلاقل”.

ويضيف العارف: “بدأ تلفزيون حلب اليوم، منذ نحو ثلاث سنوات، وهو منصة إخبارية منافسة في الشأن السوري والإقليمي، أعتقد أن السبب يعود في ذلك إلى اعتماده على شبكة قوية من المصادر، وانتقائها بعناية، خصوصاً في موضوع الأخبار الميدانية والعسكرية، التي باتت رقم واحد في هذه الأيام بعد معركة ردع العدوان وتحرير حلب وريف إدلب”.

تعتبرُ قناة حلب اليوم، إحدى أقدم الواجهاتِ الإعلاميةِ الفاعلةِ في سوريا عموماً والمناطقِ المحررةِ خاصةً، حيثُ بدأت انطلاقاً من مبادئ الإعلام الحر، بتغطية أحداثِ الثورةِ السوريةِ على حقيقتها بلا مجاملةٍ أو محاباة لأحد الأطراف إن كان في شمال سوريا أو في سوريا، أو حتى خارجياً.

أنا أحب حلب

أحمد الكامل أحد أهالي مدينة إدلب يقول عن حلب اليوم: “أنا أحب حلب، غالباً هذا الشيء الذي دفعني في البداية لمتابعة الأخبار تيمناً باسمها “حلب اليوم”، والآن أعتمد عليه (تلفزيون حلب اليوم) في معرفة آخر التطورات، إن كان على الصعيد العسكري أو الميداني، تلفزيون حلب يقدم لك نوعاً آخر من الأخبار، فهو وإن كان يسلط الضوء بشكل كبير على المعارك، والتقدم وأخبار العسكرة، إلا أنه، لا يتجاهل تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية والمعيشية للأهالي أو كما يقول (بدك زراعي في، بدك اقتصادي بتلاقي، بدك علمي موجود، يعني ما مقصر، الله يجزيهم الخير).

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى