نوافذ الإثنين | الديانة الكونفوشيوسية أخلاقيات الحكمة والتعاطف والتواضع
الراحة الإنسانية المفهوم الأساسي في الكونفوشيوسية
تحرير وتنسيق: ميخائيل سعد
في الحلقة الرابعة من عرضنا للأديان الأسيوية، سنتعرف على الديانة أو الفلسفة الصينية الشهيرة والمعروفة بالكونفوشيوسية، نسبة إلى مؤسسها كونفوشيوس. سنتابع بشكل موجز نشأتها وأهم أفكار المؤسس. ثم نتعرف على أهم المبادئ الأخلاقية والاجتماعية فيها، والطقوس والعبادات في هذه الديانة. ونختم بالحديث عن التأثير المعاصر للكونفوشيوسية.
نشأة الكونفوشيوسية وأفكار كونفوشيوس
مؤسس الكونفوشيوسية هو كونفوشيوس (بالصينية (孔子، والمعروف أيضًا باسم كونفوشيوس (باللاتينية: (Confucius وُلد كونفوشيوس في الصين عام 551 قبل الميلاد وتوفي عام 479 قبل الميلاد.
كونفوشيوس كان فيلسوفا وعالمًا ومفكرًا صينيًا، وهو أحد أعظم الشخصيات المؤثرة في التاريخ الصيني والفلسفة الشرقية بشكل عام. قام بتأسيس مدرسة فكرية وأسس نظامًا فلسفيًا وأخلاقيًا يعرف الآن بالكونفوشيوسية.
تركز الكونفوشيوسية على أخلاقيات الحكمة والأخلاق والعدل والتواضع والصدق والتعاطف والاحترام. تُعتبر علاقات العائلة والحكومة والمجتمع أمورًا مهمة في الكونفوشيوسية. يُعتبر تعليم الفرد وتنميته المستمرة، بالإضافة إلى تحقيق التوازن والانسجام بين الفرد والمجتمع، هدفًا رئيسيًا في الكونفوشيوسية.
تُعتبر أفكار كونفوشيوس وتعاليمه أساسًا للتقاليد الصينية والثقافة الصينية التقليدية.
تأثرت الحكومات والمجتمعات الصينية على مر العصور بفلسفته وتعاليمه، ومازال لها تأثير واسع حتى يومنا هذا.
- المفاهيم الأساسية في الكونفوشيوسية:
تحتوي الكونفوشيوسية على مجموعة واسعة من المفاهيم الأساسية التي تشكل أساس فلسفتها وتعاليمها ومنها:
الراحة الإنسانية (Ren): تُعتبر الراحة الإنسانية المفهوم الأساسي في الكونفوشيوسية. وهي تشير إلى العمل على تطوير الرفق والتعاطف والحب والأخلاق في التعامل مع الآخرين. يُعزز الراحة الإنسانية كوسيلة لتحقيق التوازن والسلام في المجتمع.
التواضع (Xiao): يعبر عن تكريم العلاقات العائلية واحترام الأجداد والوفاء بالتزامات الأسرة. ويهدف إلى بناء أسرة متماسكة ومستقرة، وتعزيز الوفاق والتواصل بين أفراد العائلة.
الألقاب الخمسة (Wu Lun): تعتبر الألقاب الخمسة مجموعة من العلاقات المهمة التي يجب أن تتواجد في المجتمع، وهي تشمل العلاقة بين الحاكم والمحكوم (ملك وشعبه)، وبين الأب والابن، وبين الأخ والأخت، وبين الزوج والزوجة، وبين الأصدقاء.
الاحترام والتبجيل (Li): يرمز إلى احترام التقاليد والقيم الأخلاقية والاحتفال بالطقوس والمراسم. يعتبر الاحترام والتبجيل جزءًا من تحقيق التوازن والانسجام في المجتمع.
الحكم الصالح (Junzi): يشير إلى الشخص النبيل والحكيم الذي يسعى لتحقيق الفضيلة والأخلاق العالية. ويهدف الحكم الصالح إلى تحقيق الاتزان والقيادة المثلى في الحياة الشخصية والمجتمعية.
هذه مجرد بعض المفاهيم الأساسية في الكونفوشيوسية. يجب ملاحظة أن هناك المزيد من المفاهيم والتعاليم في الكونفوشيوسية التي تعمل معًا لتشكل فلسفتها الشاملة.
2.المبادئ الأخلاقية والاجتماعية
تركز الكونفوشيوسية على مجموعة من القيم الأخلاقية الأساسية التي يجب أن يسعى إليها الأفراد في حياتهم اليومية. وهذه بعض القيم الأخلاقية الرئيسية في الكونفوشيوسية:
الراحة الإنسانية (Ren): تعني الرفق والتعاطف والحب للآخرين. يتعين على الفرد أن يعامل الآخرين بلطف واحترام وأن يتصرف بنية حسنة وتعاطف نحوهم. الراحة الإنسانية تعزز التواصل الصحيح والعلاقات الإيجابية في المجتمع.
الصدق (Yi): تعني أن يكون الفرد صادقًا وموثوقًا وأن يلتزم بالأخلاق والقيم الصحيحة في تصرفاته. يجب على الفرد أن يعبر عن الحقيقة وأن يتحلى بالنزاهة والأمانة في جميع تعاملاته.
العدل (Li): يشير إلى الالتزام بالقواعد والتقاليد والمراسم المجتمعية الصحيحة. يعتبر العدل جزءًا هامًا من تحقيق التوازن والانسجام في المجتمع، حيث يعزز العدل المساواة والإنصاف في المعاملات والعلاقات.
الحكمة (Zhi): يتعلق بتطوير الحكمة والمعرفة والفهم لاتخاذ القرارات الصائبة. يحث الفرد على توسيع معرفته وتعلم المزيد من الحقائق والمفاهيم للتحلي بالحكمة في حياته.
التواضع (Xiao): يرمز إلى احترام الأجداد والوفاء بالتزامات الأسرة وتكريم العلاقات العائلية. يدعو الفرد إلى بناء أسرة متماسكة ومستقرة وتعزيز الوفاق والتواصل بين أفراد العائلة.
هذه بعض القيم الأخلاقية الرئيسية في الكونفوشيوسية. تهدف هذه القيم إلى تشجيع الفرد على النمو الأخلاقي وتحسين العلاقات الإنسانية في المجتمع.
هذه القيم الأخلاقية تحمل أهمية كبيرة في الكونفوشيوسية، وذلك لعدة أسباب منها:
بناء الأخلاق والقيم: تعتبر الكونفوشيوسية منهجًا لتطوير الأخلاق والقيم العالية. من خلال التركيز على الصدق، والعدل، والحكمة، يتم تشجيع الفرد على تحسين نفسه وتطوير صفاته الأخلاقية..
الكونفوشيوسية تشجع على تحقيق الحكمة والقيادة الحكيمة. من خلال تعلم الحكمة وتطوير الفهم العميق، يمكن للقادة أن يكونوا نموذجًا إيجابيًا ويوجهوا المجتمع نحو الخير والازدهار.
الحفاظ على العلاقات العائلية: تعزز الكونفوشيوسية قيمة العائلة والعلاقات العائلية. من خلال الاحترام والتواضع والوفاء بالتزامات الأسرة، يتم بناء أسرة قوية ومترابطة، مما يسهم في الاستقرار والسعادة العائلية.
بشكل عام، القيم الأخلاقية في الكونفوشيوسية تهدف إلى تعزيز الرفاه والتوازن والسلام في المجتمع، وتشجيع الفرد على تحقيق النمو الأخلاقي والتقدم الروحي.
بالإضافة إلى القيم الأخلاقية الأساسية التي ذكرتها سابقًا، هناك بعض القيم الأخرى التي تعتبرها الكونفوشيوسية مهمة وتحث على تحقيقها. وهذه بعضها:
الاحترام (Jing): تعني احترام الآخرين وتقديرهم بصورة عامة. يجب أن يتعامل الأفراد مع بعضهم البعض بلطف واحترام، وأن يحترموا الناس الأكبر سنًا والمسؤولين والمعلمين والوالدين والأجداد.
الولاء (Zhong): يشير إلى الوفاء بالتزامات الأخلاقية والاجتماعية. يجب أن يكون الفرد وفيًا للعائلة وللأصدقاء وللمجتمع بشكل عام، وأن يلتزم بواجباته ومسؤولياته تجاههم.
الاعتدال (Zhong yong): تعني الاعتدال والتوازن في جميع جوانب الحياة. يجب أن يتجنب الفرد الانغماس في التطرف أو الإفراط في أي شيء، وأن يسعى إلى التوازن في سلوكه وأفعاله.
الاستقامة (Yi): تعني الاستقامة الأخلاقية واتباع المبادئ الصحيحة في الحياة. يجب على الفرد أن يتحلى بالشجاعة والصدق وأن يتصرف بنية حسنة وفقًا للأخلاق الصحيحة.
العلمانية (Xue): تعني التعلم والتعليم المستمر. يجب أن يسعى الفرد لزيادة معرفته وفهمه وتطوير مهاراته من خلال التعلم المستمر والاستفادة من الحكمة المتراكمة للأجيال السابقة.
هذه بعض القيم الأخرى التي تعتبرها الكونفوشيوسية مهمة. تهدف هذه القيم إلى تعزيز العلاقات الإنسانية الصحية والتوازن الشخصي والاجتماعي في المجتمع.
3. الطقوس والعبادات في الديانة الكونفوشيوسية
الكونفوشيوسية ليست ديانة في المعنى التقليدي، بل هي نظام فلسفي وأخلاقي يركز على السلوك الإنساني والقيم الأخلاقية. ومع ذلك، هناك بعض الطقوس والعبادات التي ترتبط بالتقاليد الثقافية والاحتفالات التي تتبعها بعض المجتمعات المتأثرة بالكونفوشيوسية. وفيما يلي بعض الأمثلة على هذه الطقوس والعبادات:
طقوس الاحتفال بذكرى كونفوشيوس: يتم الاحتفال بذكرى كونفوشيوس في العديد من البلدان الآسيوية، خاصة في الصين وكوريا واليابان، في الذكرى السنوية لوفاة كونفوشيوس. يشمل الاحتفال زيارة المعابد وتقديم الأضواء والزهور والتضرع إلى روح كونفوشيوس وتكريمه.
طقوس الاحتفال بعيد البوابة السماوية: يحتفل بعيد البوابة السماوية في الصين، ويتم خلاله إحياء ذكرى الحكام القديمين والأبطال التاريخيين. يتم في هذا اليوم طلاء البوابات وتقديم العروض الثقافية والتقليدية، ويشارك الناس في الصلوات وتقديم الاحترام لأرواح الأجداد.
الطقوس العائلية: يعتبر الاحتفال بعيد الربيع (رأس السنة القمرية) في الثقافة الصينية فرصة للأسر للتجمع والاحتفال سويًا. تتضمن الطقوس العائلية تقديم الاحترام للأجداد، وتبادل الهدايا، والاجتماع لتناول وجبات الطعام الاحتفالية.
الطقوس التعليمية: في الكونفوشيوسية، يُعطى الأكاديميون والمعلمون احترامًا كبيرًا. وبالتالي، هناك طقوس تتعلق بتكريم المعلمين والاحتفال بالتعليم. يمكن أن تشمل هذه الطقوس تقديم الزهور أو الهدايا للمعلمين وتنظيم فعاليات تكريم الأكاديميين المتميزين.
يجب ملاحظة أن هذه الطقوس والعبادات تختلف من مجتمع لآخر وتتأثر بالعوامل الثقافية والتقاليد المحلية. وفي الوقت نفسه، يجب أن نفهم أن الكونفوشيوسية تركز بشكل أساسي على السلوك النبيل والقيم الأخلاقية، وليست على العبادات الدينية الصارمة.
هناك معابد وعبادات تتعلق بالكونفوشيوسية. على الرغم من أن الكونفوشيوسية نفسها ليست دينًا في المفهوم الديني التقليدي، إلا أنها تشمل نواحٍ دينية وطقوس تُمارس في بعض الثقافات الشرق آسيوية، خاصة في الصين وتايوان.
في هذه المعابد، يتم تكريم كونفوشيوس كشخصية تاريخية وفيلسوف، ويعتبر المعبد مكانًا للتعبد والتقدير له. تتضمن العبادات الشائعة في المعابد قراءة الكتب الكونفوشية وترديد الصلوات والأغاني التي تمجد الفيلسوف.
كما يمكن أن تشمل العبادات الأخرى إضاءة الشموع أو العطور وتقديم الأضاحي والتبرعات المادية. تهدف هذه العبادات إلى توجيه الاحترام والتقدير لكونفوشيوس وتعزيز القيم الأخلاقية التي يُعتبر أنها نشرها.
يجب الإشارة إلى أن الطبيعة والنطاق الديني لمعابد الكونفوشيوسية يختلف من بلد إلى آخر وحتى داخل البلدان نفسها. قد تكون بعض المعابد والعبادات مرتبطة بتقاليد وثقافات محددة وغير متوفرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
4. التأثير المعاصر للكونفوشيوسية
التأثير الثقافي والاجتماعي:
- الكونفوشيوسية لا تزال تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة والقيم الاجتماعية في الصين وشرق آسيا. مفاهيم مثل الولاء العائلي والاحترام للسلطة والتركيز على التناغم الاجتماعي لا تزال سائدة.
- يتم تدريس الكونفوشيوسية في المدارس وتُعتبر جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي. هناك محاولات لإحياء الفكر الكونفوشيوسي في السياسة والمجتمع.
التأثير الفلسفي والأخلاقي:
- مبادئ الكونفوشيوسية مثل الفضيلة والتدبير الذاتي والرعاية للآخرين لا تزال تُدرس وتُناقش في الفلسفة والأخلاقيات.
- هناك اهتمام متجدد بالكونفوشيوسية كمصدر للقيم والأخلاق في مواجهة التغييرات السريعة في المجتمعات المعاصرة.
التأثير السياسي:
- الحكومة الصينية تستخدم بعض المفاهيم الكونفوشيوسية كأساس للشرعية السياسية، مثل التأكيد على الانسجام الاجتماعي والالتزام بالسلطة.
- هناك جدل حول مدى توافق الكونفوشيوسية مع النظم السياسية الحديثة وأفكار الديمقراطية والحريات الفردية.
بشكل عام، يُعتبر الفكر الكونفوشيوسي لا يزال له تأثير كبير على الثقافة والمجتمع في شرق آسيا، حيث لا تزال القيم والمبادئ الكونفوشيوسية تشكل جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية والفكرية لهذه المناطق.
كما أن تأثيرها يمتد إلى السياسة والحكم في الصين المعاصرة، فنجدها مثلا في:
- الشرعية السياسية:
- تستخدم الحكومة الصينية مفاهيم كونفوشيوسية مثل “الحكم الرشيد” و”الانسجام الاجتماعي” لتبرير وشرعنة سلطتها السياسية.
- يتم التأكيد على قيم الولاء والتبعية للسلطة الحاكمة كجزء من الثقافة السياسية الكونفوشيوسية.
- السياسات الاجتماعية والاقتصادية:
- التركيز الكونفوشيوسي على التماسك الاجتماعي والنظام العائلي يؤثر على السياسات المتعلقة بالرعاية الاجتماعية والتعليم والعلاقات الأسرية.
- هناك محاولات لتوظيف المفاهيم الكونفوشيوسية مثل “المسؤولية الاجتماعية للشركات” في السياسات الاقتصادية.
- العلاقات الدولية:
- تؤثر مبادئ الكونفوشيوسية مثل “التوازن والانسجام” على التوجه السياسي الخارجي للصين، حيث تُعطي أهمية للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والتعاون الدولي.
- يتم استخدام الخطاب الكونفوشيوسي لتبرير سياسات الصين الخارجية والترويج لصورة الصين كقوة إيجابية في النظام الدولي.
بشكل عام، تحاول الحكومة الصينية الحالية توظيف الكونفوشيوسية كأداة لتعزيز الشرعية السياسية وتبرير السياسات الاجتماعية والاقتصادية والخارجية. ومع ذلك، هناك جدل حول مدى توافق هذا التوظيف مع المفاهيم الأصلية للكونفوشيوسية.
الخاتمة:
الكونفوشيوسية هي نظام فلسفي وأخلاقي تأسس على تعاليم كونفوشيوس، الذي عاش في الصين خلال القرن السادس قبل الميلاد. تركز الكونفوشيوسية على أهمية الأخلاق، والعدالة، والعلاقات الاجتماعية، وتعتبر الأسرة أساس المجتمع. تدعو إلى تعزيز القيم مثل الاحترام، والولاء، والتعاطف، كما تشدد على أهمية التعليم والتعلم المستمر.
لقد أثرت الكونفوشيوسية بشكل عميق على الثقافة الصينية ودول شرق آسيا، حيث شكلت مبادئها نمط الحياة والتفكير في مجتمعات متعددة. ورغم التحديات التي واجهتها عبر العصور، إلا أن تأثيرها لا يزال قوياً في القيم والممارسات الاجتماعية المعاصرة. في الختام، تظل الكونفوشيوسية مصدر إلهام للعديد من الناس في سعيهم نحو تحقيق التوازن والانسجام في حياتهم.
ملاحظة: هذا المقال جزء من دراسة طويلة بعنوان: مدخل إلى تاريخ الأديان الآسيوية، حررتها لقسم التاريخ في جامعة ماردين.
مونتريال ٩/١٢/٢٠٢٤
المصادر والمراجع:
السواح، فراس. موسوعة تاريخ الأديان في أربع مجلدات، دمشق: دار التكوين للطباعة والنشر، الطبعة الخامسة، ٢٠١٠
م. كولر، جون. الفلسفات الآسيوية، المنظمة العربية للترجمة، بيروت: توزيع مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة ٢٠١٣.
كدرو، نرجس. أديان ومعتقدات المغول الإيلخانيين، أنقرة: سونغان، الطبعة ١، ٢٠٢٣.
سعيفان، كامل. موسوعة الأديان القديمة، معتقدات آسيوية (العراق-فارس-الهند- الصين- اليابان).، مدينة نصر،٢٠١٢
العبداني، عبد الله، الشامانية فلسفة للحياة سيات، ٢٠١٠
سميث، هوستن. أديان العالم، حلب: دار الجسور للثقافة، الطبعة ٣، ٢٠٠٤.
Hello! This post could not be written any better! Reading through this post reminds me of my old room mate! He always kept talking about this. I will forward this write-up to him. Pretty sure he will have a good read. Many thanks for sharing!