العربي الآن

الجنرال بن الجنرال: محاضرة بخمسة يورو

لا تكتمل الفضيحة إلا بجلوس بثينة شعبان في القاعة. يسأل أحد الحاضرين: "ما الذي جاء ببثينة هنا؟" فيجيبه آخر: "ربما وفاءً لمصطفى طلاس"!

بلال الخلف – العربي القديم

يا للسخرية… مناف طلاس!

 ذاك الذي يصرّ أن يُقدّم نفسه بلقب “الجنرال بن الجنرال”، يطلّ من باريس في محاضرة سياسية لا تختلف كثيراً عن عرض مسرحي فاشل: ممنوع التصوير، ممنوع التغطية الصحفية، وتذكرة الدخول بخمسة يورو فقط! وكأننا أمام أمسية لفرقة هاوية، لا محاضرة لشخص يحمل هماً سياسياً وطنياً ويزعم أنه “يمثل المستقبل”.

الجنرال الذي لا يفيق من غيبوبته اليومية إلا ساعتين بالكاد، يزعم أنه على تواصل مع عشرة آلاف ضابط. عشرة آلاف دفعة واحدة! لكنه – على ما يبدو – يتخيلهم جميعاً نسخة عن عماد نجار؛ ذلك الممثل الكومبارس الذي لعب دور ضابط في مسلسل تافه، ومات فيه بمشهد صُنّف كأفشل مشهد موت في تاريخ الدراما. لا هو ضابط ولا هو ممثل، لكن في حسابات مناف… هؤلاء هم ضباطه!

لا تكتمل الفضيحة إلا بجلوس بثينة شعبان في القاعة. فيسأل أحد الحاضرين: “ما الذي جاء ببثينة هنا؟” فيجيبه آخر: “ربما وفاءً لمصطفى طلاس.” فيرد الأول: “نعم، وفاءً لذلك الأب الذي اشتهر بذوقه الدنيء، الذي كان يجمع القبيحات الكبيرات في السن، كمن يتفاخر بما لا يُفتخر به.” حضورها اليوم لا يبدو مصادفة؛ إما تخليداً لذكرى الوالد، أو حزناً عليه، أو ربما لأنها رأت في مناف صورة عن أبيه… الذوق نفسه، الدناءة نفسها.

ثم تأتي الكوميديا السوداء باسم فرح يوسف. تلك الناشطة “النص كم” التي لا ينشغل عقلها (إن كان له موقع ثابت أصلاً) إلا في الدفاع عن المثلية والترويج لكل ما هو غريب. رأسها، أو لنقل “مخها”، ليس في مكانه؛ كمن وضع المقود في مكان العجلة، أو كمن ركب جهازاً كهربائياً بالمقلوب. كلامها يهتز، منطقها يترنح، وفي النهاية تسقط ككرسي بثلاثة أرجل. مشهد هزلي، لكنه مكرر حتى الملل.

أما باريس، مدينة النور، فهي الوجه الآخر للمأساة. هذه المدينة التي تُبهر البعض ببريقها، تخفي في زواياها سوريين قليلي العقل، مستعدين لبيع أمهاتهم مقابل الظهور بمظهر مدني عصري. حشرات لا أكثر. مناف ووالده لم يكونا يوماً سوى جرذان في مشروع الأسد الأب، ثمنهما بخس، يمكن لأي دولة أن تشتريهما: قنينة “نبيذ”، امرأة عاهرة، وفخذ أبيض يكفيان.

وأما أنتم، يا من حضرتم في القاعة، فأنتم أحوج إلى الشفقة. أي عهر سياسي، وأي مرحاض تحمله رؤوسكم لتجلسوا في محاضرة لسكير ابن داعر، كان يلهث طوال حياته خلف النساء القبيحات؟ وها هو ابنه اليوم يظن نفسه بطلاً لمجرد أنه يمسك سيجاراً ويثرثر. نعم، إنه مناف… الجنرال السكير.

زر الذهاب إلى الأعلى