العربي الآن
سياسة الفخِّ والصَّيَّاد بين إيران والمجتمع الدُّوليّ
العربي القديم – خاص:
المتأمل لوقائع العلاقة بين إيران والمجتمع الدولي، منذ بروز مشكلة ملفها النووي وما تبع ذلك من محادثات ومفاوضات وفرض عقوبات، يمكن أن يلحظ ما يلي:
- يمارس المجتمع الدّوليّ سياسة الفخّ والصّيّاد مع إيران؛ للتّنازل في ملفّها النّوويّ منذ رئاسة أحمدي نجاد حتّى يومنا هذا.
- يُحضِّر الصّيّادُ فخَّه، ويجلب الدّيدان الصّفراء، ويحدِّد مرتعاً مهمّاً من مراتع الطّيور، ويقتحمه، ثمّ ينصب فخّه تحت القشّ والتّراب، ويترك الدّودة الصّفراء بارزة فوق التّراب، ويضع قُرب الفخّ غصنًا ميّاداً وحجارة يحلو لطيور الحَجَل والسُّمَّان والعصافير والقُبَّرات أن يُغَرِّد فوقها.
- ثمّ يبتعد الصّيّاد عن فخّه، ويطرد الطّيور بكلِّ شفقة مصطنعة نحو مرتعها الخصيب؛ حتّى تحطّ الطّيور على الغصن والحجارة، والطّيور لا تعلم سرَّ شفقة الصّيّاد المفاجئة، وعندما تشاهد الطُّيور الدّودة الصّفراء الشّهيّة فوق الفخّ المخبّأ، وعلى مقربة من الغصن والحجارة يبدأ صراع جديد!
- هنا وفي هذه اللّحظة الحاسمة في لحظات اللَّعب السّياسيّ المحفوف بالمخاطر بين (الصّيّاد والطّيور) يتحوَّل صراع الطُّيور من صراع ولعب سياسيّ على المكشوف إلى صراع غريزيّ خطير جدّاً، إنّه الصِّراع بين غريزة الجوع والشّهوة والطَّمع بالمزيد \ من الطّعام؛ إنَّه (جوع الطّائر وشهوته للدّودة في مرتعه الخصيب) من طرف وصراع الإرادة والحذر والتّصميم (حذر الطّائر وشكِّه بسلوك الصّيّاد وشفقته) من طرف آخر.
- فإذا انتصر شكّ الطّائر وعقله وإرادته طار بعيدًا (انتبهْ جيِّداً لكلمة بعيداً عزيزي القارئ!)، ولم يستسلم لإغراءات الصّيّاد؛ حتّى لا يقع في الفخّ، ويفقد حياته كلّها من أجل دودة؛ من أجل إغراء بسيط.
- وإن انتصرت غريزة الجوع وشهوته، حطّ الطّائر فوق الدّودة، ووقع بين كمّاشتي الفخّ، الّتي توشك أن تقضي على حياته؛ وفجأة سوف يشاهد العصفور الصّيّاد حاضراً فوق رأسه، وهو داخل الفخّ؛ ليخلّصه من براثنه ثم ليذبحه، ويشوبه بعد قليل.
- هذا باختصار واقع جغرافية (سايكس- بيكو) التّعيسة في العراق وبلاد الشّام؛ نحن مرتع طيور إيران الخصيب؛ وإسرائيل وأمريكا ينصبان لها دودَ الفِخاخ دائمًا في سوريا والعراق وجنوب لبنان.
- عندما ينتصر العقل الفارسيّ الحكيم وتُغادر إيران (بعيداً) عن جعرافيا (الفخاخ الّتي نصبها أحفاد سايكس- بيكو) تنجو بملفّها النّوويّ أو بروحها على أقلّ تقدير، وعندما تستسلم لغريزة الجوع وشهوة الطّعام؛ لتأكلنا، وتصيدنا-نحن المواطنين المسالمين في هذا الجغرافية-فإنّها ستقع حُكمًا في فخاخ الصّيّاد اللّطيف!
- نصيحتي لإيران: اهربي من جغرافيا الفِخاخ! اذهبوا اسهروا مع بعضكم أو اقتتلوا في مكان آخر! واتركونا ننتخب قادتنا المدنيّين المُسالمين، ونحدّد مستقبلنا ومستقبل أبنائنا بعيداً عن صراع المصالح بين (الأعدقاء) أو الأصدقاء الأعداء في آن واحد معاً.