المهندس البرتغالي الذي أثار جنون إسرائيل: شتائم ودعوات للاستقالة ورفض منح تأشيرات!

العربي القديم- خاص:

في سابقة تكاد تكون الأولى من نوعها في تاريخ الأمم المتحدة، عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن موقف واضح من الحرب  على غزة، وأدان إسرائيل على جرائمها بعبارات واضحة وصريحة، ما فجر غضبا إسرائيليا حادا تجاهه، دفع إلى مطالبته بالاستقالة من منصبه !

ففي جلسة عقدها مجلس الأمن بشأن الحرب في غزة، أمس الثلاثاء 24تشرين الأول/ أكتوبر،  قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “حماية المدنيين لا تعني إصدار الأوامر لأكثر من مليون شخص بإخلاء منازلهم والاتجاه جنوباً؛ حيث لا يوجد مأوى ولا غذاء ولا مياه ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه”.

واعتبر غوتيريش أن الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على مستوطنات وبلدات غلاف غزة في السابع من أكتوبر “لم يحدث من فراغ”، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر من 75 عاما ومضيفاً: “لقد تعرض الشعب الفلسطيني لاحتلال خانق على مدار 56 عاما، ورأوا أراضيهم تلتهمها المستوطنات وتعاني العنف، خُنِقَ اقتصادُهم، ثم نزحوا عن أراضيهم، وهُدمت منازلهم، وتلاشت آمالهم في التوصل إلى حل سياسي لمحنتهم”

إسرائيل غاضبة ومصدومة!

فجر هذا الموقف غضبا إسرائيلياً عارماً، دفع بوزير الخارجية الإسرائيلي  إلى إلغاء اجتماع كان مقرر له مغ غوتيريش، بعد أن وصفه بأنه مفصول عن الواقع، وتساءل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين: “سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش أنت؟”.

فيما طالب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة (جلعاد إردان)، باستقالة غوتيريش من منصبه. وقال في تدوينة له على منصة “إكس”: “أمين عام الأمم المتحدة، الذي يبدي تفهماً لحملة القتل الجماعي للأطفال والنساء وكبار السن، ليس مؤهلاً لقيادة الأمم المتحدة”.

غوتيريش لم يوفر هجوم حماس من  تنديده مؤكداً “إدانته القوية للهجمات التي شنتها الحركة على إسرائيل”، وواصفا إياها بأنها “غير مبررة”. لكنه عاد للتأكيد أن “أن هذه الهجمات المروعة لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

المهندس البرتغالي

يذكر أن أنطونيو غوتيريش، البالغ من العمر (74) عاما، هو برتغالي الجنسيبة، وقد ولد في لشبونة في عام 1949، وتخرج من معهد ”Instituto Superior Técnico“حاملا شهادة جامعية في مجال الهندسة، وهو يجيدالإنكليزية والفرنسية والإسبانية إلى جانب لغته الأم. وقد انتُخب عضوا في برلمان بلاده منذ عام 1976 حين كان في السابعة والعشرين من العمر، حيث شغل هذا المنصب لمدة 17 عاما… وخلال تلك الفترة ترأس اللجنة البرلمانية لشؤون الاقتصاد والمالية والتخطيط، قبل أن يتبوأ منصب رئاسة الحكومة البرتغالية لمدة سبع سنوات بين عامي 1995-2002

وكان  غوتيريش من عام 1981 إلى عام 1983 عضوا في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، حيث انتُخب رئيسا للجنة المعنية بالديمغرافيا والهجرة واللاجئين. كما شغل السيد غوتيريش منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في الفترة من حزيران/ يونيو 2005 إلى كانون الأول/ ديسمبر 2015 قبل أن ينتخب أمينا عاما للأمم المتحدة في  الأول من يناير من عام 2017 ليكون بذلك الأمين العام التاسع للمنظمة الدولية.