تاريخ العالم

اتفاقية لوزان.. ما قبل، وما بعد!

بقلم: سعد فنصة

نشر الباحث السوري سعد فنصة هذا النص على صفحته الشخصية على (فيسبوك) في الثاني من أكتوبر عام 2020 ويهمّ (العربي القديم) أن تستعيده، لما فيه من رؤية لواقع يلمسه السوريون اليوم.

***

يشير كثير من المحللين إلى عام 2023، حيث تنتهي اتفاقية لوزان، التي وقّعت في مدينة لوزان السويسرية،  في الرابع والعشرين من تموز يوليو عام 1923، بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا، وحكومة الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا، والتي أنهت الخلافة العثمانية.

 كان تقاسم مناطق الانتداب والنفوذ قد حصل قبلها بعدة سنوات، وترسخ بعدها، مع بدء المشروع الصهيوني في فلسطين، وإن هذه الصراعات العسكرية التي انفجرت فجأة، خلال السنوات الأخيرة في سورية والعراق، والحرب الدائرة بين الأرميني، والأذري المدعوم من تركيا، والنزاعات في مجمل الشرق الأوسط، ومحاولة القيصر الروسي الجديد استعادة مناطق نفوذ جديدة، باتفاقية مشتركة تعيد أمجاد الماضي القريب، كان نتيجة حتمية لاقتراب موعد جديد، لانتهاء العمل ببنود الاتفاقية الدولية التي أُقِرّتْ نتائجها الكارثية للمئة عام المنصرمة .. لذلك شهدنا جميعاً هرولة علنية، نحو اتفاق التطبيع المعلن مع اسرائيل، بعد اتفاقيات السلم السرية، باعتبارها القاعدة والمؤسسة للمرحلة الجديدة القادمة.

ما يهمني الإشارة إليه بوضوح ودقة أن سورية تلاشت، أو على وشك التلاشِي الإنساني والجغرافي، مع تغييرات ديمغرافية عميقة حصلت في هذه البقعة الصغيرة من شرق المتوسط، أمام أنظار العالم، دون أن يحرك ساكناً، واحتمال وضع خرائط جديدة لقسمة جديدة .. لن تكون في صالح عودة السوريين المهجرين، أو إعادة الإعمار قريباً، كما كنت أتخيل حتى وقت قريب.

ما زاد الطين روثاً … في الكشوفات الجديدة لثروات الغاز والنفط، في شرق المتوسط التي كان لها دور هام في إطالة أمد الصراع، دفع الشعب السوري ثمنه غالياً، وقد يستمر هذا النزيف لسنوات جديدة قادمة، مع بروز نداءات إنسانية للتخفيف من حدته ..

الأهم من كل ذلك أن النظام الأسدي العائلي القمعي سينتهي، أو هو في حكم المنتهي عمليا ..ً

ومعارضته المرتزقة غبية وساقطة، ولَم تؤسس لرؤية سورية وطنية، وكانت صورة مطابقة للنظام، بالاستخذاء، والكذب حرصاً على استبقاء مكاسبها السهلة والسخيفة، وقد أثرى منها مَن أثرى، من رموز إخوانية منحطة وتافهة للإسلام السياسي… ركبت على ثورة الشباب باسم الطائفة السنية، دون أي مرجعية وطنية جامعة لكل السوريين على اختلاف أطيافهم.

‫6 تعليقات

  1. I’m amazed, I must say. Rarely do I encounter a blog that’s both educative and entertaining, and without a doubt, you’ve hit the nail on the head.
    The issue is an issue that not enough men and women are
    speaking intelligently about. I’m very happy that I
    found this during my search for something relating to this.

  2. Hello there I am so thrilled I found your weblog, I really found you by error, while
    I was searching on Digg for something else, Nonetheless I am here now and would just like to say thank you
    for a fantastic post and a all round exciting blog (I also love the theme/design), I don’t have time
    to go through it all at the moment but I have saved it and also added in your RSS feeds,
    so when I have time I will be back to read a lot more, Please do keep up the awesome jo.

زر الذهاب إلى الأعلى