العربي الآن

لأول مرة منذ سقوط صدام حسين: شكوى عراقية ضد إيران لمجلس الأمن.. وباكستان ترد الصاع صاعين

العربي القديم – خاص: 

في سابقة هي الأولى في نوعها من طرف الحكومة العراقية منذ سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، وفي خطوة يقول سياسيون وحقوقيون أنها كان يفترض أن يخطوها العراق منذ سنوات بعد الاعتداءات الإيرانية المستمرة على إقليم كردستان العراق، أعلنت الخارجية العراقية في حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أنها رفعت شكوى ضد إيران بموجب رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي عبر الممثلية الدائمة لجمهورية العراق في نيويورك.

الخارجية العراقية تكذب إيران

ونددت وزارة الخارجية العراقية في بيان بـ”الاعتداءات” على أربيل، واستدعت سفيرها في طهران للتشاور… كذلك ندد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بالادعاء “الباطل وغير الصحيح” مكذبا الرواية الإيرانية بشأن وجود “مقر للموساد الإسرائيلي” في أربيل.. ومزاعم الحرس الثوري الإيراني بأنه هاجم “مراكز تجسس” لإسرائيل في إقليم كردستان العراق.

وذكرت وسائل إعلام عراقية أن عدد ضحايا القصف الايراني على أربيل قد ارتفع إلى نحو 20 بين قتيل وجريح، بينهم رجلا أعمال عراقي وإماراتي وطفلة الاول.

مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي علق على الهجوم بالقول  “إن لصبرنا حدود”، فيما شكلت حكومة بغداد لجنة من 5 مسؤولين امنيين رفيعي المستوى للتحقيق بالهجوم. واستدعت بغداد سفيرها في طهران وسلمت الجانب الايراني مذكرة احتجاج، في حين وصفت واشنطن الحادث بانه “متهور وغير مسؤول”.

النتائج المتوقعة لهذه الشكوى

المحامية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية (ديالا شحادة)، أشارت في حديثها الموقع (الحرة)، إلى أن هناك فرق بين رفع شكوى مباشرة إلى مجلس الأمن، وبين رفع شكوى إلى هيئات أممية أخرى. وأوضحت أنه في حال رفع شكوى إلى مجلس حقوق الإنسان أو لمقررين مختصين بقضايا معينة، فإن الخطوات اللاحقة تكون عبر إصدار بيانات أو إجراء تحقيقات، وعلى إثرها تصدر توصيات قد ينتج عنها خطوات تنفيذية، وذلك يتم بعد عرضها ورفعها إلى مجلس الأمن… بينما رفع الشكوى مباشرة إلى مجلس الأمن، خصوصا في ظل الخشية من تكرر العدوان الإيراني، هو اختصار لكل هذه الإجراءات دون مضيعة للوقت ودون رفع شكوى إلى هيئة أو وكالة أو جهاز أممي آخر، لأن المجلس لديه سلطة تنفيذية.

وعن النتائج المتوقعة لهذه الشكوى في حال عدم اعتراض الدول صاحبة حق النقض (الفيتو)، وهي أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، قالت شحادة إن الخطوات العملية والتنفيذية تبدأ بشكل تدريجي، وتشمل التنديد بالاعتداء، واعتباره مخالفا لميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية فيينا.

وتابعت أنه في حال صدور قرار فإنه قد يطلب من إيران الامتناع عن تكرار هذا الفعل، أو التعهد بالالتزام بميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات المرتبطة. وأشارت إلى أنه في حال عدم التزام إيران، قد تحصل نقاشات أعمق وأوسع لإصدار إجراءات تنفيذية رادعة أو عقابية… لكن مثل هذه الإجراءات نادرا ما تتخذ في حال انتهاك دولة لسيادة دولة أخرى، مستبعدة حصول أي إجراءات عقابية بحق إيران في مجلس الأمن بعد الشكوى العراقية.

ورأى مراقبون أن لدى طهران “الكثير من التأثير السياسي والاقتصادي داخل العراق”، لكن الشكوى سيكون لها “تأثير اعتباري” ويمتص حالة الغضب الشعبي داخل العراق، وفق باحث في الشأن العراقي.

هجوم إيراني على باكستان

على صعيد متصل شنت إيران أمس الأول، هجمات استهدفت ما وصفتها بقواعد داخل باكستان لجماعة «جيش العدل» البلوشية المعارضة.

وقالت وكالة أنباء «إرنا» الرسمية قالت إن صواريخ وطائرات مسيرة استخدمت في الهجوم، من جهتها، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية، بـ«تدمير مقرين لجيش العدل في الأراضي الباكستانية عبر قصف بالصواريخ والطائرات المسيرة».

لكن باكستان نددت بهذا الهجوم ووصفته بأنه «انتهاك غير مبرر» للمجال الجوي للبلاد. وإنه أسفر عن مقتل «طفلين بريئين» وإصابة ثلاثة آخرين.

وأصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بيانا أكدت فيه وقوع الهجوم، والذي تم الإعلان عنه لأول مرة من خلال تقارير وسائل الإعلام الإيرانية التي تم سحبها لاحقا. وورد في بيان وزارة الخارجية أن باكستان تدين بشدة الهجوم على إقليم بلوشستان، كما حذرت من أن «هذا الانتهاك لسيادة باكستان غير مقبول على الإطلاق ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة».

باكستان ترد الصاع صاعين

ويوم أمس الأربعاء، قامت باكستان بسحب سفيرها من طهران للتشاور، في إجاء يشير إلى تصاعد الغضب الباكستاني من “الوقاحة الإيرانية” كما أسمتها وسائل إعلام باكستانية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ علنت وزارة الشؤون الخارجية الباكستانية -اليوم الخميس- تنفيذ ضربات عسكرية ضد مقاتلين مناهضين لباكستان داخل إيران، وقالت الخارجية في بيان لها صباح اليوم: «نفذت باكستان هذا الصباح سلسلة من الغارات العسكرية الدقيقة عالية التنسيق والموجهة على وجه التحديد ضد مخابئ الإرهابيين في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية» في إشارة إلى ما تسمى جماعة “جيش تحرير بلوشستان” المسلحة داخل إيران.

وأضافت «اتُّخذ التحرّك هذا الصباح في ضوء معلومات استخباراتية موثوقة عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق».

وذكرت أن المقاتلات الباكستانية أصابت 6 أهداف داخل 3 مواقع، بعمق 40 إلى 50 كيلومترا داخل الأراضي الإيرانية.

وأضاف بيان الخارجية الباكستانية أن عددا من ما وصفنهم بـ«الإرهابيين قتلوا خلال العملية التي استندت إلى معلومات استخباراتية… في حين زعمت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الهجوم الباكستاني أسفر عن مقتل 3 نساء على الأقل و4 أطفال، جميعهم غير إيرانيين.

ونقل التلفزيون الإيراني عن مصدر مطلع قوله: “ندين هجوم باكستان ونطالبها بتوضيح سريع بشأن الحادث”.

زر الذهاب إلى الأعلى