بسبب عبارة تنتقد "الفساد الخليجي" سمير عطا الله يرد على إلياس خوري وينتقد نزار قباني!
العربي القديم – متابعات ومشاهدات
استفزت إحدى العبارات التي تنتقد سطوة المال الخليجي، والتي أوردها الكاتب اللبناني إلياس الخوري في إحدى مقالاته الأخيرة في (القدس العربي)، استفزت مواطنه الكاتب اللبناني سمير عطا الله، فكتب يرد عليه في زاويته اليومية في الصفحة الأخيرة من جريدة (الشرق الأوسط) السعودية.
وكان الكاتب والروائي اللبناني إلياس خوري قد كتب مقالاً بعنوان: “القائد وابن العم” يرثي فيه السياسي السوري البارز رياض الترك الذي رحل مطلع العام الجاري، مستعرضاً مسيرته وتضحياته من أجل “الديمقراطية والحرية وكرامة الإنسان السوري” كما جاء في المقال، إلا أن استعراض الخوري للواقع الذي تشكّل بعد اندلاع الثورة السورية بفعل التمويل الخليجي للفصائل دفعه للقول:
“… ثم تكشف الواقع عن احتلالات بالجملة لسوريا: احتلال أمريكي، واحتلال روسي، واحتلال إيراني، واحتلال ميليشيوي في زمن الفساد الخليجي الذي حمى وموّل الانحطاط”.
هذه العبارة استفزت مواطنه اللبناني سمير عطا الله، فكتب يرد عليه مدافعاً عن الخليج في زاوية له في (الشرق الأوسط) بعنوان: (على هامش الرثاء) وقد مهد للرد بالتعرض لإلياس خوري بالقول: “كنتُ من المدمنين على قراءة الكاتب إلياس خوري، أيام كان عندما يراني يذهب إلى الرصيف الآخر لكي يتجنب إلقاء التحية، أو ردّها”. وبعد أن أبدى إعجابه بالتحف الأدبية للخوري ذهب إلى القول:
“كتب إلياس خوري واحدة من أوراقه الأدبية في «القدس العربي»، يوم الثلاثاء الماضي، يرثي فيها الشيوعي السوري الراحل رياض الترك. وكانت للرجل سمعة الصالحين أكثر من سمعة الثوار. فقد كانت سيرته الإنسانية أعلى بكثير من تصنيفٍ حزبيّ أو مرتبة سياسية. ويُفهم من السرد الذي يُغنيه الكاتب باللمعة الأدبية، أن الغائب كان من معارفه ورفاقه. توقفت في هذا النص الروائي عند جملة قصيرة واحدة: «الانحطاط الذي موّله الفساد الخليجي». الحقيقة فوجئت بأن بعد كل ما حدث لهذه الأمة لا يزال الخليج مَضرب مثل”.
ومن دون أي مناقشة لحقيقة عبارة الكاتب، أو للواقع الذي أوجده المال الخليجي في الثورة السورية عاد الكاتنب لينتقد علاقة الشاعر نزار قباني الخليج معتبرا أنها كانت وسيلة لتسلية جمهوره الملول… وقال:
“رحم الله نزار قباني، كان كلما شعر بأن جمهوره ملّ قليلاً، وضع أمامه (الجمهور) امرأة حديثة وبدوياً يُغرقها بمال النفط. تغيرت الخريطة النفطية في العالم العربي، وأصبح الكثير من النفط ثورياً تقدمياً، وظل النفط أو الخليج أو البدو، موّال الشعراء المفضل. يوم احتل العراق الكويت، كان ثاني أكبر دولة نفطية. لكنّ الثوريين رأوا أن الكويت تريد مزيداً من النفط. مِن مَن؟ من عراق صدام حسين”.
وعبد أن قارن بين اقتصاديات الكيبتاغون دون أن يسم النظام السوري الذي طبعت معه السعودية، وبين أوضاع الجامعات والعلم في الدول الثورية… عاد للحديث عن نزار قباني مرة أخرى:
” أعطى الراحل الكبير نزار لنفسه الحق في أن يعشق نساء العالم، ولم يتردد لحظة في جعل المستور من جسد المرأة عنواناً لأحد دواوينه الجميلة. لكنّ كارثة تحل بالأمة إذا جالسَ خليجي امرأة في ملاهي بيروت”.
وختم بالرد على الياس خوري بالقول:
“كان ذلك بالنسبة له زمناً شعرياً يتسلى فيه الفقراء بهجاء الأغنياء. هذه عادات البشر في كل مكان، من قديم الأزمنة وجميع الأمكنة. أما اليوم، أيها الكاتب العزيز، فأنت وأنا نعيش في بلد بلا كهرباء وبلا طرقات، وبلا رئيس جمهورية. والسعيد منّا مَن عثر أولاده على عمل في الخليج”.
يذكر أن سمير عطالله كان قد كتب قد نشر في الشرق الأوسط، زاوية بتاريخ 22/12/2022 قال فيها إنه يختار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شخصية العام، معتبرا أنه حقق: “كيفما تلفتّ تجد أثر ولي العهد الأمين يدفع أمامه عربة التجدد أميالاً أميالاً”.