أرشيف المجلة الشهرية

زكريا تامر عاشق الطفولة يواجه مدجنة البعث

محمد منصور – العربي القديم

في الوقت الذي كانت فيه منظمة طلائع البعث التابعة للحزب الحاكم في سورية، تؤمم الطفولة، وتعلم الأطفال أن منتهى نجاحهم أن يكونوا نسخة واحدة، في “الزقفة الطلائعية” و”الوقفة الطلائعية” و”الانضباط الطلائعي” وفي محبة الأب القائد التي ترقى إلى محبة الوطن حتى تغدو هي ذاتها، كان زكريا تامر في كل ما كتب للأطفال يعلمنا قيم الحرية… وكانت قصصه على ألسنة الحيوانات تقول لنا الكثير عن معنى التفرد،  والاستبداد بالرأي وكيف يغدو الخاطئ والمُستنكَر والقبيح، مستساغاً ومفروضاً بالقوة، لكنه ليس شرعياً ولا حقيقياً! 

وخلال العام 1985 واظب زكريا تامر على إعداد صفحة أسبوعية للأطفال، تصدر كل يوم جمعة في صحيفة (القبس) الكويتية، واسعة الانتشار. وفي هذه الصفحة التي نقدم أحد نماذجها هنا، نرى زكريا تامر عاشق الطفولة، وهو يبرع في مقاربة صحافة الأطفال، أدباً وقصصاً ومادة علمية أو تاريخية، وخطاباً تربوياً، لا يتخلى من خلاله أبدا عن بث قيم الحرية ورفض الذل، والاستكانة للترويض والتدجين في نفوس الأطفال، ليس عبر القصص والحكايات المتمردة وحسب، بل عبر مختلف زوايا الصفحة، كما يقول على لسان القط، في زاوية: من أنت؟:

“وأنا القط أرفض الذل ولا أصبر على الأذى، وأبادر إلى الرد عليه، محاولا الحفاظ على حريتي، فهل يحق للإنسان وحده الحفاظ على حريته أم أن لكل مخلوق حقه في الحرية؟”  

* نموذج لكتابات زكريا تامر للأطفال التي تناهض سموم طلائع البعث في تدجين الطفل وتشويه الطفولة *

____________________

من مقالات العدد الحادي عشر من مجلة (العربي القديم) الخاص بزكريا تامر –  أيار/ مايو 2024

زر الذهاب إلى الأعلى