بغياب بشار: أمير قطر ورئيس تونس يتصدرا مشهد العزاء في جنازة رئيسي.. والتصريح الأسوأ لهنية!
العربي القديم – خاص:
تحول حضور جنازة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مثار جدل بالنسبة للمتابعين والمراقبين والمحللين وكذا ملايين أسر الشهداء الذين تسبب الرئيس الإيراني في مقتلهم في بلدانهم التي تدخلت فيها إيران وميليشاتها الإجرامية العابرة للحدود. وذهب المهتمون في تصنيفاتهم للحاضرين، وكذلك الغائبين، إلى ما هو أبعد من الحضور البروتوكولي الذي يمارس ما يعرف عادة بـ “دبلوماسية الجنازات”
واعتبر موقع “المونتيور” الأمريكي أن زيارة مسؤولي: قطر ومصر والعديد من الدول الأخرى طهران يوم أمس الأربعاء لحضور جنازة الرئيس إبراهيم رئيسي، يدل على رغبة دول المنطقة في الحفاظ على علاقات دافئة مع إيران.
فمن هم أبرز الحاضرين… ومن هم أبرز الغائبين… وما هي أكثر العبارات إثارة للجدل التي نقلت عن المشاركين في التشييع ومراسم العزاء؟
الحضور العربي: غاب بشار وحضر زعيما قطر وتونس
عربياً كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس التونسي قيس سعيد هما الزعيمان العربيان الوحيدان اللذان حضرا الجنازة على مستوى رأس هرم الدولة، أما على مستوى الحكومات فقد حضر كل من:
– رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
– رئيس وزراء نظام الأسد حسين عرنوس
فيما تمثلت كل من الجزائر ولبنان برئيسيْ البرلمانان:
– ابراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني (البرلمان الجزائري)
– نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني.
وشاركت كل من مصر السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت في التشييع بمستوى وزراء خارجية:
– وزير الخارجية المصري الذي يزور إيران لأول مرة في حياته، رغم وجوده على رأس الدييلوماسية المصرية منذ عشرة أعوام
– وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان
– وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد
– وزير الخارجية الكويتي عبد الله علي اليحيى حضر.
ومقابل غياب أي تمثيل للسلطة الفلسطينية، حضر رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية. فيما وفد حزب الله اللبناني الممول إيرانياُ ترأس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين. بغياب حسن نصرالله ونعيم قاسم.
دولياً: غياب الدول الكبرى وحضور رؤساء دول الجوار
دولياً كان غياب رؤساء الدول الكبرى، بما فيها تلك التي تربطها علاقة صداقة مع إيران كروسيا والصين ملحوظاً. ولم يحضر من رؤساء الدول سوى رئيسيْ تركمانستان وطاجيكستان، فيما حضر رؤساء حكومات باكستان وأرمينيا وأذربيجان، إضافة إلى فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس الدوما الروسي ممثلا للرئيس فلاديمير بوتين، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس الوزراء مسرور بارزاني.
أما الصين وسنغافورة وسريلانكا وماليزيا وفنزويلا ونيكاراغوا وبيلاروسيا وصربيا وقيرغيزستان وأوزبكستان وكازاخستان وأفغانستان فقد اكتفوا بإرسال مسؤولين وممثلين متنوعي المناصب الحكومية للمشاركة في الجنازة التي أم الصلاة فيها المرشد الأعلى علي خامنئي الذي التقى مع الزعماء الإقليميين التاليين الذين كانوا في المدينة لحضور الموكب: الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء الأرميني نيكول.
لماذا غاب بشار؟
كان لافتاُ غياب رأس النظام السوري بشار الأسد عن حضور التشييع رغم أنه كان قبل أيام في المنامة لحضور قمة الجامعة العربية بصفته مستمعاً، وإرساله رئيس الحكومة حسين عرنوس بدلا عن المشاركة الشخصية.
وقد ترأس عرنوس وفداً سوريا ضم مستشار شؤون الأمن الوطني في “الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية” اللواء علي مملوك، ووزير الاقتصاد، محمد سامر الخليل. وقد أرجع بعض المحللين هذا الغياب إلى رغبة الأسد في امتصاص النقمة العربية ضد بسبب عدم القيام بأي إجراءات للابتعاد عن الحضن الإيراني (وهي الذريعة التي اتخذوها للتطبيع معه) ناهيك عما يشاع عن استبعاد زوجته أسماء الأسد من المشهد بسبب نقمة الطائفة والمقربين منه على تمدد نفوذها، وتمويه ذلك بالزعم إصابتها بسرطان الدم.
اسماعيل هنية ومحمد حبش: تصريحات مثيرة للاستهجان!
طغت التصريحات البروتوكولية وعبارات العزاء التقليدية على معظم من شاركوا في مراسم التشييع، فقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: “ما رأيناه من السيد رئيسي لم يكن سوى الصدق والإخلاص والعمل والجهد وخدمة الشعب”.
إلا أن التصريح الأسوأ والأكثر إثارة للاستهجان كان لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي قال: “سنحرر القدس ونهديها لروح شهيد الأمة رئيسي”.
وكان لافتا في السياق نفسه وصف محمد حبش رحيل رئيسي “بالمفجع” في منشور على صفحته على فيسبوك، حيث قال:
“لا أكتب في السياسة ولكن أكتب في الأخلاق… وأنا ضد سياسات إيران في سوريا والدول العربية، ولكنني لا أعتقد انهم الشر وأننا الخير، لم يخلقوا أشراراً ولم نخلق أطهاراً…”
وتجاهل حبش في منشوره الطويل، ان المشكلة الأساس في إيران، ليست في تصنيفها على أنها الشر المطلق، بل في تدخلها بقتل الأبرياء، وتوغلها من خلال المليشيات في أراضي بلدان أخرى، ومناصرتها لأنظمة تقتل شعبها ومده بالسلاح ما يضعها في موقع العدو. وهذه العداوة هي التي اختارتها دون وجه حق، ولا علاقة لها بتنصيفها على أنها خير او شر،أو بالصراع السني الشيعي كما حاول أن يروج في منشوره التضليلي الأخرق الذي يخلط الأوراق ويفتري فيه على دماء الشهداء.