نصوص الماغوط المزورة: يتداولها مثقفو الفيسبوك وتحاكي هواجس الشبيحة والطائفيين!
نوار الماغوط – العربي القديم
يتداول بكثرة ويوزع على وسائل التواصل الاجتماعي ثلاث مقالات منسوب كذبا للكاتب الكبير محمد الماغوط تحت عبارة من اجمل ما كتب محمد الماغوط.
في هذه النصوص يبدو الماغوط شبيحاً طائفياً، يهجو عقائد السنة واهتمامهم بأحكام الوضوء والتيمم بالتراب، وينتقد أكذوبة جهاد النكاح التي أطلقها المرتزق الإيراني غسان بن جدو، ويتحدث عن فتوى إرضاع الكبير وسواها مما تلوكه مواقع التواصل الاجتماعي التي لم يعاصرها الماغوط أبدا!
***
المقال الأول:
“منذ 1400 عام عاشوا في البراري …ناموا في المضارب.. اضاووا لياليهم بإشعال الزيت والحطب …لم يعرفوا غير الرعي و السبي و الغزوات .. تيمموا بالتراب …تقاتلوا … تحاربوا ِ. تناحروا .. تزاوجوا..
أيتها الأمة النائمة…ان من تصلون و تدعون عليهم..وصلوا للفضاء..ناموا على سطح القمر …شطروا الذرة …جزاوا الثانية ..اخترعوا الثورة الرقمية …و أنتم لم تفلحوا إلا بثورة الأعضاء التناسلية.. وتتدارسون حتى اليوم طريقة دخول المرحاض …و ماذا يفسد الوضوء غير المرأة و الكلب الأسود..
و عندما اجتهد العلماء..توصلوا لجهاد النكاح …وسفاح القربى … وإرضاع الكبير و وداع الزوجة الميتة.. الخ…”
المقال الثاني
سافر دون تردد .. أنقذ ما تبقى من سنين عمركَ المهدور .. سافر و سترى شعوباً غيرنا و تفهم معنى الإنسانية و الحياة .. ستعرف أننا لسنا أحسن شعوب العالم و لا أعرقهم لا أحد هناك يعرف شيئاً عن عنترة و شيبوب و الزير سالم و تأبط شراً و القعقاع و الصعصاع و بطولاتهم البلهاء الوهمية
ستكتشف كذبة ال 6000 آلاف سنة حضارة ، و ستكتشف أن بلادك صفراء و ليست خضراء كما كنتَ تحسبها ستعلم أننا لسنا خير أمة أُخرِجت للناس، نحنُ فقط عبء على البشرية و على الحضارة الإنسانية و حتى على أنفسنا…..الخ “
المقال الثالث:
من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً. من الغباء أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين ..
من ألغباء أن تثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت …
من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي ….الخ “
كتب الماغوط بريئة منها!
هذا المقالات ليست للماغوط، لا توجد في أي من مؤلفاته المطبوعة كتاب «سأخون وطني» أو «سياف الزهور» أو «البدوي الأحمر» أو «شرق عدن غرب الله». هذه الكتب الأربعة هي الوحيدة التي نشر فيها الماغوط مقالات. يبدو أنها من كاتب لديه علاقات أمنية مشبوهة ونتاج مستنقع ثقافي يغرق فيه هو و امثاله تسمح له بالنشر بسوء نيه لنصوص منسوبه للماغوط ويتداولها جماهير السوشيال بجهل و بعدم معرفة وتدقيق أحدهم نشر في موقع الحوار المتمدن مقال يستند على اقتباسات من هذه النصوص المنسوبه للماغوط، فلم يكتفوا بتزوير الماضي، بل يزورون الحاضر أيضاً؟!
هذه النصوص التي نسبت الى الماغوط وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الإلكترونية رغم أن الكاتب المنتحل، حاول أن يحاكي أو يقلد أسلوب الماغوط في كتابتها، لكنها مقطوعة من السياق خاص بها، ولايشبه عمق ربط الماغرط لأي جملة في كتاباته
هذا اللص و الشبيح المجهول للقراء لص الميديا والتواصل الاجتماعي الذي يدبق الماغوط كالعلقة لتعلو قامته الساقطة، سواء حين كان يعمل مخبراً مع النظام السوري، أم في الوقت الحالي مرتزقاً عند عزمي بشارة وربما يعمل لدى الجهتين بنفس الوقت ويعمل على نسب ونحل مقولات أدباء و معروفين لتنتشر للتزييف وصناعة التزييف والخلط لتشويه تراث وادب امة باصابته بالجهل والتعميم، والتسطيح.
ما الذي تقوله النصوص المزورة؟
ولكن السؤال لماذا يتم تسريب مثل هذه المقالات المضللة، ونسبها إلى محمد الماغوط، هل لإضفاء المصداقية والقيمة الأدبية عليها؟ أم لأن كاتب ومروج هذا المقال هو شخص مريض وجبان ولم يفهم معاني ورسائل الماغوط في الحرية والصدق والرغبة بالتخلص من الأنظمة الشمولية أيا كان لونها، ومن عبادة الأفراد؟!
من خلال قراءة المقالات المزعومة، يتضح أن الكاتب والناشر يريد أن يخلق حالة تقبل مسبقة لأفكاره ، خاصة أنه يعتمد أسلوب الماغوط المعروف بالإثارة و بالسخرية والمفارقات الحادة ، ولكن للأسف هناك من وقع في فخ عدم التحقق من المصدر. خاصة أن مواقع الكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي تناولته وكتبت عنه، والغريب تناوله أيضاً من كتاب ومحللين والاقتباس منه والاشارة اليه وكأنه حقيقة واقعة.
الخطورة في المقالات المتداولة، تكمن في أن المعنى و الرسائل التي تنسف فكر الماغوط وتبني عليه اعتقادات طالما حاربها الماغوط في كل ما كتب ، وكأن الأمر مقصود ان يتنكر الكاتب لكل ما آمن به ودافع عنه خلال كامل مسيرته الابداعية، في النضال ضد الانظمة الشمولية والاصرار على الثورة وعلى كل أشكال الاستبداد حتى الخلاص وتحقيق الحرية.
الخطورة الثانية هي نصوص تحتوي مغالطات وسطحية أدبية مبتذلة وانعدام الموضوعية التاريخيه والمنطقيه يتلقفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومثقفو الفيس بوك من فاقدي الإرادة والثقافة والايمان وخاصة من يسمون انفسهم “علمانيون” أو المثقفين العرب المندمجين بالعالم الغربي. يجدون في هذه النصوص طوق النجاة ضد خصومهم المفترضين، مادامت تلك النصوص تدعم موقفهم، ويؤكدون لأنفسهم وللآخرين براءتهم من الانتماء لعروبتهم ولوطنهم بل و حتى وقوفهم ضده، ويظهركمناضل تمكن من التحرر من تراثه الحضاري والانساني المتخلف والمخجل لم يتمكن غيره من الافلات منه
مواقف الماغوط الحقيقية
وهذا هو في الحقيقة موقف الماغوط الحقيقي كما تُبيّنه الأبيات التالية:
قلت لها: عطشان يا دمشق
قالت: اشرب دموعك
قلت لها: جوعان يا دمشق
قالت: كل حذائي
ما من باب فتح لي ذات مرة وقال: أيها الغريب
أضربوها بالسياط
أطردوها من الأبواب والكتب والحانات والأعراس والمآتم وأغلقوا في وجهها كل أبواب العالم
لتظل وحيدة كالريح
ولكن اسملوا عيني قبل أن تفعلوا ذلك
لأنني أحبها يا رجال
ولن أخونها ولو ذرفت الكسور الدورية للدموع!
يقول الماغوط أيضاً:
في ظروف الطغيان ليست البطولة أن تجلس على ظهور الدبابات، بل أن تقف أمامها.
إنّ الموت ليس هو الخسارة الكبرى، الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء.
سأمحو ركبتي بالممحاة، سآكلهما حتى لا أجثو لعصر أو لتيار أو مرحلة.
طوال عمري وأنا خائف من الله، ثم اكتشفت أنّ الله هو ملاذي.
لقد جربتم الإرهاب سنين وقرونًا طويلةً، وها أنتم ترون إلى أين أودى بشعوبكم، جربوا الحرية يومًا واحدًا لتروا كم شعوبكم كبيرة.
لا تنحنِ لأحد مهما كان الأمر ضروريًا، فقد لا تُواتيك الفرصة لتنهض مرةً أُخرى.
الشهداء، يتساقطون على جانبي الطريق؛ لأنّ الطغاة يسيرون وسطها.
ومع ذلك ولكي لا نصدر أحكاما مطلقة مئة بالمئة ، نفتح المجال لمن يعرف شيئاّ عن مصدر هذا المقال أن يرسله لنا من هو كاتبه الحقيقي وأين ظهر اول مره ، وخاصة انه لم يكتفي بمقال واحد بل أردفه بمقال آخر بعد فترة ثم نشر مقالاً ثالثاً بذات الإيقاع وبالتأكيد سننشره مع شكرنا الجزيل.
سلام لروح الكاتب المتفرد محمد الماغوط وبئس الأقزام الذين يتسلقون على أسلوبه بنكهتهم المقززة!