العربي الآن

قيادة قنديل ومؤتمر مسار: القطبة المخفية الواضحة

غسان المفلح – العربي القديم

 في الحقيقة منذ زمن ليس قليلا ابتعد عن الدخول في سجالات المعارضة السورية ونخبها الثقافية والسياسية. لكن هنالك أحيانا ما يجبرك على ذلك. لمجرد أنك تبدي ملاحظة عابرة. تأتي الردود السجالية منها ما هو سياسي ومحترم ومنها ما هو شخصي وغير محترم. طبعا إضافة لبيان المؤتمر ومخرجاته. عقد يومي 25 و26 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في مدينة بروكسل، مؤتمر لقوى سورية معارضة، حيث يشارك في المؤتمر قرابة الثلاثين من القوى المنظّمة بينها “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) وهو الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في محاولة لـ “تعزيز دور الديمقراطيين” في المسار السياسي. ويلتئم المؤتمر تحت عنوان “المسار الديمقراطي السوري”.

– لي في المؤتمر أصدقاء اعتز بصداقتهم.

– مسد وخلفها قسد وخلف الخلف حزب العمال الكردستاني في تركيا، ليسوا انفصاليين في سورية. سورية بالنسبة للحزب هي عبارة عن قاعدة لوجستية للنضال وفقا لبرنامج البي كي كي في ساحته الرئيسية تركيا. هذا يحلينا إلى جزء من هذه القطبة المخفية الواضحة، أن العدو الرئيسي لقسد ومسد هو الدولة التركية وسلطتها. هذه القاعدة تحتاج إمنا لشرعية من النظام الحاكم في دمشق أو لغطاء أمريكي وهذا الغطاء في تركيا أمريكيا غير متوفر حتى اللحظة.
– مسد منذ تأسيسها في التاسع من ديسمبر/كانون الأول عام 2015، وهي على حوار مباشر مع العصابة الاسدية. لم ينقطع هنالك أكثر من جولة حوار في كل عام. إضافة للحوار هنالك قواعد اشتباك بين الطرفين في مدن وقرى الجزيرة السورية أو روج آفا.

– الامر الأهم أن التواصل بين قيادة البي كي كي في قنديل والعصابة الاسدية لم ينقطع منذ اللحظة الاولى للثورة السورية آذار 2011 وقبلها طبعا ولايزال مستمرا حتى اللحظة، والجميع يعلم ذلك بما فيها الإدارة الامريكية.

– مركز اولف بالمه السويدي في توجيه الدعوات هو واجهة في هذه القصة لمسد.
– لا غبار على القول في أن من حق الشعب الكردي تقرير مصيره. ولا يحتمل ولكن.
– قسد في الجزيرة السورية هي جزء من قوى الامر الواقع التي تحكم سورية. سواء في شمال غرب سورية أو العصابة الأسدية.

– الامريكان وهم حماة المنطقة وغطاء لقسد لا تقيم وزنا لمسد. ولا تريد قسد إلا بوصفها عسكر لمحاربة داعش وقضايا أخرى. الامريكان هم من صاغوا قواعد الاشتباك في الجزيرة السورية والجميع يعلم ذلك. قواعد الاشتباك بين المربعات الأمنية وقوات قسد بمباركة قيادة قنديل وبالاتفاق معها أولا.

– السؤال: هل قيادة قنديل مع إسقاط الأسد؟

– كل من اجتمع لا علاقة بالموضوع الديمقراطي بفرنك مصدي. بغض النظر عن النصوص التي تملأ جدران المعارضة عن الحل والديمقراطية وخلافه. لا جديد في النصوص المنتجة في مسار.
– الامر ببساطة أن مسد ومن خلفها قسد ومن خلف خلف خلفها قيادة قنديل تريد ترسيخ وجودها اللوجستي سياسيا ودستوريا في سورية وفقا لبرنامجها الأساسي المبنى على استمر السلاح ضد تركيا. هذا الامر لا يريده الامريكان ولا أي طرف أوروبي ولا روسيا ولا إيران حتى الطرف الثاني في التواصل لقيادة قنديل، الجميع يحسب حسابا لتركيا وعوامل اخرى. إذا دعونا نثقل وزن مسد وقسد في الحوار مع العصابة الاسدية بوجوه سورية محسوبة تاريخيا على المعارضة التقليدية.
– في السياق السوري لست ضد او مع في نضال قنديل ضد تركيا فهنالك حقوق للشعب الكردي من جهة وهنالك احتلال تركي لبعض سورية من جهة أخرى. لكن الحل بين الطرفين يكون هناك في تركيا لا في سورية. لست مع أو ضد لأن الامريكان جعلوا من اللوحة في المنطقة عموما وسورية خصوصا طبخة بحص.

– قيادة قنديل هي من أعطت التعليمات لأفرادها في عفرين وعين العرب كوباني في منع خروج التظاهرات ضد الاسدية فيها في الشهور الأولى للثورة السورية 2011.

– قسد ارتكبت جرائم حرب في سورية. كغالبية قوى الامر الواقع. لكن الجريمة الكارثة والرابضة على صدر الشعب السورية بكل مكوناته هي الاسدية. هذه الروحية لا نلمسها عند قيادة قسد ولا عند قيادة قنديل. الأسد ظهير.

– مع ذلك كنت سأكون مع مسد لو طرحت نفسها بشكل واضح وبدون لعثمة بديلا عن الأسد وليس طرفا محاورا للأسد. وعملت على ذلك قولا وفعلا. ولديها الإمكانات النسبية في ذلك. أما قضية الحديث عن فك الارتباط مع قيادة قنديل وأن قسد انفصالية كلا العنوانين مضلل. برنامج المجلس الوطني الكردي الذي يدعو للفيدرالية أنضج وأكثر تعبيرا عن حق الشعب الكردي في سورية. بغض النظر عن أداء المجلس السيء في أحيان كثيرة. فلا قسد ستفك ارتباطها مع قيادة قنديل لأنها لا تستطيع، ومؤسسة قنديل أقوى من أن تجعل قسد تستطيع الانفكاك.
– السؤال ما حاجة قسد وقيادة قنديل لمؤتمر مسار؟ هل لتكون بديلا عن الاسدية أم لأسباب أخرى؟

مطلوب الإجابة.

– أحد الرفاق بزمانه عندما كان في تيار ليبرالي كانت احدى الناشطات تناديه يا رفيق، لكن بعد فترة سمعته ينادي أعضاء الاخوان المسلمين بأخ كي يبقى في احدى مؤسسات المعارضة. فقالت له: بسرعة غيرت من رفيق لأخ! هذه النكتة لبعض من حضروا..

اعتقد حاولت توضيح القطبة المخفية الواضحة في هذه المعمعة.

 ملاحظة أخيرة ربما لتوضيح السجال أكثر: إنني خارج اطر المعارضة منذ منتصف عام 2012. وادين الاحتلال التركي لعفرين.

أكيد سيكون للحديث بقية.. ودمتم من مسار لآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى