الزمن السوريّ القادم: كيف نتعامل مع المحيط الإقليمي والدولي؟
إسرائيل تخشى من أي تبدل جذري في المنطقة لا تعرفه، وهي بالأصل تخشى من الإسلاميين لأنها ترى فيهم النسخة السورية من حركة حماس
مصعب الجندي – العربي القديم
الآن نحن على أبواب الحقبة الثانية والتأريخ السوريّ القادم بعد سقوط الأفق المسدود مع النظام وبنيته السياسية والإدارية… إلا أنه لابد من القول أنه لم يسقط سقوطاً كلياً ونهائياً وتاماً ولا أعني هنا فقط خلاياه وبقاياه وزبانيته بقدر ما أعني منهج التفكير والعقل والاحتكام، بصورهم السلبية التي تعيش فينا، وبتّنا ملزمين بالوعي والهدوء ومواجهة الذات ومحاكمتها بمنتهى الشجاعة..
عذراً لهذا التقديم، لكن ما أود أن أشير إليه في القادم من الملاحظات:
1_ لا بأس أن تكون لنا عين على المحيط الدولي والإقليمي ولا نكران لحجم فاعلية هذا المحيط في التأثير على مجرى الأحداث في سوريا. ولكن ليكن لدينا ألف عين على الداخل فلا حرية بعيداً عن التمكّن من حرية القرار.
2_ لنفهم المواقف الدولية وخصوصاً الأمريكية والغربية عموماً علينا مراقبة العقل والفعل الإسرائيليين وليس التصريحات، والذين دمرا ما بقي من عتاد وسلاح للجيش خوفاً من وقوعه في الأيدي الخطأ وهو تصريح غربي قديم كان الحجة لعدم تقديم العون العسكري لقوى المعارضة والدفع باتجاه تفتيتها، وبرأي إسرائيل تخشى من أي تبدل جذري في المنطقة لا تعرفه، وهي بالأصل تخشى من الإسلاميين لأنها ترى فيهم النسخة السورية من حركة حماس، لكن خشيتها البعيدة المدى والأكثر عمقاً هي نشأة محيط ديموقراطي مناقض لصيغتها (والشرح هنا طويل له مكان آخر).
3_ المحيط الإقليمي العربي الأكثر سلبية وترقب للمسموحات الدولية، ورغم التصريحات هو الأكثر غياباً وغباء في الأداء الحالي وبجميع المستويات حتى الإنسانية منها.
4_ وبناءً لهذين الواقعين (الدولي والإقليمي) علينا أن نفكر ماذا نعمل، وقبلها أن يكون لدينا حقيقة واضحة ننطلق منها لكي لا نعود إليها: سقطت الجنيفات (مؤتمرات جنيف) والأستانات ومعهما القرار 2254 وهنا نعود إلى سوريا ثم سوريا والسوريين، من خلال كيانات سياسية وإدارية وإن كانت خارج السلطة الجديدة المؤقتة، وأركز على صفة المؤقتة لأنها وإن عادت فستكون ضمن صيغة أخرى على الأقل لن تكون منفردة…. وهذه الكيانات إن كانت موجودة أو مُشكلة حديثاً أتمنى أن تتقن كيف تعمل الديموقراطيات إن لم تزدها إبداعاً.