أيامي الأخيرة في أورينت
أحمد ريحاوي – العربي القديم
على تلك الأريكة القديمة بغرفة الجلوس في بيت أهلي، كنت أسترق ساعة نوم سريعة نهاية النهار وقبل حلول الظلام، لا أدري لماذا أشعر براحة وسكينة لا متناهيتين في هذا المنزل، وأنا الذي قضيت قرابة نصف عمري في الغربة بعيداً عن عائلتي.
كنت بحاجة ماسة للراحة بعد خضوعي لعملية جراحية بسيطة في الأنف، كنتُ قد أجلتها لسنوات طوال، وكما تعلمون، يستمر الألم بضعة أيام بعد أي جراحة، وتلازمنا معه مسكنات الألم ذات العيار الأثقل من باقي مسكنات الحياة الاعتيادية، باختلاف أنواعها وأشكالها وطرقها.
هل صحيح ما سمعناه؟
المهم.. أذكر أني استفقت من غفوتي تلك، ورأسي نصف مخدر، بسبب الأدوية والنعاس معاً، أمسكت بهاتفي وإذ بعشرات الإشعارات من الرسائل والاتصالات الفائتة تملأُ الشاشة، وأنا بطبيعتي لست ذاك الشخص الاجتماعي الذي يقضي أوقاتاً طويلة بالتواصل مع الآخرين، وفي معظم الأيام يكاد هاتفي لا يرن، لا أدخل في أيٍ من مجموعات الواتس آب ولا غيره، ومن يعرفني عن قرب لا يزعجه أني قد أتأخر قليلاً بالرد على رسائله، وبالتالي أعتقد أني أقرب للانعزال من كوني شخصاً اجتماعياً، وذلك لأسباب كثيرة لن أخوض فيها حالياً.
لم أرَ هاتفي بهذه الحال من قبل، إلا عندما تم توقيفي لأيام في إسطنبول على خلفية حلقة تلفزيونية في برنامجي، وهذه قصة يعرفها أغلبكم.
بدأ قلبي يخفق بشكل أسرع، وشعرت بحرارة في وجهي، وانتابتني لحظات من الجمود بلا تحرك أو كلام، كمن يتوقع، أو يستعد، لشيء ما سيئ، هي ثوانٍ معدودة فقط، قبل أن أفتح الرسائل، وأرى ما تحويه، لكني وقتها شعرت أنها أطول من ذلك بكثير، ليأتي صوت أمي مرددة، هل أحضّر لك كوب قهوة، أم تفضل شيئاً آخر؟!
أحمد!! حبيبي!!
نعم أمي لم أسمعك، ابتسمتْ كعادتها، وقالت: سأحضّر لك قهوتك المعتادة، يبدو أنك لم تصحُ بعد يا حبيبي، ابتسمتُ موافقاً، ومازال الهاتف بيدي،
عدد من الأصدقاء يسأل:
هل صحيح ما سمعناه أبو حميد؟
ما هذه الأخبار التي سمعناها “يا زلمة”؟
هل يعقل أن أورينت ستتوقف عن العمل قريباً؟!
قرأتها أكثر من عشر مرات، ولم أستوعب، وقلت في نفسي ربما هي إشاعة كسابقاتها، لكن شيئاً ما في داخلي قلق وغير مرتاح، هل هي صدمة الخبر الذي لم أتأكد من صحته بعد، أم هو تأثير مسكن الألم، وتأثير النوم على تفكيري؟ لا أدري.
بمن سأتصل من هذه القائمة التي اتصلت بي أثناء نومي؟ على من سأرد؟
اتصلت بعلاء، وهو رئيس التحرير، والمدير التنفيذي لأورينت، منه سأفهم ما حصل، وأعرف الخبر اليقين، رد علاء، واعتذر أنه لم يتصل سابقاً:
– ها علاء؟ ما الذي يجري؟ ما هذه الأخبار عن قرار إغلاق القناة؟
– أجاب: نعم، صحيح، كنا باجتماع عبر الفيديو مع أ. غسان اليوم، وأبلغنا بقراره إيقاف عمل أورينت؟
– سألته بسرعة: كيف يا علاء؟! كيف خرج بمثل هذا القرار المفاجىء ولماذا؟
أجاب بنبرة متوترة: لا أدري، أبلغني أنه تعب، وبأن الضغوط لم تعد تُحتمل عليه!!
لحظات من الصمت والتنهّد سادت المكالمة، قبل أن تنتهي بعبارة “ألقاك قريباً”، فقد كنت في إجازة مرضية قصيرة، كما أخبرتكم في البداية، وكنت في مدينة بعيدة عن إسطنبول باستضافة والديّ.
محاولة امتصاص الصدمة
18/11/2023
لا أريد الكلام، أريد بضع دقائق، أطرح فيها أسئلة جوهرية عمّا سمعت قبل قليل؟ لماذا وكيف وما الأسباب؟ هل يتوقف الناجح عند أهم محطات عطائه؟ هل من الحكمة إيقاف أورينت عن العمل في مثل هذا الوقت الحساس؟
الجميع يعلم حجم الجهد الذي نبذله، لنقل صوت السوريين ومعاناتهم في كل مكان؟ وفي تركيا خاصة، حيث انتشرت موجة غير مسبوقة من الكراهية والعنصرية تجاه أبناء بلدي، وكانت الانتخابات والشد والجذب والاستقطاب تخيّم على المشهد السياسي والاقتصادي في تركيا، الوضع حساس للغاية، وقد طالنا ما طال كثيرين من ضغوطات، تحملناها بمعنويات عالية وصبر وعزيمة، فما الذي حدث لنتوقف؟ هل ننسحب بكل هذه البساطة؟
لا أخفيكم يا أصدقائي، لقد صُدمت، وتألمت جداً لهذا القرار، كان الخبر ساخناً وقتها والتفكير بحيثياته جعلني مشوشاً بعض الشيء.
كان علاء قد أخبرني في تلك المكالمة الهاتفية القصيرة، أن “تفاصيل” وبعض البرامج الأخرى ستواصل عملها كالمعتاد، حتى آخر العام، أي لشهر ونصف قادمين، وكنت أريد أن أتحدث معه أكثر، علّنا نغير من هذا القرار شيئاً، هكذا كنت أفكر في نفسي، لكني فضّلت تأجيل هذا النقاش إلى حين عودتي إلى إسطنبول، (حيث مقر القناة)، لأتحدث معه بشكل مفصل أكثر.
بعدها بقليل، استطعت امتصاص الصدمة، وبدأت بالتفكير وطرح الأسئلة على نفسي، محاولاً إيجاد إجابات مقنعة عما حصل!
فما كنت أعيشه وقتها من ظروف عامة لم تكن هينة ولا بسيطة، ممنوع وعلاء من السفر خارج الأراضي التركية بقرار من المحكمة، تجري محاكمتنا بلا جرم ولا ذنب منذ تسعة شهور تقريباً، كل يوم وكل حلقة بمثابة معركة جديدة وتحدٍ جديد، قد ننجو بأنفسنا وقد لا نستطيع، الأمر الذي جعلني أكثر قدرة على استيعاب الأمر، (إغلاق القناة) والتعامل معه، خاصة وأن الأمر تكرر بالفعل، عندما تقرر توقيف البث الفضائي لأورينت، والتحول نحو مواقع التواصل الاجتماعي في السابع من نيسان/ أبريل عام 2020، وقتها كنت أنا من أذاع الخبر، وبيان القناة وقرارها بالتوقف عن البث الفضائي نهائياً، كانت لحظة صعبة، ولم أنسَ تاريخها؛ لأنه في يوم ميلادي.
صوت قضيتهم التي يؤمنون بها
المهم.. بدأت أتحدث مع نفسي..
إذاً مازال لدي أيام أخيرة للعمل، ستة أسابيع، يعني ما يقارب الثلاثين حلقة، لابأس، يمكن فيها أن أقوم وزملائي بالكثير.
بدأت أفكر، فجأة وبقفزة غير منطقية بمواضيع الحلقات القادمة التي سأتناولها في “تفاصيل”!
الأحداث كبيرة وكثيرة حينها، داخلياً وإقليمياً ودولياً، علينا أن نختار الأكثر إلحاحاً من المواضيع، الأكثر أهميةً وحساسية، الأفضل من حيث الضيوف والمحللين.
حلقة كل أسبوع، تغطي مظاهرات السويداء التي كانت كل العيون عليها آنذاك، يجب أن نقول لهم إننا معهم، وندعمهم بإيصال أصواتهم الصادحة بالحرية والكرامة.
يجب ألا نغفل عن تحرك العشائر العربية أيضاً ضد قسد، الجيش “الوطني” ومستقبل الشمال، الانتخابات البلدية التركية، حرب غزة، المليشيات الطائفية الإيرانية في سوريا، قانون قيصر وتراخي إدارة بايدن بتطبيقه أو تجديده، مساعي التطبيع مع الأسد، الكبتاغون سلاح حزباله والنظام ضد العرب وغيرها الكثير، والكثير من العناوين التي بدأت تأتي إلى رأسي، أريدها كلها، لا أريد أن نغفل عن شيء في آخر أيامنا، وقبل الختام لنراجع مع مشاهدينا أهم المحطات في عمر الثورة، عسكرياً وكيف آلت الأمور إلى سلطات الأمر الواقع والارتزاق القتالي، سياسياً وكيف أن عشرات الأسماء، ممن يقال أنهم معارضون أو وطنيون أو مسؤولون، ائتلاف، لجنة دستورية، هيئة تفاوض، منصات، حكومة مؤقتة، وحكومة إنقاذ و و و، كيف استطاعوا الانصياع لمصالح الآخرين ورغباتهم على حساب معاناة المكلومين والمهجرين، هل نجحوا في شيء؟ أين أخفقوا ولماذا؟ ما هو المستقبل القادم مع كل ما هو قاتم؟
أسئلة وتساؤلات ومواضيع، وأفكار جعلت من رأسي مكاناً مليئاً بضجيج يشبه ضجيج الملاعب أثناء المباراة.
للأمانة لم يكن العاملون في أورينت يعملون من أجل المال، أو سنة حياة، أو ما شابه ذلك فقط، لقد كانت أورينت صوت قضيتهم التي يؤمنون بها، ومرآة لواقع أليم يعيشه بلد بأهله، كانت الفخر والحلم والأمل، وهو ما جعل الأمر صعباً على الجميع، خاصة في ظل غياب القضية السورية عن الشاشات العربية، سواء عن قصد وضمن أجندات سياسية معروفة، أو بسبب زحمة الأحداث والأخبار الساخنة، الإقليمية منها والدولية، فلم يعد للشأن السوري بعد 12 عاماً من عمر الثورة اهتمام، ضمن نشرات الأخبار، أو البرامج، أو حتى مواقع التواصل التابعة للمؤسسات الإعلامية العربية والدولية، باستثناء الأحداث الكبرى، مثل قصف السفارة الإيرانية في دمشق من قِبل إسرائيل، الأمر الذي يبرز أهمية مؤسسات مثل أورينت، تهتم بشأن السوري في كل مكان، في الداخل أو المهجر، في دول الجوار أو في الشمال، وتجعله أولى أولوياتها وبمقدمة أهدافها.
على كل حال.. بعد أيام قليلة اتصل بي علاء بصوت هادئ متردد أو خجول، ليبلغني بأن أكمل فترة راحتي وعلاجي، وألا أستعجل بالعودة إلى إسطنبول! لماذا يا عزيزي؟ سألته باستهجان واستغراب قائلاً:
بإمكاني أن أعمل، وأن أقدم حلقات برنامجي كالمعتاد وأفضل!
للأسف يا أحمد! يقولها بحزن وغصة.. لقد توقفنا نهائياً، ولن نكمل حتى نهاية العام كما أبلغتك سابقاً!
يا إلهي.. يعني لا حلقة وداع، ولا كلمات أخيرة، ولا حتى نصف ساعة، أعتذر فيها للمتابعين عن التقصير غير المتعمد، لا مقدمات ولا ضيوف، ولا هم يحزنون؟
هل يجوز الدفن دون جنازة؟ بدأت أتساءل، ولكن بغضب أكبر هذه المرة، كانت مشاعري خليطاً بين الحزن والغضب، كنت أقدم حلقات تفاصيل، حتى لو كنت مريضاً، والآن وقد وصلنا إلى النهاية، سأختفي من دون موعد، ولا مقدمات، ولا حتى وداع؟!
الصدمة الثانية
20/12/2023
بعدها بشهر، كنت على موعد مع جلسة محاكمة في قضية مثيرة للسخرية، “الإساءة للجمهورية التركية”، والحقيقة كما شاهدتم وتابعتم أن القضية أبعد من ذلك بكثير، وأن المراد هو إسكات أي صوت يصدح بعكس إرادة الدولة العليّة ومشاريعها ومصالحها، وضرب مثال حيّ، عمّن تسوّل له نفسه بذلك.
بصراحة أخبركم أنني وعلاء لم نكن نتوقع إلا البراءة من هذه التهم الملفقة، التي بدأت بمذيع وضيف، وتحولت لمؤسسة بمواجهة دولة في أروقة القضاء “النزيه”، فمن حيث المبدأ أورينت مؤسسة إعلامية مرخصة، وتعمل بشكل قانوني في تركيا، لم أنتهك أي قانون فيها، ولم أرتكب أي جرم أحاسب عليه. موضوع الحلقة الذي أودى بي للاعتقال والمحاكمة مثبت بالصوت والصورة والشهادات، طرحناه للحوار كأي وسيلة إعلامية، لدينا كل الأدلة التي تثبت وقوع انتهاك الجندرما التركية “حرس الحدود”، وقتلها وتعذبيها لسوريين، حاولوا عبور الحدود بطرق غير شرعية هرباً من واقع أليم لا يخفى على أحد.
أضف إلى ذلك، أنه على أقل تقدير هناك سبع وسائل إعلام تركية قد نشرت الخبر أيضاً، وصدرت تقارير وإدانات من قبل منظمات حقوق الإنسان (تركية ودولية)، تتحدث عن هذا الموضوع، وتدينه وتصدر توصيات بخصوصه، بل حتى وزير الدفاع التركي وقتها “خلوصي أكار”، قد أقرّ بهذا الانتهاك من قبل الجندرما، وقال: إن ثلاثة منهم أوقفوا عن العمل، وإنهم قيد التحقيق.
كل هذه الأدلة وغيرها من وثائق، إضافة إلى الحلقة المصورة كاملة، مترجمة للتركية، قدمها المحامون للقضاء، وكل عاقل كان يتوقع البراءة لنا، لذلك لم نكن قلقين من الحكم بقدر ما كان يزعجنا قرار منعنا من السفر وتقييدنا.
كل ما سبق مقدمة لتفهموا قصدي وشعوري، عند صدور الحكم بحقي، وحق رئيس التحرير علاء فرحات، ست سنوات سجن لكل منا!! أي عاقل يصدر مثل هكذا حكم بحق صحفيين؟! أي جرم هذا الذي يستحق السجن لسنوات ست قد اقترفناه؟ هل نحن بهذا الغباء كي نقع ضحية خطأ في تحريرِ وتدقيقِ أي كلمة وخبر ومقدمة قد ننشرها أو نذيعها؟!
على كل حال كانت هذه هي الصدمة الثانية خلال وقت قصير، نهاية سنة 2023.
وفجأة أصبحت بلا أورينت، بلا عملي الذي أحب، بلا سلاح أقاتل فيه نيابة عن المضطهدين، ممنوع من السفر خارج تركيا، مع حكم قضائي ظالم ومستهجن.
يجب أن أعود إلى إسطنبول بأسرع وقت، أن أناقش الوضع مع علاء ومع المحامين، لنفهم على أقل تقدير إلى أين تسير الأمور، ونتفادى ما أمكن مزيداً من الصدمات والمفاجآت غير السارة.
بالفعل جمعت بعض أمتعتي الشخصية بحقيبة سفر صغيرة، وبلباس خفيف انطلقت في اليوم التالي إلى إسطنبول، من دون أن أبلغ أهلي بحكم المحكمة، قلت لهم إنه تم تحويل القضية لمحكمة مختصة أخرى، وإن الموضوع سيأخذ مزيداً من الوقت، ربما لبضعة شهور لاحقة، لم أرغب بإخافتهم علي أكثر، وهم كبار في السن، وقد عانوا ما عانوه كأي آباء يخافون على أبنائهم، أبلغتهم إني سأبقى في إسطنبول لأيام قليلة، وإنني سأعود بعدها.
المكاتب فارغة من زملائي!
وصلت إلى مقر القناة قادماً من المطار مباشرة، وشاهدت المكان كما لم أشاهده من قبل، لا أحد في المقر المزدحم بالأخبار كما الموظفين عادةً!
المكان خالٍ تماماً من الجميع، باستثناء علاء المدير، وأحمد المدير المالي، وسامر المهندس التقني!!
من الاستقبال إلى الطابق الاول، فالثاني فالثالث من المبنى.. صمت أخافني، لم أعتد عليه من قبل، أصعد الدرج وأتلفت يميناً وشمالاً.. لا أحد، المكاتب فارغة من زملائي، هنا يجلس فلان، وهذا مكتب فلان، وهذه القهوة لفلان، يا له من شعور لا يمكن أن أصفه إلا بالبشع المؤلم!
وصلت إلى مكتب علاء الذي كان بانتظاري، هل لكم أن تتخيلوا كمّ الكلام، والأسئلة التي في رأسي، والأحداث التي وقعت خلال شهر فقط، وأريد الحديث معه بشأنها؟
ابتسمنا لبعضنا وصمتنا بعد السلام بلا أي كلام!
لدينا موعد مع المحامي، علينا الذهاب إليه، لنقاش كيف وصل الحكم إلى هنا؟ ما هي خياراتنا، وإلى أين ستمضي الأمور قضائياً؟
الموضوع أكبر من القضاء
باختصار.. الموضوع أكبر من القضاء، يمكننا الاستئناف، وقد يستغرق الأمر سنوات (سنتين أقلها). لم يتمكن المحامي من إزالة قرار منع السفر قضائياً بحقنا، الدعوى التي رُفعت ضدنا العام المنصرم، وخرجنا منها بحكم براءة، يريد الآن مكتب رئاسة الجمهورية التركية استئناف الحكم فيها، وقدّم طلباً رسمياً بذلك!
نظرت إلى علاء دون كلام، وكأن خياراً وحيداً بقي أمامنا، علينا الحديث فيه ومناقشته.
خرجنا من مكتب المحامي، وقررنا بشكل سريع أمام هذه المعطيات القاسية أن نبحث عن سبيل لمغادرة الأراضي التركية، وهو ما حصل بعد أيام من هذا اللقاء، من دون أن أبلغ أي أحد.
لم أتمكن من أن أودّع زملائي، ولا أصدقائي، ولا حتى أهلي.
كانت رحلة شاقة عبر البحر من تركيا إلى اليونان.. وهذه قصة أُخرى.
_________________________________________
من مقالات العدد السابع عشر من (العربي القديم) الخاص بتلفزيون أورينت – تشرين الثاني/ نوفمبر 2024