فنون وآداب

نصوص أدبية || بلُّوط

العنوان الأخير، زاد الطّين بلّة، فما إن تجاوزتُ دهشتي بما حدث ويحدث، وتجاوبتُ مع الحالة، حتّى صُدمتُ من جديد

قصّة قصيرة: خير الدين عبيد – العربي القديم

أهو المنطق؟ سيَّان.

أعرف أنّني لم أعد أستغرب شيئاً، أيَّ شيء، مهما كان.. وأيَّاً كان مصدره.

ربَّما بسبب الحرب، أو الغربة، أو العمر.

لكن.. هذا الغريب العجيب، له.. في الفلسفة على الأقل، منطق، صيرورة، مسبّبات، تداعيات، شروط، ظروف إلخ.

أمَّا أن يحدث هذا.. معي، قصصيَّاً، فالأمر مُفاجئ عجيب.

كلّما خطرت ببالي قصّة، “لُكتُها” في رأسي، هندَّستُها، رتّبتُ أحداثها، رسمتُ خُطوط بيانها، عشتُها…

وما إن أُمسك القلم والورقة، حتّى أحسّ بها تذوب، تُختَصر، تُمضَغ وتُمتَص، تُختَزل، ولا يبقى منها سوى العنوان!

أهو الملل، التّنبلة، اللامبالاة، اللا جدوى؟

لا أعرف بالضبط.

كلُّ ما أعرفه أنّني قبل أسبوعين، كنتُ سأكتب قصةّ شغلتني زمناً، لكن.. عندما هممتُ بالكتابة كتبتُ: “كصمت لاعبي الشّطرنج”.

توقّفتُ. انتهى كلّ شيء، واكتفيتُ بالعنوان.

الأسبوع الماضي كتبتُ قصّةً أخرى، لكنّها تبخّرت أيضاً، وبقي عنوانها: “رائحة الشّمس”.

اليوم، تكرّرت الحالةُ ذاتُها، قصّة من ثلاث صفحات، هكذا قرّرت، لكنّني اكتفيتُ ب: “بلّوط”.

العنوان الأخير، زاد الطّين بلّة، فما إن تجاوزتُ دهشتي بما حدث ويحدث، وتجاوبتُ مع الحالة، حتّى صُدمتُ من جديد، فحتى العناوين، لم تَعد مادّة حيَّة.. مؤثّرة.. وذات دلالة.

فما المعنى الكامن في قصّتي: “بلّوط”؟!

زر الذهاب إلى الأعلى