الرأي العام

   نحن وإسرائيل بين عهدين

إعادة الجولان أصبحت خلف ظهورهم، ويريدون ما بعده، وإلى أي حدّ لا نعرف!

مصعب الجندي – العربي القديم

ليس للإحباط أو كسر الخاطر مجرد عرض مشكلة مع عجزي باقتراح حلول لها لنقص فيما أملك من معلومات دقيقة تسمح بذلك وللأسف الشديد….

خلال عام 2001 تقدمت لمسابقة على مستوى مؤسسات الدولة لاتباع دورة (دفاع وطني في أكاديمية العلوم العسكرية العليا) وهي واحدة من اختصاصين لاكتساب التأهيل للترفيع لرتبة اللواء بالنسبة للعسكريين، وكان هدف النظام منها تطوير عمل المؤسسات لأنها تصنف علمياً دراسة (قوى الدولة الشامل) والتحقت في العام التدريبي 2004/2005 ، ولا أنكر هنا أن الدولة تحملت الكثير من النفقات والتكاليف بين جولات داخلية وبعثة خارجية، مع تكاليف محاضرين مدنيين وعسكريين عرب وأجانب، ولا أعرف إن كنت آسفاً أم فرحاً لأني الوحيد بين المدنيين الذي تم إقصاءه من عمله الوظيفي في العام 2006. أردت من هذا التقديم الإشارة أن ما سأذكره هو أليم لكنه ليس عن عبث وإنما عن خبرة علمية ومعرفية.

خلال الدورة وفي إحدى المحاضرات احتدم النقاش خصوصاً بين العسكريين وأغلبهم برتبة عميد ركن (سوريين وعرب) حول توازن القوى العسكرية بين الجيوش العربية والسوري خصوصاً وبين الجيش الإسرائيلي، وطلبت المداخلة شارحاً التفاوت في القوى لصالح إسرائيل مع ازدياد واتساع الشقة العلمية والتقنية مع الزمن، مبيناً ذلك بدءاً من تقنيات الرادارات ودقة الصواريخ ومدى مقدرة طائرات الF16  و20  و… وكان اقتراحي حينها ضرورة العمل لتغيير العقيدة العسكرية المعتمدة مع ما يرتبط ذلك من تغيير التشكيل النوعي لقطعات الجيش…. أنهيت المداخلة وساد القاعة الصمت إلى أن عقب العميد أركان حرب (مصلح القضاة) من الجيش الأردني حين قال: أؤيد الأخ مصعب الجندي بكل حرف….. المؤلم ما إن انتهت المحاضرة حتى استدعاني مدير الأكاديمية لمكتبه ونبهني أنني في حال كررت مثل هذا الأمر، سأفصل من الأكاديمية، متذرعاً بأنني لست عسكرياً.

اليوم ومع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأرض السورية بصورة الغطرسة الوقحة، مع هوةٍ سحيقة جداً بين القوتين العسكريتين واستغلال الأمر من فارغي العقول والمحللين الاستراتيجيين العباقرة (المسلة التي تنخز أيتام الأسد….) ومن مؤيدين ومعارضين للسلطة وبعيداً عن الاتهامات بالوطنية أو غيرها، ماذا علينا أن نفعل؟

 ببساطة ومع وجع شديد، إذا أردنا أن نعيد بناء قوات مسلحة اكتمل تدميرها منذ العام 2015 حتى لا يأتي فهيم ويقول (تحرير وغيره من الكلام الفارغ)، فإننا نحتاج إلى خمس سنوات على الأقل لنصل لمستوى 40% فقط من قدرات الجيش الإسرائيلي، طبعاً يترافق ذلك تعثر في عملية ترميم البنى المتكاملة للدولة بسبب ما يحتاجه الجيش من تكاليف إعادة البناء. وهنا أضيف بأننا لا نمتلك الوقت (اللعب على الزمن) فإذا تكرر نجاح نتنياهو مع ما يمثله من يمين صهيوني متطرف وحقود في إسرائيل (وهو احتمال وارد جداً) فعلينا منذ اللحظة أن نكون مستعدون للمواجهة العسكرية أياً كان الثمن لأن إعادة الجولان أصبحت خلف ظهورهم ويريدون ما بعده وإلى أي حدّ لا نعرف، وهنا يكون الابداع بالسير على حدّ السيف.

عذراً إن كنت جارح بشرح الواقع، لكن…….. اصغوا إلى البرق والرعد… يوعزان للأرحام…… أم انتبهوا: قد تعاقب ضجيج الأرواح يفترض عذراً لعمانا…. تعاقبت الدنيا وصدّق المنافقون الموافقون على شريعة الفناء، والتاريخ المتفسخ من التمسّك بالخوف والاسفهام…. والقلق الغير.. الغير..! المشروع على وطن……… اللهم إني قد بلغت… فسامحني إن أخطأت إنك الغفور الرحيم.

زر الذهاب إلى الأعلى