
شعر: محمد المير إبراهيم – العربي القديم
قلبي
شاطئٌ من الحصى الداكنة،
نوارس خطّت على الأفق ملامح وجهي،
مسحتها الريح على عجل،
مثل جلادٍ نشيط،
رُمي وسط حقلٍ من حياة.
صوت ارتطام الموج في اليابسة،
صوتُ صدري يصرخُ في هباب السجائر
حين استباحه صغيراً.
قلبي غيمٌ،
يزحفُ كطفلٍ سماوي نحو صدرٍ أجرد،
ليحضنَ حبّةَ تراب،
تسقيه بعضاً من مائها المكبوت.
ربما يصادفُ ظلَّ وردة
سكنت قلبَ صخرة،
أو جانبَ النبعِ الذي جفّ.
قلبي صدى
للمعارك،
لاهتزازِ السيوفِ والجماجم حين التقت،
للحنينِ المُخمَّرِ تحت الشمس،
للعدمِ المُخبّأ تحت مخالب الوحش،
لعسلِ النحلِ الذي أُكِلَ عند الصباح.
قلبي مدى
لي،
أنا وحدي.
فالناسُ جميعاً هناك،
تركتُهم… تركهم قلبي.
لهم أرضُهم،
ولي قلبي؛
مدى… صدى… غيمةً.