العربي الآن

بعد عامين من الشغور الرئاسي: رابع رئيس لبناني من المؤسسة العسكرية

هل بات لبنان جزءا من ظاهرة حكم العسكر التي طبعت المنطقة العربية منذ خمسينيات القرن العشرين وأتت برؤساء كثر من المؤسسة العسكرية؟

العربي القديم- خاص

بعد عامين من الشغور الرئاسي في ظل تعنت حزب الله وأمل في تعطيل انتخاب رئيس تلبية لإملاءات إيرانية، وبعد المصائب التي ألمت بحزب الله والتي توجت بمقتل أمينه العام حسن نصرالله ثم خليفته هاشم صفي الدين وحشد من قادة الصف الأول والثاني من قيادات الحزب الممول إيرانيا… تمكن اللبنانيون اليوم الخميس، وبعد شهر من إسقاط السوريين لنظام بشار الأسد، من انتخاب رئيس للبنان.

وكانت جلست الانتخاب شهدت في جولتها الأولى ملاسنات وتبادل ألفاظ نابية بين النواب اللبنانيين قبل أن تسفر عن الفشل، بعدما حاز حوزيف عون على (71) صوتاً، من أصل 128 هم أعضاء مجلس النواب، الذي يتعين على المرشح للرئاسة أن يحوز على ثلثي أصواتهم كي يتمكن من الفوز.

وجاءت الجولة الثانية بعد ما أعلن رئيس المجلس نبيه بري تعليقها لمدة ساعتين، لتشهد فوز المرشح التوافقي جوزاف خليل عون بالرئاسة بعد حصوله على (99) صوتاً من أصل 128 متجاوزاً نسبة الثلثين المطلوبة.

وأدى جوزاف عون اليمين الدستورية كرئيس منتخب بعدما قدم له الحرس الجمهوري التحية، وتعهد في كلمته الأولى بعد فوزه بمنصب الرئاسة، بالحفاظ على سيادة واستقلال البلاد. وقال إنه “لن يفرط في سيادة واستقلال لبنان”. وإنه “سيمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كحكم عادل بين الأطراف السياسية”. معتبراً أن مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، تبدأ اليوم.

يذكر أن جوزاف عون، الذي يحمل رتبة عماد في الجيش اللبناني، هو رابع رئيس عسكري على التوالي يتولى مقاليد الحكم في لبنان، منذ دعم نظام الوصاية الأسدي في تسعينيات القرن العشرين تعديلا دستوريا يسمح لقائد الجيش بالترشح لمنصب الرئاسة، لتأتي هذه الوصاية بالعماد أميل لحود رئيسا للبنان عام 1998…  ومنذ ذلك التاريخ توالى رؤساء لبنان القادمين من المؤسسة العسكرية: ميشال سليمان، ميشال عون، وأخيرا جوزاف عون.

ويقول مراقبون إن هذه الظاهرة تجعل من لبنان جزءا من ظاهرة حكم العسكر التي طبعت المنطقة العربية منذ خمسينيات القرن العشرين وأتت برؤساء كثر من المؤسسة العسكرية في سوريا ومصر وليبيا والسودان والجزائر، في حين كان يوصف لبنان الذي لم يعد مختلفاً الآن، بأنه “مختلف”!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى