فيلم كردي عن صدام حسين في مهرجان عمّان: كيف سيتسقبله الأردنيون والفلسطينيون؟!
العربي القديم – خاص
بعد خروجه من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الثالث، الذي عقد في السعودية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بلا أية جوائز، يستعد فيلم المخرج الكردي هلكوت مصطفى عن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للمشاركة في مهرجان عمّان السينمائي الذي تقام فعالياته في الأردن ما بين 3 إلى 11 تموز/ يوليوالقادم، بمشاركة أفلام من 28 دولة.
ويتضمن برنامج عروض المهرجان 53 فيلماً من إنتاج عامي 2023- 2024، بينها 12 فيلماً تعرض لأول مرة في العالم العربي. ويشمل برنامج المهرجان كذك مزيجاً من الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية العربية والدولية، بالإضافة إلى الأفلام القصيرة العربية.
ويبدو فيلم (إخفاء صدام حسين) الأكثر إثارة بين الأفلام الوثائقية المشاركة في المهرجان، نظرا للشعبية التي مازال يتمتع بها الرئيس صدام حسين حسين في أوساط الأردنيين من جهة، ولشراسة الموقف الكردي من استبداد الرئيس العراقي الراحل من جهة أخرى، حيث يتهم بأنه استخدم الأسلحة الكيماوية في مدينة حلبجة في إقليم كردستان العراق خلال الحرب العراقية الإيرانية عام 1988، وذلك بعد سيطرة الجيش الإيراني على المدينة، ما تسبب بمقتل أكثر من 5000 آلاف من سكانها الأكراد مخنتقين بغاز الخردل وغاز الأعصاب.
المخرج الكردي الذي سبق أن قال إنه هرب مع أسرته إلى شمال العراق بسبب بطش صدام حسين، سيكون أمامه الفرصة للاقتصاص من الرئيس الذي أعدمه خصومه الطائفيون صبيحة احتفال المسلمين بعيد الأضحى في الأيام الأخيرة من عام 2006، لكن هلكوت مصطفى سبق أن نفى أي نية للثأر السياسي في هذا الفيلم وقال في تصريح للجزيرة نت:
“أنا كردي وهربت من نظام صدام حسين وكل عائلتي كانت تحارب ضد نظامه، ولكني في الفيلم أردت أن أكون مخرجا فقط لا أن ألعب دورا سياسيا”.
ويلتقي الفيلم بالمزراع العراقي (علاء نامق) الذي أخفى صدام حسين في مزرعته وعاش معه آخر 235 يوما قبل أن يقبض الأمريكيون عليه، ويسلموه للحكومة العراقية التي أظهرت سلوكا طائفيا مشينا في محاكمته وإعدامه، جعل أعداء صدام يتعاطفون معه، ويدينون عميلة إعدامه.
وأراد علاء نامق عبر ظهوره في الفيلم، أن يبرئ نفسه من التهم التي وجهت إليه على وسائل التواصل الاجتماعي حول خيانة الرئيس أو بيعه للأمريكيين، وذهب للحديث عن “صدام حسين” باعتباره شخصا حل ضيفا على عائلة عراقية، “وفي العراق واجبنا هو إكرام الضيف وحمايته حتى لو كان ذلك يعني التضحية بنفسك وكل ما تملك”. حسبما يقول.
ويبقى السؤال الأهم والفيلم على أبواب العرض في الأردن للمرة الأولى: كيف سيستقبل الأردنيون والفلسطينيون الذين مازالوا يعتبرون صدام حسين رمزا عروبيا صادقاً، حارب أخطر عدوين للأمة العربية: إيران وإسرائيل، بشراسة وشجاعة… كيف سيستقبلون الفيلم؟ وما هي ردود الفعل المتوقعة إزاءه فيما لو ثبت أنه يسيء لصدام حسين أو يتجنى عليه؟!