لن نسمح: نواب برلمانيون غاضبون بسبب الاعتداء على سائح كويتي في تركيا!
العربي القديم- متابعات
استأثر حادث الاعتداء على مواطن كويتي من قبل تركي، في مدينة طرابزون السياحية التركية الشهيرة، الواقعة في الشمال الشرقي التركي على ساحل البحر الأسود، باهتمام الصحافة الكويتية والخليجية عموما، التي أفردت صفحات لإدانة ما أسمته “العنصرية ضد العرب” التي كان السوريون أولى ضحاياها.
غضب في مجلس الأمة الكويتي
واتخذت القضية أبعادا برلمانية وحكومية، بعدما ناقش مجلس الأمة الكويتي حادثة تعرض السائح الكويتي لإصابة بليغه في الرأس، بعد الاعتداء عليه من قبل تركي وهو يسير مع عائلته في ميدان طرابزون.
ولاية طرابزون أوضحت في بيان لها نقلته وكالة أنباء الأناضول الرسمية، أن المواطن التركي المُعتدي «اعتقد أن السائحين يقاومان أفراد الشرطة الذين كانوا قد تدخلوا لتهدئة شجار بينهما، فتدخل وضرب سائحاً يحمل الجنسية الكويتية بشكل مفاجئ وطرحه على الأرض».
وأعرب عدد من أعضاء مجلس الأمة الكويتي عن استنكارهم الشديد لحادثة الاعتداء على مواطن كويتي، مطالبين وزارة الخارجية بضرورة التحرك السريع لتوفير الحماية اللازمة للمواطن المعتدى عليه وأسرته، ومحملين وزارة خارجية بلادهم مسؤولية صيانة كرامة المواطن الكويتي خارج الحدود.
وطالب النائب (عبدالله جاسم المضف) وزارة الخارجية باتخاذ موقف حازم أمام تعرض المواطن الكويتي للاعتداء السافر في تركيا، حسبما نقلت صحيفة (القبس) الكويتية، قائلا إن كرامة الكويتيين فوق كل اعتبار ولا تحتمل التأخير.
النائب (ماجد المطيري) قال إن حادث الاعتداء الذي تعرض له السائح الكويتي، يتطلب من وزارة الخارجية الوقوف بحزم لحماية المواطنين الكويتيين، مطالبا بمتابعة القضية وتوفير الحماية للمواطن وأسرته وتأمين عودتهم للبلاد. في حين رأى النائب أسامة الزيد أن الاعتداء الهمجي الذي تعرض له السائح الكويتي يستدعي تفاعلا سريعا من السفارة الكويتية في تركيا بتوفير الرعاية الصحية للمصاب، والحماية لأسرته حتى عودتهم تحت إشراف وزارة الخارجية، واتخاذ الاجراءات القانونية لمحاسبة المعتدين.
السفير الكويتي يتابع القضية
بدوره أكد السفير الكويتي لدى تركيا وائل العنزي أن السفارة تتابع حادثة الاعتداء على السائح الكويتي في طرابزون، مضيفاً أن المواطن الكويتي الذي تعرض للاعتداء بخير، وأن «مسؤولي السفارة يتواجدون في طرابزون لمتابعة القضية».
وأضاف العنزي في تصريحات إعلامية إن «السلطات التركية أبدت اهتماما كبيرا بالقضية، ومحامي السفارة يتابع الإجراءات»، مؤكداً أن «السلطات التركية أوقفت المشتبه به بالاعتداء خلال ساعات من الحادثة وهو قيد الاحتجاز».
ياسين أقطاي: السياحة التركية مستهدفة
وكان ياسين أقطاي، المستشار السابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والقيادي في حزب العدالة والتنمية، قد أشار إلى تصاعد خطاب الكراهية ضد العرب في تركيا، مؤكداً أن هذه العنصرية خطر يهدد الاقتصاد التركي.
وكتب أقطاي مقالاً في صحيفة «يني شفق» التركية، بعنوان: «تكلفة كراهية الأجانب بالنسبة لتركيا»، أكد فيه أن «التأثير المتوقع والمستهدف للعنصرية وكراهية الأجانب، والتي أصبحت متفشية في الآونة الأخيرة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا، لا يقتصر التأثير المقصود منها على خلق شعور بالكراهية ضد العرب لدى الأتراك فحسب، بل إن الهدف الأساسي هو تحويل السياحة العربية أو الاستثمارات الرأسمالية بعيداً عن تركيا».
وأضاف أقطاي معتبرا أن السياحة التركية باتت مستهدفة، وموجها أصابع الاتهام لجهات لم يمسها: «إن أولئك الذين لا يستطيعون تقويض السياحة بالإرهاب، اليوم وجدوا طريقة أخرى للإرهاب من خلال تأجيج كراهية الأجانب، فالخطابات والأفعال العنصرية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة ضد العرب، لا تبقى للأسف داخل البلاد وتنعكس على الفور في العالم العربي، ما يتسبب في خسائر اقتصادية لتركيا».
عدنان عبد الرزاق: عنصرية ضد كل الناطقين بالضاد!
من جهته كتب الصحافي والمحلل الاقتصادي عدنان عبد الرزاق، مقالا في الزميلة (العربي الجديد) قدم فيه تحليلا عميقاً وشاملاً لتنامي هذه الظاهرة، وخلص إلى القول:
“مؤكد أنه لا توجد خطة ممنهجة للإساءة أو ضرب وطرد السياح العرب، لكن الأرجح والواضح، وحتى الموّثق، تنامي حالات العنصرية بالشارع التركي لكل الناطقين بالضاد من دون معرفة من أي بلد. كما الأرجح، وبحسب المعايشة والمشاهدة هنا بتركيا، أن حالات العنصرية كانت فردية وحالات خاصة إلى ما قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في مايو/أيار الماضي، ليكون بعدها ليس كما قبلها، بعد تفشي مقولات دعم العرب والمقيمين بتركيا للرئيس أردوغان وحبهم له، بل والترويج أن أصواتهم بالانتخابات كانت الفارق وسبب نجاحه لفترة رئاسية جديدة. وربما زاد من حالات التنمّر والعنصرية، في تلك الفترة، ما قاله وزير الداخلية الجديد (علي يرلي قايا) حول أعداد المهاجرين وضبط غير الشرعيين، لتأتي الاتفاقات الأخيرة مع دول الخليج، بعد زيارة الرئيس والوفد الحكومي والخاص، لتؤجج الحالة لدرجة العداء وتطور أدوات الاعتداء”.
ولم يغفل عبد الرزاق عن الإشارة أيضا، إلى ما أسماه: “اشتغال الأحزاب المعارضة على الأمر وعزفهم على وتر القومية وإيقاظ الكراهية للعرب”.