نصوص أدبية || اللا أحد يكتب ويقرأ الشعر
قصيدة حسان عزت
يسر (العربي القديم) أن تقدم لقرائها هذا النص الشعري الجديد للشاعر حسان عزت، الذي يمثل ذروة من ذرى إبداعه الشعري المتدفق بالألم والبوح والنشيج والرثاء والقدرة على مقارعة اليأس وابتكار القصيدة التي تحيا. قصيدة تطوف بنا عبر المثيولوجيا وتستحضر رموز التاريخ والأدب، وتدخل في نسيج الأديان، وتنشد العشق والحرية وتضيء مآذن الأموي بجوقة منشدين وقمر الشام بظلال حاراته
بورتريه الشاعر بريشة الفنان خالد جلل
أبكي من شدة الشعر
ولا طعنة السيف
ولا خيانة الحبيب
ولا خيبة المظلوم في عالم بلا قلب
أيها الشعر الشعر ما أكثرَ قراءك الأميين
من يقرأ الشعر… لا أحد
اللا أحد يقرأ الشعر إذاً الشعر موجود
من يتذوق الفن.. لا أحد
إذاً الفن موجود
من يعشق الحرية السورية.. الملايين
والملايين لا أحد
إذا الحرية لا تموت
أيها اللا أحد العظيم
أنت تقرأ الشعر مثل مبدعيه الشعراء الذين هم لا أحد
وأنت تتذوق الفن وأنت تعشق الحرية
وأنت لا أحد
آلاف يدّعون قراءته..
هؤلاء ركاب محطات الهوب هوب.
الهوب هوب جمل معقور يسند سنام مؤخرته الى كثبان الرمل
الرمل الذي دفن رؤوس النعام
وأعطى كتابا عظيما لتأبّط شرا
وعشاق الشعر؟
عشاق الشعر هم الحبيبات الموجودات في إيقاع ووقيعة الشعر وموسيقاه
بجدائل موصولة في عيون القمر
الشعر سماء
الشعر أرض
الشعر نجوم
الشعر صبايا وأفراس
وموسيقا وحنان ولهفة وعشق مجنون وفنون
أنا الشاعر أنا لا احد
أنا الحب أنا لا احد
أنا القصيدة سماء مشتعلة بالنجوم
أنا الليل عاشق النهار
أنا النهار
معشوقتي شهرزاد
أنا غيرة ديك الجن
معشوقتي الورد ملأت بدمها الازمان
وسكبت رضابها في كأس رماد العالم وشربته عبر العصور والدهور ولم أسكر
أنا زنوبيا بأساور المجد والشمس
أنا البتراء تزوجت ملكة بابل
أنا الحرية خطفت تاج الشاعر
فظل عمره يتبعني ويغني لي
أنا الشاعر ولا أحد
أنا القصيدة المنسية في مسارح زيوس وقيصر وعوج بن عناء السوري
انا مئذنة الاموي بجوقة منشدين
أنا حي القنوات وقمر الشام العاشق المعشوق ولا أحد
وأنا عيون اللواتي عشقتهن واسقينني النهدات ومازلن يشعلن دمي
الطفل الذي شمهن وسكر برائحة ورد الجنة وهو على أحصنة شهوات جهنم
مازال سهران مع الليل لا ينام ولا يدعني ينام
وهو يهدهد رائحتهن بالريحان
حوريات بنات الجان
أنا فرس الشعر التي أنطقت عيسى في المهد
وحملت محمد الى سموات حتى سدرة المنتهى
وأنا اول كلمات قرأها الوحي عليه
اقرأ.. يا محمد
ما أنا بقارئ.. من يقرأ لا احد
من يقرأ الشعر لا أحد
من يقول الشعر لا أحد
أنا اللا أحد
والأحد الذي اشتعل بإيفا وعمرها سنة
ومازال في دمعي سكران