مجزرة مجدل شمس تتفاعل: السويداء تتضامن وإسرائيل وتتوعد... والأسد يتخذ وضع المزهرية
العربي القديم – متابعات:
مازال الهجوم الصاروخي على قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل مساء يوم في يوم السبت 27/ تموز الجاري والذي أصاب أرضية الملعب البلدي لكرة القدم في قرية مجدل شمس وتسبَّب في وقوع مجزرة، قتل فيها 12 مدنياً، مازال يستأثر بردود فعل قوية، تنذر بتوجيه ضربة إسرائيلية إلى لبنان حيث اتهمت ميليشيا حزب الله اللبناني الممولة من إيران بارتكاب المجزرة. فيما لبنان يترقب مع إعلان العديد من شركات الطيران العالمية إيقاف رحلاتها من وإلى لبنان.
وقد تفاعلت ردود الأفعال حول المجزرة بعد قيام نتنياهو بزيارة موقع الهجوم في الجولان السوري المحتل، وتوعده بالثأر لأطفال مجدل شمس، فيما عم الحزن ومشاعر التضامن الصادق أرجاء محافظة السويداء، واتخذ نظام الأسد وضعية المزهرية إزاء ما يجري، مضمراً الشماتة – كما يرى مراقبون – بألم الطائفة الدرزية التي ثارت ضده في الداخل السوري، ومتحاشياً أي انتقاد لحليفه في قتل السوريين: حزب الله.
وكان قد قتل 12 طفلاً بينهم 4 إناث و8 ذكور، إضافة إلى إصابة قرابة 36 شخصاً معظمهم من الأطفال، ووقعت أضرار مادية كبيرة في المكان جراء الهجوم الذي استهدف القرية الدرزية الواقعة جنوب جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل.
وشيع الآلاف من أبناء القرية جثامين الأطفال الاثني عشر في جنازة جماعية حاشدة، بعد أن لفّ المشيعون جثامين أطفالهم باللون الأبيض، الذي قالوا إنه يرمز إلى السلام. متحاشين استخدام علم الاحتلال الإسرائيلي، وعلم النظام السوري في آن معاً.
وكانت ساحات مدينة السويداء قد شهدت منذ 28 تموز/ يوليو الجاري، أكثر من وقفة تأبينية مع ضحايا مجدل شمس، عبر فيها الأهالي عن تضامنهم مع الضحايا، محملين حزب الله اللبناني المتحالف مع نظام الأسد مسؤولية الجريمة، ورافعين رسوماً كاريكاتورية لحسن نصر الله واصفين إياه بـ “دجال المقاومة” وحزب الله بـ ” حزب الشيطان” الإرهابي. وذهب بعض الناشطين إلى أن الهجوم على مجدل شمس رسالة إلى الطائفة الدرزية المتمردة على الأسد والمطالبة بإسقاطه في محافظة السويداء بأن القادم أعظم، إذا استمر انخراطكم في الحراك الثوري ضد نظام الأسد.
الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان أصدرت بياناً قالت فيه إنها قامت بجمع معلومات من شهود في قرية مجدل شمس، وتحليل العشرات من الصور والفيديوهات من العديد من المصادر المفتوحة، وخلص تحليلنا الأولي إلى عدة نتائج من أبرزها:
• توافقت الشهادات التي حصلنا عليها على وقوع هجوم صاروخي، حيث أخبرنا الشهود أنَّهم سمعوا انفجاراً قوياً، وشاهدوا كرةً ناريةً ضخمة.
• أظهر تحليلنا للصور إصابة ملعب كرة القدم بزاوية سطحية، وعند تحليلنا لحجم وشكل الحفرة، فإنَّهما يتوافقان مع الشكل الذي ينتج عن قصف صاروخي، وقد قدَّرنا أبعاد الحفرة التي وقع فيها الانفجار، ونعتقد أنَّ حجم الحفرة حوالي 2.5 متر، وقطرها حوالي 1.5 متر، وهذا أيضاً يتفق مع هجمة صاروخية.
• تتوافق الأضرار التي لحقت في المنطقة ومحيطها مع الأضرار التي يخلِّفها صاروخ من نوع فلق 1، وهو صاروخ أرض-أرض غير موجه عيار 240 ملم يستخدمه حزب الله، ويُقدَّر وزن الرأس الحربي للصاروخ بحوالي 50 كجم.
• أكَّد لنا الشهود أنَّ صفارات الإنذار قد انطلقت قبل ثوانٍ عديدة من سقوط الصاروخ، ممَّا يرجح الهجوم الخارجي.
• تُشير كل من الشهادات، ولقطات الفيديو للهجوم الصاروخي، والانفجار الذي أعقبه، وشكل الحفرة، وبقايا الصاروخ، أنَّ مصدر القصف غالباً جاء من الشمال، ونظراً لجغرافية قرية مجدل شمس، فنحن نرجح أن يكون الصاروخ قد أُطلق من جنوب لبنان من قبل حزب الله اللبناني.
وتابعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقول: “لقد تزامن هذا الهجوم الصاروخي مع وجود عشرات الأطفال في الملعب، ووفقاً للمعلومات التي حصلنا عليها، تضم المنطقة التي سقطت فيها القذيفة الصاروخية ملعباً لكرة القدم، وملعباً آخر للتدريب، وحديقة ألعاب خاصة بالأطفال، وحديقة عامة، وكان معظم الضحايا ممن كانوا يتجمعون في ملعب كرة القدم للمشاركة في تدريباتٍ لفريق كرة القدم المحلي. وقد وقعت المجزرة بعد وقت قصير جداً – لا يتجاوز ثوانٍ معدودة- من سماع صفارات الإنذار. وهذا ما يفسر سقوط العدد الكبير من القتلى والجرحى، ومن ضمن الجرحى 9 إصاباتٍ خطرة”.
وأدانت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان في بيانها: “هذا القصف العشوائي الوحشي، وتُطالب لجان التحقيق الأممية بفتح تحقيقات مستقلة، تتضمَّن تحديد هوية الفاعل، وتُركز على تعويض الضحايا ومحاسبة مرتكبي الانتهاك”. وختمت بالقول: “يتوجب على إسرائيل باعتبارها سلطة احتلال، حماية السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتعويض الضحايا، وتفعيل تدابير الحماية من الملاجئ وأنظمة الإنذار المبكر فيها”.