ناشطو درعا يبهرون السوريين بصور لمئذنة العمري في ذكرى الثورة
كتب محمد منصور:
أبهر ناشطو وأبناء درعا، السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس الاثنين، بصور جديدة لمئذنة الجامع العمري في درعا وقد رفع عليها علم الثورة، في الذكرى الـ 13 للثورة السورية ضد حكم الأسد.
وأعادت الصور، المصورة بإتقان وبزاويا احترافية لافتة، مشهد الثورة في درعا إلى صدراة الوجدان السوري، حين كان المسجد العمري منارة الاحتجاجات الأولى وصيحات الغضب الأولى، التي انطلقت من مهد الثورة، احتجاجا على الظلم والطغيان وسحق كرامة الإنسان السوري.
وبدا ناشطو درعا الشبان، الذين شهدوا الثورة أطفالاً، وكبروا في ظل الثورة، بدوا في مشهد مهيب أشعل مشاعر السوريين، وهم يتسلقون مئذنة الجامع العمري التاريخية، ويقفون على رواقها العلوي ليرفعوا علم الثورة في علو شاهق، متحدين سلطة نظام الأسد الذي استعاد السيطرة على المدنية أواخر العام 2018 بعد حملة عسكرية واسعة النطاق شنَّها على مدى أشهر، ابتداء من 19 حزيران/ يونيو 2018، بغطاء جوي روسي كثيف، شملت أكثر من 600 غارة روسية إضافة إلى إلقاء قرابة 400 برميل متفجر على قرى وبلدات المحافظة الثائرة.
وكان نظام الأسد قد دمر مئذنة العمري بتاريخ 13 نيسان / إبريل من عام 2013، حيث عرض ناشطون على شبكة الانترنت حينها صور فيديو، تظهر تعرض مئذنة الجامع الأثري الواقع في المدينة القديمة بدرعا (درعا البلد) للقصف من قبل قوات النظام قبل أن تهوي وتتحطم باستثناء قاعدتها. وقد تصدر خبر تدمير مئذنة العمري، التي كان الناشطون قد أطلقوا عليها اسم: “مئذنة الثورة” صدر نشرات الأخبار والصفحات الأولى في بعض الصحف العربية حينها.
إلا أن أهالي حوران تمكنوا وبجهود وطنية وإهلية أهلية من إعادة ترميم المسجد العمري ونصب مئذنته التاريخية، حيث تمت إعادة بناء المسجد بالكامل على نفقة الحاج محمود علوان المحاميد. وأعيدت إنارة المئذنة لأول مرة بتاريخ 29 شباط/ فبراير من العام الجاري، بعد أكثر من إحدى عشر عاماً على تدمير النظام لها كإحدى رموز الثورة الشامخة.
وجاء التقاط ونشر هذه الصور البديعة التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس للمئذنة المتألقة بعلم الثورة، كتتويج لهذه الجهود التي عبرت بقوة عن تجذر خيار الثورة في نفوس السوريين رغم كل النكبات التي مرت بهم، وعن تأصلها العميق في درعا مهد الثورة الأول.