من قاضي الموت إلى الرئيس: من هو إبراهيم رئيسي

ترجمة: مهيار الحفار

أصبح معروفاً كمدعي عام قام بإعدام معارضي النظام بالآلاف. والآن يقال إن مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي، المنتخب عام 2021، تعرضت لحادث [مميت]. من الرجل؟ و: كيف كان يقود البلاد؟

كيف أصبح رئيسي رئيساً؟

وفي أغسطس/ آب 2021، أدى رئيسي اليمين كرئيس جديد لإيران، وكان قد فاز سابقاً في الانتخابات الرئاسية في يونيو/ حزيران بنسبة 62% تقريباً من الأصوات. وأصبح رجل الدين المحافظ البالغ من العمر 63 عاماً الخليفة الرسمي لحسن روحاني، الذي لم يعد مسموحاً له بالترشح بعد فترتين في منصبه.

ترشح رئيسي كأفضل ممثل للمتشددين السياسيين، وباعتباره المرشح المفضل وتلميذ المرشد الديني آية الله علي خامنئي. ويتعرض نظام خامنئي لانتقادات منذ سنوات بسبب سياساتها القمعية والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وكان يعتبر رئيسي خليفة خامنئي في منصب المرشد الروحي الأعلى.

كيف بدأ طريق رئيسي إلى السلطة؟

ولد رئيسي عام 1960 وهو ابن لرجل دين في مدينة مشهد شمال إيران. عندما تمت الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي عام 1979، كان عمره 18 عاماً فقط. ومن الواضح أن طالب اللاهوت الشاب رئيسي فهم بسرعة الفرص التي أتاحتها الاضطرابات السياسية. وعلى الرغم من أنه لم يكن لديه سوى معرفة محدودة بالشريعة الإسلامية حتى تلك اللحظة، فقد تم تعيينه مدعياً عاماً لمدينة (كرج) بالقرب من طهران بعد عامين فقط . وهناك اشتهر باضطهاده بلا رحمة لمعارضي النظام.

ما هو الدور الذي يلعبه رئيسي في الجمهورية الإسلامية؟

يعتبر رئيسي مؤثرا جدا داخل النظام الإسلامي. عمل في السلطة القضائية لأكثر من ثلاثة عقود، وعين رئيسا للسلطة القضائية عام 2019. ويقال إنه كان مسؤولاً عن العديد من عمليات الاعتقال والإعدام للمعارضين السياسيين في منصبه السابق كمدعي عام. ووفقا للدستور، فإن رئيسي هو رئيس الحكومة، في حين أن السلطة الفعلية تقع على عاتق رئيس الدولة خامنئي. وله القول الفصل في جميع المسائل الاستراتيجية. ويقال إن رئيسي يحافظ على علاقة وثيقة مع خامنئي.

لماذا أصبح رئيسي معروفاً بـ”قاضي الموت”؟

باعتباره أحد القضاة الشرعيين الأربعة، أشرف رئيسي على إعدام آلاف السجناء السياسيين في وقت مبكر من عام 1988. وعندما تظاهر الإيرانيون ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في العام 2009 ، تم وضع معارضي النظام في السجون. على رئيسي التحقيق في مزاعم تعرض متظاهرين للاغتصاب في السجون. وعندما أكمل تحقيقه، لم يكن أولئك الذين يُزعم أنهم مسؤولون هم الذين انتهى بهم الأمر إلى المحكمة، بل أولئك الذين قدموا ادعاءات. وفي عام 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رئيسي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

كيف [كان] يؤدي رئيسي دوره الرئاسي؟

بعد انتخاب رئيسي رئيسا، ساء الوضع الاقتصادي في إيران. ومع ذلك، ركز رئيسي في المقام الأول على قمع المعارضين. لذلك قام بتشديد الرقابة والمراقبة على المعارضة. وزاد عدد عمليات الإعدام مع رئاسته. وتتأثر النساء وأفراد الأقليات الدينية والعرقية بشكل غير متناسب.

ما هو الدور الذي لعبه رئيسي في الاحتجاجات الحاشدة منذ 2022؟

في خريف 2022، أثارت وفاة المرأة الكردية جينا ماهسا أميني احتجاجات واسعة النطاق في إيران. توفيت الشابة في حجز الشرطة بعد أن ألقت الشرطة الأخلاقية القبض عليها بتهمة انتهاك قواعد اللباس الإسلامي.

وتظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء البلاد ضد المسار القمعي للحكومة ونظام الحكم الإسلامي. وردت قوات الأمن بالعنف والعقوبات القاسية. وتم اعتقال عشرات الآلاف من المتظاهرين، وقُتل العديد منهم خلال الاحتجاجات، وتم إعدام العديد منهم. وأغرقت الاحتجاجات القيادة السياسية في أسوأ أزمة لها منذ عقود. واتهم رئيسي جهات أجنبية بإثارة الاضطرابات.

كيف تتفاعل الدول الأجنبية مع رئيسي؟

قرر الاتحاد الأوروبي في مناسبات عدة، فرض عقوبات على إيران ـ بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان – وأيضاً بسبب دعم النظام الإيراني للحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، هناك مخاوف متزايدة من أن تصبح إيران قوة نووية. المفاوضات النووية الدولية مع طهران وصلت إلى طريق مسدود. كما تدهورت العلاقات مع الغرب في ظل حكومة رئيسي.

إيران معادية بشدة لإسرائيل . وفي أبريل/ نيسان المنصرم، هاجمت البلاد إسرائيل مباشرة للمرة الأولى، وليس من خلال وكلاء إقليميين مثل ميليشيات الحوثي في ​​اليمن أو ميليشيا حزب الله في لبنان. وسبق ذلك هجوم إسرائيلي على مجمع السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق. كما أثار هذا الهجوم المخاوف من مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.

المصدر: (دير شبيغيل) الألمانية