قصي خولي ينعى والده ويصفه بـ"عميد الصحافة السورية" وصحفي مخضرم يعتبرها: مبالغة مسيئة!
رحيل والد قصي خولي
العربي القديم – خاص:
نعى الممثل السوري قصي خولي على صفحته على والده الصحفي (عميد خولي) الذي رحل عن عمر ناهز (82) عاما قبل ساعات، متأثراً بإصابته بفشل كلوي.
وقال قصي وهو الابن الذكر الوحيد لوالده إلى جانب شقيقاته الأربع: “ترّجل عميدنا، فارسنا، سيدنا وحبيبنا. ترّجل أبي، وداعاً عميد، وداعاً يا أبا قصي. من أمن بي وإن مات فسيحيا”
مبالغة مسيئة!
ووصف عميد الخولي في ورقة النعي بأنه “عميد الصحافة السورية” الأمر الذي أثار حفيظة الصحفي الدمشقي المخضرم مروان المهايني، الذي عمل في الصحافة السورية في أوج ازدهارها في خمسينيات ومطلع ستينينات القرن العشرين، فشارك ورقة النعي على صفحته مخاطبا قصي: “يا عزيزي قصي ..عميد الصحافة السورية مبالغة مسيئة للمرحوم”
مروان المهايني: زج به بمهنة لم يؤهل نفسه لها
وكتب الأستاذ مروان المهايني الذي عمل سابقاً في كبريات وسائل الإعلام العربية كمجلة (المستقبل) التي كان يرأس تحريرها نبيل خوري، وإذاعة (الشرق)، والمقيم حالياً في الولايات المتحدة:
“فوجئت لوفاته المبكرة نسبياً، وكنت فوجئت قبلاً لاختياره الابتعاد والتزام المنزل متقاعداً بعد تواجد لسنوات قليلة في عالم الصحافة كرئيس تحرير لم يكتب خلالها أو قبلها أو بعدها سوى الافتتاحيات!
لقد زج به رحمه الله بمهنة لم يؤهل نفسه لها ولا استهوته ليبقى فيها، ولقد قدر لي الاقتراب منه ومزاملته لثلاث سنين في صحيفة تشرين، وقدر لنا كلانا أن لا نتوافق أو ننسجم، واعتزل في مزرعته وتباعدنا وجاءت وفاته لتعيدني لسنوات معاملته ولأترحم له، ولأعبر عن فرحي لنجاح ونجومية وحيده قصي الذي أتمنى له المزيد منهما…
ولاحول ولا قوة إلا بالله”
محمد منصور: عميد صحافة الاستبداد والزمن الأغبر
وقد علق الصحفي والناقد السوري محمد منصور على منشور الأستاذ المهايني بالقول:
“هو ابن صحافة رسمية مؤدلجة تسبح بحمد الحزب والقائد… وهوامش الحرية فيها محدودة للغاية وإنجازاتها على الصعيد المهني لا تكاد ترى باستثناء بعض الانجازات لأفراد. إذا كان عميد الصحافة السورية فهو عميد صحافة الاستبداد والزمن الأغبر”.
وكان عميد الخولي المولود عام 1942 في قرية الخراب (الجنينة) ذات الأغلبية المسيحية، والتابعة لمحافظة طرطوس، قد درس الاقتصاد ونال الإجازة فيها في ستينيات القرن العشرين، وبدأ حياته الصحفية في مطلع سبعينيات القرن العشرين، نائباً لتحرير صحيفة (البعث) الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية، ثم رئيساً لتحرير صحيفة (تشرين) في ثمانينات القرن العشرين خلفاً للدكتور غسان الرفاعي، ثاني رئيس تحرير للجريدة بعد مؤسسها جلال فاروق الشريف عام 1975
خلاف الخولي مع محمد سلمان!
في عام 1990 نشب خلاف بين عميد خولي ووزير الإعلام آنذاك د. محمد سلمان (والد زوجة الممثل جمال سليمان فيما بعد)، فقام الأخير بإقالته من رئاسة تحرير (تشرين) لكن سرعان ما أجبر على طي قراره بسبب علاقات عميد خولي السلطوية الوثيقة، وبسبب انتمائه للطائفة المارونية التي كان يعاديها حافظ الأسد في لبنان، ولحاجته لوجه ماروني صوري في رئاسة مؤسسة إعلامية تابعة للدولة في عملية التوازنات السياسية والطائفية وخلط الأوراق التي اعتاد الأسد عليها… ودون أي يكون لطي القرار أي علاقة بقيمته السيد عميد المهنية أو أدائه الصحفي!
ولحفظ ماء وجه الوزير محمد سلمان آنذاك، تم نقله ليرأس تحرير صحيفة (الثورة) وجيء برئيس تحرير جريدة (الثورة) محمد خير الوادي ليرأس تحرير صحيفة (تشرين). وهو الأمر الذي ظل مثار تندر الصحفيين لفترة طويلة في مجالسهم الخاصة آنذاك!
وقد نعت وزارة الإعلام السورية عميد خولي بعد إصابته بالفشل الكلوي في إحدى مستشفيات محافظة طرطوس السورية، فيما اعتبره اتحاد الصحفيين التابع لنظام الأسد، والذي شغل الخولي لسنوات عضوية مكتبه التنفيذي كما كان نائباً لرئيس الاتحاد، نعاه بالقول إنه كان أحد القيادات الإعلامية السورية منذ سعبينيات القرن العشرين.
يذكر أن اتحاد الصحفيين السوريين كان مجرداً من أية فاعلية حقيقية، وأداة طيعة بيد النظام القمعي الشمولي، فلم يتدخل في أية قضية حريات داخل سورية خلال عقود، ولم يفرج عن أي صحفي تم اعتقاله، ولم ينبس ببنت شفة حين سحب ترخيص جريدة الدومري وأغلقت عام 2003 ، وظل واجهة لاتحاد نقابي هزيل يتقاسم صحفيوه فتات المكاسب التي كانت ترمى لهم، من قبيل الخط الهاتفي الاستثنائي، وبعض لوحات السيارات لأعضاء المكتب التنفيذي.