الفزعة الأهلية تنتصر: بالصور… الرقة تستقبل الوافدين وتستمر بمد يد العون
الرقة "أم الغريب" تحتوي 53 مخيماً رسميا وعشوائياً منذ عام 2017
العربي القديم – الرقة | أسامة خلف
منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا 2012 واختيار النظام السوري الحل العسكري لمواجهة الاحتجاجات المتفجرة في أنحاء البلاد آنذاك، اضطرت آلاف من العوائل السورية للنزوح نحو مدينة الرقة المعروفة بطابعها العشائري وأخلاق النخوة والمروءة العالية تجاه الأزمات، ليطلق عليها لاحقاً “فندق الثورة السورية “.
و”الفزعة ” بمفهومها المجتمعي بالرقة ،هي إعلان حالة الطوارئ للأعمال الخيرية وحسن الضيافة تجاه أي ملهوف وضيوف قادمين من خارج المحافظة “غرباء” يستنفر فيها الشيب والشباب والنساء لاستقبال النازحين والمهجرين ،وهو أمر اعتاده أهل الرقة منذ نشوء المجتمع الحاضر.
الرقيون الكرماء منهكمون في تحضير وجبات الطعام للوافدين (العربي القديم)
وتحتوي الرقة 53 مخيما رسميا وعشوائيا منذ العام 2017 أضف لذلك العائدين تباعا من مخيم الهول ،و الهاربين من ويلات الحرب من السوريين من لبنان 2024 ،ما جعل أهلها يطلقون عليها “أم الغريب”.
وشهدت الأيام العشر الأخيرة منذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الحالي، انطلاق عمليات ردع العدوان من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها في حلب وإدلب وحماه، ثم إسقاط نظام الأسد… ما حدا بتلك العوائل التوجه إلى مدينة الرقة، حيث كان الأهالي والعشائر قد أعدوا” الفزعة” من جديد تجاه الحال المأساوي لتلك العوائل.
بدورها افتتحت الإدارة الذاتية 53 مدرسة في مركز المدينة و20 أخرى في ريفها الجنوبي ،ما سهل الأمر على العشائر والناشطين لإيفادهم بالفزعات من الطعام والدواء والفرش والأغطية على جميع العوائل النازحة.
نساء وأطفال يشاركون الشبان لهفتهم ومروءتهم في مدينة أم الغريب (العربي القديم)
ومن بين تلك المبادرات “فزعة الشبلي السلامة” ،فزعة عنزة ،فزعة الموسى الظاهر والعفادلة فزعة البوخميس ،فزعة الحليسات، وهي مسميات عشائرية قام أبناء العشائر بجمعها من المنازل والمتبرعين وطبخ الطعام ونقله بشكل يومي لمراكز ومدارس الإيواء. وقالت الإدارة الذاتية على صفحاتها الرسمية أن أكثر من 30 ألف نازح قد دخلوا لمدينة الرقة خلال اليومين الفائتين، فارق ٥ منهم حياته على طريق النزوح من بينهم طفلة رضيعة وطفل.
وقال الدكتور فراس ممدوح الفهد, أحد القائمين على المبادرات الخيرية بالرقة :
لليوم 4 لحملة فزعة الرقة نوزع الان لمدرسة هواري بالرقة 500 وجبة لـ430 نازح من أهلنا من سفيرة وديرحافر وحلب والشهباء مقدمة من مطاعم “بيت الفخار.
فيما تم توزيع خلال الأيام الثلاثة الأولى ما يقارب من 2000 وجبة غذائية ومعاينات طبية وحليب أطفال وحفاظات وأدوية تشمل “خافضات حرارة وأدوية التهاب “
عدا المبادرات والفزعات من عشائر الرقة بريفها ومدينتها التي تضمنت فرش واغطية وبطانيات وتجهيز مراكز إيواء، واستقبال النازحين على المعابر ومفترق الطرق وتوزيع الخبز والماء وحليب الأطفال والوجبات السريعة في الطبقة والرقة.
توزيع المعونات في المدارس التي استقبلت النازحين (العربي القديم)
بالمقابل شكلت الإدارة الذاتية خلية أزمة تضمنت لجان وهيئات شؤون المنظمات والصحة والداخلية والتربية وتم تجهيز اكثر من 80 مدرسة والملاعب الرياضية في الطبقة والرقة.
وتجاوز عدد المهجرين قسراً الذين تمَّ تدوين ثبوتياتهم، الـ 80 ألفًا، حيث دخل إلى إقليم شمال وشرق سوريا إجمالي أكثر من 100 ألف شخص. بحسب موقع الإدارة الذاتية على الفيسبوك’ فيما رجح ناشطون على المعابر بالطبقة والبوعاصي، أن العدد قابل للزيادة بسبب توافد مئات العوائل من ريف حماه وحمص التي شهدت مناطقهم عمليات عسكرية.