العربي الآن

ملفات سرية في أقبية فروع الأمن: سجلات المخبرين وشبكات عملاء وأوامر تصفية واغتيال

شبكة من العملاء السريين الذين يتغلغلون في مؤسسات الدولة والمجتمع كافة بشكل خفي وممنهج

رودي حسو- العربي القديم

تتداول مصادر متعددة أنباء عن اكتشاف عناصر هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، زعيم الهيئة، لعدد كبير من الملفات السرية داخل مكاتب فروع الأمن في دمشق وبقية المحافظات، خلال فترة سقوط بعض المناطق بعد انهيار نظام الأسد المخلوع. هذه الملفات، تسلط الضوء على شبكة واسعة من العملاء السريين الذين يعملون لصالح النظام، متغلغلين في مؤسسات الدولة والمجتمع كافة بشكل خفي وممنهج.

شبكات العملاء وأهدافها

تشير المعلومات المسربة إلى أن العملاء المكتشفين كانوا يشكلون خلايا سرية مغلقة ومنظمة، تتوزع في المدن والمحافظات السورية، بما في ذلك المناطق الريفية. الغاية الأساسية لهذه الشبكات كانت حماية النظام السوري ودعم الأسرة الحاكمة، خصوصاً في القرداحة، عبر تنفيذ مهام تهدف إلى تقويض الاستقرار الداخلي وزرع الفوضى.

مخبرون في كل مكان بما في ذلك من أرسلهم حزب البعث للدراسة في كلية الشريعة والتخرج منها!

أعمال وأنشطة سرية

تظهر الملفات المكتشفة أن هذه الشبكات كانت مسؤولة عن سلسلة من الأنشطة الشنيعة والمعقدة التي تستهدف إلحاق الأذى والضرر البالغ بالمجتمع السوري، بشتى الوسائل والسبل أبرزها:

1. عمليات تصفية واغتيال:

تنفيذ جرائم قتل مباشرة ضد معارضين وشرفاء.

تزييف حوادث على أنها حالات انتحار لإخفاء عمليات الاغتيال.

2. التآمر والتلفيق:

فبركة تهم ضد شخصيات وطنية وسياسية بهدف إسقاطها وتشويه سمعتها.

استهداف العائلات المعارضة عبر الطعن في شرف أفرادها.

3. التجسس والمراقبة:

التنصت على هواتف شخصيات معارضة ونشر تسجيلات مفبركة للإضرار بسمعتهم.

استهداف بنات المعارضين من خلال مراقبة هواتفهن والإيقاع بهن في مؤامرات شخصية.

كتاب من الفرع 291 يعترف بوجود مقابر جماعية في منطقة قطنا بريف دمشق ويسأل عن سبب طمس معالمها؟!

4. ترويج المخدرات:

نشر المخدرات بين الشباب والبنات لتوريطهم وتشويه سمعتهم.

استخدام الإدمان كوسيلة للابتزاز أو التجنيد.

5. تفكيك المجتمع:

إثارة الصراعات بين الأسر، العشائر، والأحزاب لإضعاف النسيج الاجتماعي.

التسبب في انشقاقات داخل العائلات من خلال نشر الفتن والمكائد.

6. التلاعب الاقتصادي:

السيطرة على سوق الدولار للتلاعب بالاقتصاد المحلي.

تجنيد أصحاب مكاتب الصرافة لرصد الحوالات المالية.

إثارة النزاعات بين التجار للسيطرة على السوق.

7. اختراق المؤسسات:

زرع عملاء داخل منظمات إنسانية مثل الهلال الأحمر السوري وغرف التجارة.

استغلال هذه المؤسسات كغطاء لتنفيذ أجنداتهم.

8. التلاعب بالعقارات والوثائق:

تزوير أوراق رسمية وسرقة مستندات قضائية هامة.

التلاعب بعقود العقارات لصالح النظام أو لابتزاز المعارضين.

9. أنشطة سرية إضافية:

تسميم مياه الشرب لشخصيات مستهدفة.

تأسيس شبكات تزوير متطورة لزج الشرفاء في السجون بتهم كيدية.

كتاب من شعبة المخابرات بضرورة منع سفر الأطباء الذين عملوا سابقا في المشافي العسكرية وكتبوا شهادات وفاة مزورة

حصانة مطلقة وارتباط مباشر

تكشف الملفات عن أن هذه الشبكات كانت تعمل تحت حماية مباشرة من الأجهزة الأمنية، وبإشراف من قيادات النظام في القرداحة. تمتع أعضاؤها بسلطة واسعة ومزايا جعلتهم فوق أي مساءلة قانونية، ما وفر لهم الحرية الكاملة لتنفيذ مخططاتهم.

وبحسب الوثائق، فإن الهدف من هذه الأنشطة كان تفكيك المجتمع السوري بالكامل، وزرع الشقاق بين الأفراد والعائلات، وتشويه سمعة المعارضين، لإضعاف الحركات الوطنية وتأمين بقاء النظام الحاكم.

هذه الملفات المسربة تسلط الضوء على استراتيجية ممنهجة للنظام الأسد في الفساد والإفساد، تعتمد على اختراق المجتمع وإدارته عبر شبكة من العملاء الخفيين. هذا التكتيك كان يهدف إلى تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لضمان استمرار هيمنته اليائسة على السلطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى