الرأي العام

سيرة المؤدلجين في بلاد الأديان

محمد زاهر حمودة – العربي القديم

كان من البلاء العظيم على هذه الأمة السورية البسيطة، برغم خيراتها الكافية، وروح أناسها المرحة وحبهم للعمل وللسرور، وحضهم على المحبة وكرههم للتباغض فيما بينهم، بأن ابتليت بعقائد سياسية أنانية، آذانها صماء، حناجرها جهورة، عقولها متحجرة، وتدعي النخبوية.

تلك العقائد كانت ثلاثة، قومية ودينية وشيوعية، لا أحد يستطيع أن يدعي أننا لم نكن بحاجة إلى تياراتٍ سياسية أبداً، ولكن هل كانت تلك الأدوية الموصوفة مناسبة لقدر العلّة أم كانت تركيبة تلك العلاجات ثقيلة خطيرة؟! جلبت أعراضها الجانبية مصائب جديدة، كحالة التسمم الدوائي، وأفقدت روح الإنسان السوري ما كان مكتفياً به من عافية مقبولة، كعفوية فهمه وانضباط أخلاقه وتعقّله في الاختلاف، ونقلته إلى الأوجاع والرفض والعدوانية.

المعركة بين الشيوعية والتيار الديني

لن أتحدث عن التيار القومي فقد حكم ورأيتم نتائج حكمه، بل سأتحدث عن الشيوعية وكيف أدارت معركتها مع خصمها الأزلي وهو التيار الديني.

كانت الشيوعية تعيب على الدينيين انغماسهم في طقوسهم وخدر عقولهم وتصديقهم الأعمى لرجال دينهم وعدم شكّهم في كتبهم المقدسة وانتهازيتهم المستترة ومحاباتهم للملوك واستغلالهم للضعفاء، فبماذا استبدلت هي كل هذه العيوب؟!

جعل الشيوعيون من فكرهم وممن جاء به مقدساً جديداً، حرّفوا مقاصد نبيهم كارل ماركس، لم يتدبروا كلامه ولم يفسروه موضوعياً، بل جعلوه عقيدة محنطة تُؤخذ بظاهرها وتصلح لكل زمان ومكان، وتُفرض بثورة ممنهجة راديكالية على طريقة لينين وصاحبه، وتلك وحدها هي الثورة وغيرها فلا، التبس عليهم الهدف الأسمى فأضاعوه وغرقوا في تعظيم الشعارات الشكلية، كما فعل الدينيون من قبلهم مع إرث أنبيائهم، فالصلاة والصيام في الدين هما تهذيب للنفس وتعويد على الصبر والإلتزام، (ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له)، (ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، هكذا كانت توصية النبي محمد لأصحابه، لاحقاً أضاع المسلمون تلك المقاصد، فلم يعد المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ولا المهاجر من هجر السوء، ولا المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم..

حسناً، وماذا حل بالشيوعيين الحداثيين الذين اعتبروا أنفسهم البدلاء عن الدينيين التقليديين؟!

هم أيضاً في معظمهم، أضاعوا صلاتهم ومعناها، تركوا واجبهم وقضيتهم، أي محاربة الإستغلال ومناصرة الفقراء، واهتموا بشرط طهارة الفكر وتحرره من المقدس فقط، فصار النضال الشيوعي لا يصح إلا بشرط وجود الإلحاد قبله، كحال الوضوء للصلاة، واكتفوا به، أي أنهم توضؤوا ثم لم يصلّوا، حاربوا الدين وتركوا رجال الدين، الذين هم أصل العلّة في تحريف رسالة الدين يجعلونه أفيوناً يخدعون الناس به، حاربوا فكرة وجود خالقٍ للطبيعة والكائنات، قد منح الإنسان الحياة وقدّر له الموت وسيحاسبه على حصاد أعماله بالثواب أو العقاب، وتناسوا دور المذاهب البشرية في إفساد الدين والحياة، لا بل أن بعضهم اسثمر في بعض المذاهب وصار يدافع عن مظلوميتها (الأقلّوية)، وبالتالي كن ملحداً (شكلاً) تغدو حراً، وتحصل على وظيفة في القطاع العام، وبعض الدعم لمؤونة بيتك، فتتحرر من الإستغلال والذل، وهكذا يكون الحل، وكفى!..، حتى لو كان هذا القطاع برمته تحت رحمة سلطة ديكتاتورية لحزب واحد، يحكم النظام شخص واحد يقمع حرية الكلمة وإبداع الأرواح ويراقب رجال أمنه الأنفاس، رفضوا الديموقراطية لعامة الناس واحتقروا حق اختيارهم لرئيسهم بأنفسهم، لماذا؟!، لأنهم متدينون متعصبون أُمّيّون سيختارون من يشبههم، بذلك، تماهت غايتهم مع أهداف المستعمر وباقي الأعداء من حيث لا يشعرون، أو ربما من حيث يشعرون، فهم هكذا تقاطعوا مع التيار الديني الذي يرفض الديموقراطية بدون وصاية المرشد الأبوي لأن السياسة بدون المرشدين ستأتي بأناس مصلحيّين يحبون الدنيا ويتنازلون عن القيم، ورجال الدين هم وحدهم من يمثلون تلك القيم الدينية، والدين لا يُستفتى عليه، وبالتالي هم أيضاً لا يُستفتى على وصايتهم!!..

جعل الشيوعيون الحرية مفهوم بوهيمي للأفراد الخواص، وليس حقاً سياسياً أساسياً لعامة الشعب، فماذا بقي إذاً لك أيها الإنسان العادي التعيس؟! وأنت أيها الشيوعي ماذا أنجزت؟!

 لا حقوقاً اقتصادية اجتماعية معتبرة استطعت أن تجلب فنظامك قمعي فاسد!، وفوق ذلك أنت تخشى من نتائج صندوق الإنتخابات فكيف ستأتي بالتغيير؟!، ظننت أن الحل للفقر لديك وحدك وتناسيت أن الفلسفة الإقتصادية ليست دين لطائفة محددة هي وحدها من تعرف كيف تقيم طقوسها، الإقتصاد أهم شيء في حياة جميع الناس، ولذلك فالجميع سيعقلونه بمستوى ما حتى لو لم يهتموا بفهم باقي المواضيع، لأن كل إنسان في حياته هو إما بائع أو مشتري، منفق أو آخذ، فكيف له ألا يحسب ميزانيته بدقة، مدخلات جيبه ومخرجاتها، وألا يعي متطلبات حياته؟!، إنه لأمر غريب كيف تسنى للشيوعيين أن يحتكروا مفهوم عدالة توزيع الثروة بأكمله وراحوا يُنظّرون فيه وينتقدون الرأسمالية كأنهم طواويس الفلسفة في زمانهم، كما هو أمرٌ غريب كيف احتكر الإسلاميون وشيوخهم فهم الإسلام الذي هو للناس كافة، وليس لذي اللحية والعمامة فقط، وهل الإيمان أصلاً جوهرٌ أم مظهر؟! هل هو عمل صالح بنية مخلصة أم شكليات ونفاقٌ لغايات؟!!،

حالة فشل أهلكت قرنا كاملا

الشيوعيون والإخوان والقوميون حالة فشلٍ محققة أهلكت قرناً كاملاً من حياة شعوبنا البائسة، ثم أفسدوا الثورات في مطلع قرنهم الجديد في الألفين وأحد عشر..

الحديث عن التفاصيل يطول، نستذكر على سبيل المثال والأمثلة كثيرة، ومع كامل الإحترام، شهادة الروائي المعارض مصطفى خليفة في يوميات سجنه في تدمر، حيث كان لا يصوم ولا يصلي هناك، وزميله في السجن إسلاميٌ من الطليعة المقاتلة، الذي برغم صداقتهما الإنسانية أصر أن حكم أمثاله القتل، برغم أن السجناء الشيوعيين كانوا هم من يصنعون طعام الإفطار في شهر رمضان للصائمين، دون أن يصوموا، لم يتنازل أحد للآخر ويجري المراجعة النقدية لأفكاره حتى وهو في سجنٍ رهيب ويشع كتدمر، فكما لم تؤثر العلاقة الإنسانية في تغيير فكر سجين إسلامي جلب فكره من الفقه المتوارث وليس من أساس الدين، لم ينتبه صاحب الفكر العلماني أيضاً لتلك المسألة، أن هذا القتل على أساس المعتقد موجودٌ فقط في فتواى أئمة المذاهب وليس في القرآن، بل إن في القرآن ما ينفيه بشكل جازم، مثلاً: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، تلك آيات محكمات، وأما من تذرع بحديثٍ كحديث المرتد عن دينه والثيب الزاني أو أمرت أن أقاتل الناس مثلاً، فمعلوم أنه إن جيىء بحديث تناقض مع محكم القرآن فالشك بصحته روايةً وسنداً بديهي ولا يُخرج صاحبه من الملّة، تلك المناظرات في تصحيح المفاهيم ربما لم تجري إلا ضمن أطر ضيقة بمبادرات فردية نادرة، أما في الخط العام، فإن الشيوعيين يترفعون عن دحض المعتقد المقدس بمعتقدٍ مقدسٍ أقوى حجةً منه، كي لا يبدون بذلك أنهم يعطون مصداقية للمقدس الأعلى ويعترفون بوجوده، أي الله وكتبه، حتى لو كان في تلك الطريقة حل لمشكلتهم مع الآخر، حلٌ لخلافهم في الحياة الدنيا على الأقل بعيداً عن الآخرة!..، ولكن، ربما هذا الحل في نظرهم ليس كافياً، فيجب أن نتفق على الآخرة أيضاً، وإلا فليبقى السجال الدامي قائماً، كلٌ يتذرع بالتطرف المقابل لتبرير تطرفه هو!!.. فيا للحسرة عليك يا سورية ماذا حل بأبنائك في القرن العشرين الحزين؟!

نتيجة لذلك، أَستحضر قول عمي ذات مرة، وهو أستاذ علوم طبيعية من عموم الناس الذين انشغلوا بدنياهم بعد أن يأسوا من الأيديولوجيات كلها، قال لي رداً على امتعاضنا كشباب على نكوص بشار عن وعوده وعودته لعادة أبيه في اعتقال المعارضين ومنع حرية التعبير بعد مرحلة ربيع دمشق القصيرة، قال لي: (لو أن الشيوعيين أو الإسلاميين حكموا لفعلوا ذات الشيء ولأقاموا نظام مخابرات كما هؤلاء، اتركنا من هالكلام يابا)، رحمه الله..

من أين جاؤوا بتلك الأحكام؟

بالنسبة لي، كنت دائماً ما أستغرب وأنا أشب عن الطوق سلوك المؤدلجين ومعتقداتهم البعيدة عن فطرة الإنسان السليمة، أستغرب من أين جاؤوا بتلك الأحكام؟ في الدين مثلاً، قاعدة وطالبان وجبهة إنقاذ في الجزائر وإخوان وشيعة في إيران..الخ، أتابع أخبارهم فتصيبني الحيرة والإشمئزاز والشك، أقرأ القرآن متدبراً فأجد شيئاً آخر مختلف تماماً عما يقوله أولئك! ما هذا الاختلاف الذي يصل حد التناقض؟! كيف نُسيت آياتٌ واضحات في القرآن الذي هو كلام الله الخالق وحل مكانها أقوالٌ لبشر ممن خلق يخطؤون ويصيبون؟!

كذلك الحال مع المعسكر الشيوعي والنظام الإشتراكي، أنظر إليهم فأنفر من شعاراتهم وسياساتهم، ثم أقرأ لكارل ماركس فأرى شيئاً آخر وأفهم بحب تشخيصه للفقر وأسبابه، وأتفهم معظم حلوله المقترحة، دونما تعصب، فكيف تسنى لي أن أفهم مسار التاريخ والأفكار الدينية والعلمانية وأن ألحظ المشتركات الكثيرة الجامعة والتقاطع على المقاصد السامية الخيرة لخلاص الإنسان وسعادته، وتحقيق العدالة ومحاربة الظلم والبغي بغير الحق، ولم يلحظ ذلك كثير من كبار المؤدلجين في الإتجاهين؟!

أضاع الاتجاهان المتعاكسان الأهداف وشخصنوا التوجهات وخصصوها بقوميات بعينها، فالإسلام عربي أو عثماني، التشيع عراقي وإيراني، المسيحية أوربية، أما دور سورية في نشر المسيحية والسريان والآشور فبالكاد يذكر!، الرأسمالية غربية، الشيوعية روسية وشرقية، العلمانية فرنسية، الديموقراطية أمريكية!!، عجباً، وهل للأفكار أوطان؟!..

بالنسبة لغالبية الشيوعيين فقد علقوا بروسية تعلق السمكة بصائدها، حالهم كالعبد الأسير، لم يستطيعوا منها فكاكاً إلا قليلاً منهم نجوا بأفكارهم ونحوا منحى الحزب الشيوعي الفرنسي، أي تيار رياض الترك ومكتبه السياسي، أما الباقون، فغالبيتهم أغراهم الطُعم الموضوع لهم بذكاء فعلقوا كفإرانٍ غبيّة صغيرة في مصيدة موسكو الكبيرة عليهم، فأكلوا جُبنتها العفنة، ورضخوا وصاروا أدوات الكريملين، فإن رضيت روسيا رضوا وإن رفضت روسيا رفضوا، وإن تحالفت مع الجن الأزرق تحالفوا معه، إن تدخلت في شؤونهم قبلوا وإن تفاوضت تفاوضوا معها مُمْتنين سعداء بأن مسؤولاً روسياً في الخارجية يحاورهم أمام الكاميرا ويستعملهم!!، منتشين بدورٍ يعلمون مبتغاه، ويلأكل شعبهم السوري القذارة، لا بأس، فليمت الجسد وليبقى الرأس، أما الشيوعيون من غير السوريين في محيطهم الإقليمي، فيلعب غالبهم أيضاً أدواراً مرسومة، هذا يدير المشهد الثقافي والإعلامي لما يسمى المعارضة، وذاك يدعم حزب الله وآخر يتحول إلى عنصري يعادي اللاجئين السوريين، وآخر يرسل لروسيا مرتزقة ليدافع عن عظمتها ورسالتها المقدسة وليقضي على أداة الغرب الأوكرانية النازية الجديدة!!

حماقة المؤدلجين ونضالاتهم

بعد سقوط الإتحاد السوفيتي تشظى مشهدهم، ولم يتخلوا بعد عن أفكارهم المشوهة قيد أنملة، إنها حماقة المؤدلجين..

ماهذا الإستناج؟!..

لا تقل عن المؤدلجين أنهم حمقى..

حسناً بماذا تريدني أن أصفهم؟! هذا مثقف أمضى زهرة حياته في السجن لأنه يرفض الصلاة والصوم والدين السماوي، وآخر دخل معه كذلك في الحبس نفسه وقُتل من جماعته الكثير داخل السجن وخارجه لأنه يريد الحفاظ على صلاته وصومه وحجاب امرأته وطول لحيته؟! هل هذا نضال؟!، إن كان الجواب نعم، فماذا علي أن أفهم؟! إذاً فالمعركة المستعرة في بلدي هي بين من يصلي ويصوم ومن لا يريد أن يصلي ويصوم!! أهي كذلك؟!، كأنها كذلك، حسناً، ولأجل ذلك فليفشل كل سعيٍ للخلاص، وليتدخل من يتدخل وليُفشل كل شيء، سلمت يداه وطائراته وقذائفه، ولتبقى الخشية من ثورة السوريين واستعداؤها مستعراً، من سيأتي إن سقط بشار؟!، سيأتي الإسلاميون؟!، التكفيريون أهل السنة والجماعة؟!، الإخوان؟!، إذاً فلا وألف لا، العداء ثم العداء، نحاربها من طرف ونخترقها ونجهضها من طرف آخر، الثورة هذه حيلة ومؤامرة، هكذا طُبخت دعاية الذعر وتمت شيطنة الثورة، فاستجاب لكرهها الكثير، فمنهم من قاطعها منذ البداية، ومنهم من حاربها بفلذة كبده وزهرة شباب قومه، فلما تبين يتمها وحاجتها للإمداد العاجل، انقضَّ لاستغلال الظرف كثير من أولئك الدينيون، فرصة وهدية من اللادينيين قُدمت على طبق من ذهب، وبذلك خَفَت تأييدها من الكثير بعد أن كانوا قد أيدوها لحظة بدايتها بمنتهى الحماس، وجاء وحاربها من الخارج كثيرٌ وكثير..

آااه، لقد جف حلقي، وما شأن الخارج بنا؟!

لا تقبل الدول الأيديولوجية ثورة الحرية والكرامة مجردةً بأهدافها بدون أن تكون هي الرابحة بذلك الاستبدال، موسكو المافيوية أم الشيوعية والصين الرأسمالية أخت الشيوعية وإيران الدينية الشيعية عشيقة الشيوعية، وأمريكا التي باتت تحارب القاعدة وكانت بالأمس القريب تحارب الشيوعية، كل أولئك لا يقبلون، وفرنسا وبريطانيا دولتان إستعماريتان لا تريدان لنا الإزدهار والإطمئنان فلا تقبلان، وصنيعتهما إسرائيل لا تقبل، كيف وأنتم تناصرون الفلسطينيين وتدينون جرائم الإحتلال؟!، تخاف من السلام معنا وتستفيد من ضعفنا وشعارات المستبدين الفارغة، أما بالنسبة للفلسطينيين، فأيضاً لا تريد غالبية تنظيماتهم التغيير الديموقراطي لا لهم ولا لمحيطهم العربي الشقيق! وهذا الكلام ليس وقته الآن، ربما بعد القضاء على الاحتلال نتكلم.

ولا يزالون يصرخون… أين العرب؟!

العرب غرقوا في مستنقع قتل أحلامهم وإفشال ثوراتهم التي أشعلها شباب طامحون رائعون، فقلتم لهم لا للتغيير المجرد إلا بشروطنا المصلحية، ففي دعوة تغييركم هذه ريبٌ كثير وشكٌ مثير، نحن نريد دوام أخطاء آبائنا وتفصيل ثوب المستقبل على قياس الأمس، نحن لدينا قبلكم ثوراتنا الشيوعية والقومية والفلسطينية والإسلامية، لا نحتاج لثوراتٍ جديدة فيها شبهة ليبرالية أو أكثرية، نحن نحب النخبوية الفوقية وتعجبنا الأقلية، وتكفينا التحالفات الشرقية، وبالتالي، ليبقى رئيسكم الأبله فإنه يعجبنا ويكفينا، ولتموتوا أنتم، لتتذابحوا في طاحونة جنونٍ لا تتوقف، بنتيجتها عافت الكثير من الناس أرواحها وهاجرووووا، وتمزقت أفئدتهم وتفرقوووا، وتشرد الكثير في أسقاع الدنيا دون أن يفارقهم ولو في منامهم شعور الغربة والهرب والتيه في أيما أرض أقاموا فيها، فباتوا بلا وطنٍ حتى إن كانوا يقطنون داخله، يهرعون للهرب منه بجواز سفر أو بدونه، سُرق الشعب ونُهبت أملاكه، أُفقر الناس وجاعووووا، ومازال حالهم يزداد سوءاً دون قاعٍ للإنحدار، أين العدالة الإجتماعية أيها الإشتراكيون وأين الرحمة أيها الإسلاميون؟!، أوَ تظنون أنه بهكذا مآل سيرضى الله وكارل ماركس عليكم؟!، بِئس النخبة أنتم، أن تخشوا من خسارةٍ في صندوق انتخابات، كابوسٌ أن يربح خصمكم مرةً وينهي برلمان منتخب جدلكم السفسطائي العقيم، كرمى لتلك المشاحنة السرمدية، فليبقى التدهور مستمراً إلى الأبد، ولتبتعد أحلام الديموقراطية بعيداً؟!..

إن كل من روج لعدم الثقة بأبناء وطنه، وأشعل كل هذا الحقد وحرص على دوام الجحيم… آثم لعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى