العربي الآن

الجنوب السوري ينتفض ضد دولة المخدرات: سلسلة اغتيالات غامضة ضد تجار مخدرات الأسد

العربي القديم – خاص:

تصاعدت حدت الاستياء الشعبي في محافظة درعا من تجارة المخدرات التي يقودها نظام الأسد باعتبارها أحد مصادر تمويل عصاباته ومهربيه… ويقول وجهاء من أهالي حوران أنهم باتوا أكثر قلقًا بشأن سلامة عائلاتهم من خطر استهداف الجيل الشاب  بسبب إغراق المتاجرين بها لللسوق المحلية.

دعم أردني غير معلن!

المستويات المرتفعة لتعاطي المخدرات والإدمان تزامنت مع زيادة في الجرائم ذات الصلة، بما في ذلك السرقة والاختطاف والعنف المنزلي، في ظل تفام الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تخلفها أجواء الحرب التي تعيشها البلاد بفعل إجرام نظام الأسد وتحالفاته، والمليشيات التي أدخلها والتي تشاركه النشاط الإجرامي نفسه، كميلشيا حزب الله ذات التاريخ الطويل في الاتجار بالمخدرات، وبعض المليشيات العراقية المرتبطة بإيران التي تسير على النهج نفسه.

الجديد في معركة درعا مع المخدرات، هو قيام مقاتلي المعارضة السابقين الذين ثاروا ضد النظام لسنوات طويلة، بعمليات اغتيال لرؤس تجارة المخدرات الكبيرة في المحافظة… والتي تقول مصادر خاصة لـ”العربي القديم” أنها تجد دعما أردنيا غير معلن، ليس بسبب الصلة العشائرية بين الجنوب السوري وعشائر الأردن وحسب، ولكن أيضا بسبب كون الأردن المتضرر الإقليمي رقم واحد من اتجار نظام بشار الأسد وحلفائه بالمخدرات.

مخابرات الأسد: إجرام واتجار بالمخدرات

وفي الأسبوع الأخير من عام 2023 ، اغتيل أحد ضباط المخابرات العسكرية التابعة لنظام الأسد والمعروف بتورطه في تهريب المخدرات وتوزيعها.

ويقول الدكتور حايد حايد وهو زميل استشاري في (برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) في تقرير نشره معهد الشرق الأوسط إنه على الرغم من أن هذا الاغتيال ليس حدثاص معزولاً، فمنذ أوائل العام الماضي حدثت زيادة في الاغتيالات المرتبطة بالمخدرات ما يكشف عن تصميم متزايد داخل عشائر حوران على مكافحة تجارة المخدرات التي ترعاها حكومة الأسد. وقد دفع التأثير السلبي لهذا النشاط الذي يستهدف مستقبل وحياة أبنائهم إلى أخذ زمام الأمور بأيديهم.

وتفيد الأرقام أن ما بين 70 و150 شخصاً اغتيلوا العام الماضي في الجنوب السوري بسبب تورطهم في أنشطة متعلقة بالمخدرات، وتلفت المصادر إلى أن هذه الاغتيالات لم يشارك فيها نظام الأسد البتة، ما يفسر بالطبع القرار الأمريكي  الذي أقرّه الكونغرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب)، لوضع استراتيجية أميركية لوقف إنتاج المخدرات وتفكيك الشبكات المرتبطة بنظام بشار الأسد أواخر العام 2022

اغتيالات وإطلاق نار من مسافات قريبة

وتتنوع الهجمات في أسلوبها، بدءاً من استهداف التجار المتنقلين إلى دخول المساكن بالقوة وإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة. وبينما استهدفت الاغتيالات مدنيين ومقاتلين معارضين سابقين متورطين في تجارة المخدرات، يبدو أن غالبية الأهداف لها علاقات بالنظام السوري.

ووفقاً لمقاتل سابق في المعارضة، فقد شملت الأهداف عناصر مرتبطين بمختلف أجهزة مخابرات نظام الأسد والوحدات العسكرية، بما في ذلك الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد الذي قام شقيقه بشار العام الماضي بترفيعه إلى رتبة عميد.

وبحسب بحث أجرته منظمة إيتانا السورية حول سلاسل توريد المخدرات في جنوب سوريا، فإن ما يصل إلى 79 في المئة من إجمالي شبكة المخدرات في السويداء مرتبط بالاستخبارات العسكرية، مقارنة بـ 63 في المئة من إجمالي شبكة المخدرات في درعا.

القاسم نموذجاً

وكان مصطفى المسالمة، المعروف أيضاً باسم القاسم، والمرتبط بشعبة المخابرات العسكرية متورطاً بنشاط في تهريب المخدرات، وقد تم اغتياله  العام الماضي. كما أنه كان واحداً من 11 شخصاً فرضت عليهم كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة عقوبات في مارس 2023 لدورهم في تجارة المخدرات داخل سوريا وإلى دول الجوار.

ويبدو أن عمليات مكافحة المخدرات في درعا تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد استهداف الأفراد. وفي حادثة واحدة على الأقل، تم قصف منشأة مرتبطة بالمخدرات مرتبطة بالميليشيات المدعومة من إيران. وبحسب ما ورد تم استخدام الموقع القريب من قرية زيزون لتصنيع وتنسيق عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن والخليج، بثلاث قذائف صاروخية في وقت سابق من هذا العام.

تدمير شباب الثورة

ويهيمن الحشيش والكبتاغون والكريستال ميث على سوق المخدرات غير المشروعة، ويقال إن بعضها متاح بأسعار منخفضة للغاية، على غرار أسعار الوجبات الخفيفة.. وهو أمر يتعمد نظام الأسد وميليشا حزب الله توفيره بهدف تدمير الشباب في بيئة باتت معارضة لنظام الأسد رغم استعادة سيطرته شكليا عليها منذ العام 2018 بمساعدة قوات الاحتلال الروسي وتواطؤ دول عربية.

وشدّد أحد المعلمين المحليين على انتشار المخدرات على نطاق واسع، ليس فقط في الشوارع ولكن حتى داخل المدارس. ويشير هذا بقوة إلى اتباع نهج تسويقي قوي يستهدف المراهقين الضعفاء، بهدف تعزيز استهلاك المخدرات على نطاق واسع بالإضافة إلى إغرائهم ببيع المخدرات أو تهريبها.

التقارير تفيد أن بعض مقاتلي المعارضة السابقين الذين يعتبرون أنفسهم حماة للمجتمع، والذين تحالفوا شكليا مع النظام، وقفوا وراء عمليات الاغتيال التي هدفت إلى مكافحة المخدرات.

وعلى الرغم من تصاعد عمليات الاغتيالات المستهدفة، فمن غير المرجح كما يقول مراقبون أن تقضي على الأنشطة المرتبطة بالمخدرات المنتشرة في جنوب سوريا بسبب تبني نظام الأسد لها، بالاشتراك مع حزب الله، وبرغبة وتخطيط إيرانيين

زر الذهاب إلى الأعلى