
محمد المير إبراهيم – العربي القديم
أمشي على شعاع الشمس الأخير
مانعاً خطواتي من الصراخ
أين الصباح
في الشارع المزدحم
تطارد عيناي
زاوية ظل
شجرة أو قطرة ماء
شرفةٌ لبيتٍ بعيد
نخلة على شكل
شعرِ حبيبتي
أنخب أبعد الكراسي
أضيقُ الطاولاتِ
أوسعها إطلالةً
أستقرُ وحيداً
كالغَرير
يلعقُ فراءه
ويبكي
***
قالت:
اكتب عن الفرح،
في كتابٍ أبيض،
من شمع،
لقد أتعبتَ الليل،
أُتخمَ من كلماتك.
قلتُ:
أنا سعيدٌ، وأنا أبكي،
حين أَغرفُ من بئري
وأشربُ سنيني على مهل.
الفرحُ، ليس ابتسامة،
السعادةُ تكمن في لقمةِ خُبز،
في السُنبلةِ التي نبتت في حقلٍ منسيّ.
الفرح هو الحياة،
هو النبضُ المتواتر،
سَطري هو ابتهالٌ للحياة،
لله،
للدنيا والناس.
هو حزني، الذي ما زال حيًّا،
رغمًا عني، وعن الموت،
الذي غرقتُ فيه حتى أُذناي.
الفرح هو أنني حزين،
رغماً عن الصحراء،
التي ملكت عينيّ.
***
حدثني إذاً عن رغيف الخبز
قالتها بابتسامةِ تاجرٍ محنك
قلت
مادام هنالك
قمرٌ يتربع على عرش الليل
كآلهةِ الإغريق بحلتهم المهيبة
يتدرجُ في تمظهره المدروس
هلالاً ثم بدراً ثم خيال
مدينةٌ تزحفُ بأسرها
نحو دُخان المصانع
وعبواتِ القهوةِ الساخنة
والباردة
امرأةٌ تُضاجعُ زوجها
ليلاً
تضاجعه في الصباح
لتقطفَ إطراءً من حقول الحياة
بعد تسعة أشهر
أو رُبما سبع
نهرٌ يجري فقط
وأسماكه عالقةٌ في شباكه
مقبضُ سيف أخذ شكل
اليد التي حملته
فماتت
وشاعرٌ
أقام في بيت الكلمة
ونسي أحلامه
سأبقى فهداً بريّاً
حصاناً
وعلاً
حماراً وحشياً
ينظمُ الشعر
بكل عنفوان
بمحبة
وفرح صرف