مصر التي في خاطري: ما الذي يحدث في برّ مصر؟!
السؤال المر الآن: كيف تدفقت كل هذه الشتائم والسوقية والمنّ والأذى من أقلام وأصوات المصريين؟

ربيع الشعار- العربي القديم
أمّ الدنيا كما عرفها كلّ سوري وعربيّ على مدى القرن الماضي والتي أثّرت عبر قوتها الناعمة من فنون وآداب وصحافة وإعلام في وجدان الأمّة وأسلوب حياة الناس؟
من الذي أوصلها إلى هذا الدرك من الهشاشة لتستفزّها مجرد مقارنة بسيطة ومهذبة وصحيحة وواقعية مع دول عربية ساهمت هي كدولة وشعب في تأسيس نهضتها؟
لنحكي لكم الحكاية
فقد قارن الرئيس السوري أحمد الشرع في حديث صحافي بين دول السعودية وقطر والإمارات وبين مصر والعراق في مجال سرعة النمو ومواكبة ركب الدول الأسرع تطوراً، و كان كلامه غاية في التهذيب والواقعية وفجأة يأتي الردّ المصري بحملة إعلامية متوحشة لم يتورع كلّ من شارك بها بدءا من القامات الإعلامية رفيعة المستوى و انتهاء بأوباش مواقع التواصل ضدّ سوريا قيادة وشعبا عن استخدام أقذع الشتائم وأشنع العبارات وأفظع التهديدات والإساءات: وكأنّ قنبلة قد فجّرت أقنية الصرف الصحيّ في مصر فخرجت جميع الحشرات والهوام لتنتشر في الأجواء وتنشر معها السموم والأمراض!
هل كانت هناك جهات في مصر تنتظر مثل هذه اللحظة لتفتعل هذه الحرب الإعلامية ضد سوريا قيادة وشعباً؟
وهل هذه مصر التي في خاطرنا؟
فالرئيس السوري أحمد الشرع . الذي تربّى في بيت عروبي يعشق مصر و يعرف قيمتها و مكانتها . كان كلامه واضحا جدا و كل من يسمعه يعرف تماما بأنه لم يقصد الإساءة أو التقليل من شأن مصر دولة و قيادة و شعبا و إنما قال الحقيقة و وصّف الواقع : فلماذا هذه الهجمة الإعلامية الرسمية و الشعبية السوقية المصرية ضدّ سوريا ؟
وكيف تمّ التوافق بين رموز الإعلام المصري الرسمي وحثالات مواقع التواصل على بدء الهجوم على سوريا بالإساءة لقيادتها وإنهائه بتهديد السوريين المقيمين في مصر إقامة رسمية وقانونية… مثلهم مثل ملايين المصريين الوافدين في السعودية و قطر والإمارات و الأردن و إيطاليا واليونان والعراق سابقا . والتحريض عليهم والتهويل في أعدادهم، ووصفهم تارة باللاجئين (هذا غير صحيح طبعا رغم أن الدولة المصرية قبضت باسمهم المليارات من أوروبا وأمريكا ولم تصرف عليهم قرشا واحدا) وتارة بالعالة على الدولة المصرية وهم من يعملون و يستثمرون و يكدحون ويدفعون الضرائب ويفيدون المجتمع؟
السؤال المر الآن: كيف تدفقت كل هذه الشتائم والسوقية والمنّ والأذى من أقلام وأصوات المصريين؟
من الذي أوصل مصر إلى هذا الحضيض من الوضاعة والسفاهة في التعبير والجحود والأحقاد؟ وهي التي كانت بقوتها الناعمة تسيطر على الأمة وتعلمها حتى طريقة الكلام والحياة؟
سامحيني يا مصر: فأنت اليوم لستِ مصر التي في خاطري