جرائم التهجير والمصادرة والتسلط: من يمنع عودة أهل رأس العين إليها؟!
رودي حسو – العربي القديم
تتواصل معاناة النازحين من مدينة رأس العين / سري كانيه في محافظة الحسكة، حيث تكشف المعلومات عن ممارسات قمعية تحول دون عودتهم إلى منازلهم وممتلكاتهم .
وقد كشف مصدر لصحيفة “العربي القديم” عن عقبات تمنع النازحين من العودة لمناطقهم في سري كانيه / رأس العين، إذ تواصل السلطات الذاتية “PYD” ممارسة الضغط على أهالي مدينة رأس العين / سري كانيه في محافظة الحسكة من خلال منعهم من العودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم، بما في ذلك الأراضي الزراعية، على مدى السنوات الماضية.
اتهامات وتهديدات بالسجن
وفي وقت سابق، وجهت اتهامات لأولئك الذين يحاولون الوصول إلى المدينة بأنهم “خونة” وموالون للفصائل المسلحة والجيش التركي، مهددين إياهم بالسجن لمدة تصل إلى 9 أشهر في مراكز استخبارات الحزب. ويقول الناشط الكُردي “محمد أوسو”إن هذه الممارسات تأتي في سياق السيطرة على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.
وبالرغم من التهديدات شهدت المدينة هذا العام عودة مئات الأشخاص لتفقد منازلهم وممتلكاتهم في المدينة وريفها. وعاد أشخاص من مختلف مكونات المدينة: العرب، الكرد، المسيحيون، الجاجان، والأرمن. بعضهم استقر بالفعل في منازلهم وعلى أراضيهم الزراعية وفي القرى المحيطة.
تهريب بتكلفة عالية
وأوضح “الناشط” أن تكلفة العبور أو التهريب إلى مدينة سري كانيه / “رأس العين” تصل إلى حوالي 300 دولار أمريكي للشخص الواحد، ويتم العبور من خلال ثلاث نقاط تماس بين الفصائل المرتبطة بالجيش التركي وعناصر قسد.
وفي هذا الصدد نقلت مصادر أمنية لـ”العربي القديم” أن هذه العمليات تتم بالتنسيق بين أطراف مستفيدة من الجانبين. تظل الطرق المستخدمة محاطة بالسرية لأسباب أمنية.
واستدرك الناشط أن العديد من النازحين يلجأون إلى تهريب أنفسهم عبر الدراجات النارية من قرى تل تمر إلى رأس العين عبر نهر الخابور، كوسيلة لتجاوز نقاط التفتيش والسيطرة القائمة .
الدوافع الخفية لمنع العودة
تمنع السلطات المحلية عودة النازحين إلى ديارهم لأسباب متعددة .
من بين هذه الأسباب هو الاستفادة من الوضع القائم للحصول على الإغاثة والمساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية، بالإضافة إلى السرقات التي تتم عبر تلك المنظمات. كما يتم استغلال قضيتهم في المحافل الدولية لتحقيق مكاسب سياسية ومالية.
وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال العديد من العائلات تسعى للعودة إلى ديارها وأراضيها،وتعبر هذه الإجراءات عن رغبة قوية في استعادة الحياة الطبيعية في منطقة شهدت كثيراً من الاضطرابات .
يُشار أيضاً إلى أن المنطقة شهدت عملية مكثفة مشابهة منذُ سيطرة الجيش التركي مع الفصائل الموالية على منطقتي تل أبيض ورأس العين نهاية عام ٢٠١٩.”
كلمة أخيرة
تستقصي صحيفة “العربي القديم” الواقع الأليم الذي يعيشه هؤلاء النازحين نتيجة للإجراءات والسياسات المتبعة من قبل سلطات الأمرالواقع “.هذا التقرير يعكس الوضع الراهن وفقاً للمعلومات المتاحة حتى الآن بحسب مصادر”العربي القديم”. نرجو من القراء مشاركة آرائهم وتجاربهم في التعليقات، فمعًا يمكننا تسليط الضوء على هذه الأوضاع والعمل نحو حلول أفضل لجميع المتضررين.