مقامات أمريكية | الطعام المهاجر بين براثن النكهة الأمريكية
د. حسام عتال
تجربة المهاجرين في أمريكا مرتبطة بعمق بالطعام. القادمون الجدد، الذين انتقلوا هنا من كل أنحاء العالم، يطهون أطباقهم التقليدية في بيوتهم. وسرعان ما يفتحون مطاعمهم التي تقدم مطبخهم الأصلي، فيحذبون المهاجرين من نفس البلد، ثم ينتقلون في محاولة لغزو المجتمع الأوسع بطعامهم الشهي.
لكنه وللأسف معظم مطاعمهم تفشل بشكل مزرٍ، فالخطر الذي يتحمله أصحاب المطاعم من المهاجرين يأتي من حياتهم الهشة، ومحاولة العثور على الاستقرار من خلال صنع أطباق تساعدهم على الشعور بالارتباط بوطنهم. بعض الأمريكيين سيستسيغون مذاقها، لكن عدد الزوار ليس كافياً بالعموم لدعم المطاعم مادياً وتأمين استمراريته.
رغم ذلك تتفوق الروح الريادية الخاصة بالوافدين الجدد، وتصميمهم العنيد على النجاح. وبغض النظر عن مدى “أصالة” أطباقهم، فهولاء الطهاة الأمريكيون الجدد، يتكيفون مع بيئتهم الجديدة ويعدلون وصفاتهم لتناسبها. سواء كان ذلك بالتأقلم مع نقص بعض المكونات المحلية، أو تحسين الأطباق لجذب جمهور أوسع وأكثر تنوعاً، فإنهم يحولون التقاليد الأجنبية إلى مطابخ خاصة بأمريكا.
بعض هذه المطاعم تنجح لدرجة أنها تصبح سلسلة من المطاعم مثل Pizza Hut الإيطالي و Panda Express الصيني و chipotle المكسيكي. ثم، بعبقريتهم التجارية، يصدر الأمريكان هذه السلاسل حول العالم، وهكذا يأكل الناس طعامهم المهجن بنكهة أمريكية في بلادهم القديمة.
أنا ممتن لأنه ليس هناك مطعم عربي قد نجح في إنشاء سلسلة عالمية، لأني أريد أن أتناول طعاماً أصلياً غير مشوه. ومن حسن الحظ أن الوافدين السوريين إلى أمريكا وكندا، رغم معاناتهم الاقتصادية، ما زلوا يقدمون أفضل وألذ أنواع الطعام في كل زاوية من زوايا البلد.