من غولدا مائير إلى المنتحر نتنياهو غريق «طوفان القدس»
بقلم: الباحث محمد بسام شوكت كبارة
بسم الله بدأ طوفان نوح وغرق مشركو قوم نوح.
بسم الله بدأ طوفان طودا البحر وغرق فرعون وقومه.
وبسم الله بدأ طوفان القدس وسيغرق نتنياهو وقومه.
دنّست الأرض المقدّسة القدس في فلسطين حيث احتلّت حديثا عام ١٩٦٧ وفي 21 أغسطس/ آب من عام ١٩٦٩ قام الأسترالي الصهيوني (دنيس روهن) بإشعال النيران في الجامع القبلي أحد مصليات المسجد الأقصى؛ حيث أتى الحريق على منبر صلاح الدين الأيوبي ومنبر زكريا ومسجد عمر وتضررت ثلاثة من أروقة الجامع، وسقف الجهة الشرقية له، وبعد حرق المسجد الأقصى قالت غولدا مائير رئيسة وزراء العدو الإسرائيلي آنذاك:
”لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجا من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم الثاني علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده”. (من مذكراتها)
ثم شهد المسجد الأقصى بعد ذلك محاولات عديدة من مجموعات استيطانية لتنفيذ مجازر فيه أو لتفجير قبة الصخرة، وفي أكتوبر عام ١٩٩٠ صعد المتطرفين اليهود وبدأوا الاستعداد لوضع حجر الأساس لبناء هيكل سليمان الثالث أي صرح سليمان داخل المسجد الأقصى، ولم يكن آخر الانتهاكات مذبحة الأقصى الثانية في 25 سبتمبر ١٩٩٦ عندما أعلن فتح نفق في ومحيط المسجد الأقصى حيث استشهد 63 فلسطينيا.
أن شرارة الانتفاضة اندلعت في سنة 2000 بعد اقتحام أرئيل شارون المغضوب عليه للمسجد الأقصى. والمنعطف الأخطر هو في عام 2015 هو أشرس محاولة إسرائيلية لفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى. باختصار وصل الصراع الديني لبناء هيكل سليمان إلى أوجه عندما وجد اليهود ضالتهم في البقرة الحمراء للتضحية بها على مذبح هيكل سليمان الذي اعتبر جاهزا للتركيب قبل نهاية عام 2023.
إذاً بعد استيقاظ غولدا مائير ليلة 22/٨/1969 نام الزعماء العرب إلى الآن بعد أن تم استبعاد مزايا حرب ١٩٧٣ وهبّت في 16/10/2023 غزوة طوفان القدس على يد المرابطين من غزة وأهل الرباط في القدس وفلسطين وان شاء الله بقية الدول العربية من مصر والأردن ولبنان وسوريا وإيران أو على الأقل هذا ما نأمله.
ذلك أن تأكّد غولدا مائير عام ١٩٦٩ أنه باستطاعتها وإن اليهود الصهاينة قادرون أن يفعلوا أي شيء يريدونه… قد ولّى إلى غير رجعة…
فالتضحيات ستكون كبيرة وهي تضحية بالأرواح الفلسطينية والعربية دفاعا عن مقدساتهم وتضحيات بالحجر والشجر. لان ما نواجهه هو مكر شيطاني بشري شرس لا يؤمن أحد معه، ولا ذمة تردعهم ولا قوانين دولية ولا حقوق إنسان توقفهم. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
ولن يستطيع نتنياهو أن يعيد عجلة الزمن إلى عام ألف وتسعمئة وتسعة وستين، فنحن على مفترق طرق نحو تحقيق العلامات الكبرى للوعد الحق من ملحمة الإسكندرية وخروجي صاحبي مصر وصحابي مصر وظهور المهدي المنتظر والسفياني إلى آخره.. إذ أن عباد الله، أهل الرباط المجاهدين، عزموا أن يكونوا عباد الله مع من يشدّ أزرهم من مصر والأردن ولبنان وسوريا وحتى أفغانستان وجوارها عندما يؤون أوان الانتصار وتحقق وعد الآخرة المشار إليه في سورة الإسراء.
لقد فشل نتنياهو عن تنفيذ وعوده الخاصة للحاخامات اليهود وكبيرهم على وجه الخصوص بالإسراع في بناء هيكل سليمان فهل ينتحر سياسيا أو فعليا وهل سيكون آخر رئيس وزراء إسرائيل الكبرى؟
وأخيرا لقد شوّه الإعلام الغربي هدف انتفاضة وغزوات طوفان القدس إلى عنوان يثير الاشمئزاز وهو حرب إسرائيل وغزةً حتى ينسى الغرب ان الصراع هو بين الفلسطينيين أصحاب الحق بأرضهم والعرب إجمالاً وبين اليهود والصهيونية مغتصبي ومحتلي أرض فلسطين وإن البُعد الديني سوف يسيطر على نتائج هذه الحرب وهذه الغزوة.
كما شوّه وزير الدفاع الإسرائيلي الحق بالدفاع حيث نعت الفلسطينيين أنهم حيوانات بشرية!! إننا نشمئز ونستهجن هذا التطرف الأرعن، ونجيب عن هذه العبارة التي تنمّ عن بُعدين صهيوني خبيث وروح عنصرية بغيضة، وسيتلقّى درسا لن ينساه على امتهانه وعنصريته بإذن الله، وزاد الطين بلّة زعم جو بايدن رئيس أميركا ان غزوة طوفان القدس شر مطلق!! وتناسيا أنه من قتل الأطفال الرضع والحوامل والشيوخ ودمّر الحرث والنسل هم المستوطنون الصهاينة منذ عام 1936 وحتى عام ١٩٤٨ وما بعده، إنهم شياطين بشرية إنهم يمنعون الطعام والشراب والكهرباء والمساعدات عن أهالي غزة رغم أنهم يعتبرونهم – مع إدانتنا لهذا النعت -حيوانات فهل حقوق الحيوان على أقل تقدير تسمح بمثل هذه الأعمال!! فما بالنا أنه في مدينة الأبطال غزة مليونا نسمة يعتبرون أنهم عباد الله محتلون من قبل اليهود الصهاينة، أي من دولة إسرائيل المزعومة، وًيخضعون لاتفاقيات جنيف لحماية المدنيين؟ وهم ليسوا إلّا مطالبين بحقوقهم تحت ظل الاحتلال ومطالبهم هي في عودتهم إلى أراضيهم وإزالة الاحتلال الصهيوني عن أراضيهم في فلسطين، والحفاظ على مقدساتهم الإسلامية المتمثلة في المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله والكنائس المسيحية ومهد المسيح الرسول النبي.
لقد تناسيا بايدن ووزير حرب العدو كما تناسى الغربيون إجمالا ورؤساء أوروبا ومن يسمّون ويؤلفون حلف الأطلسي أو الناتو الذين أصدروا بيانا بدعم الكيان الصهيوني الغاصب. نسوا أنهم هم من أبادوا الملايين في حروبهم واحتلالاتهم العبثية في العراق وسوريا وافغانستان،وجرائمهم الجرثومية وفيروساتهم التي صنعوها بوسم كوفيد 19 وغيرها، واقتلاعهم وقتلهم ملايين الهنود الحمر في أميركا والأفارقة.
وأيضا في آسيا من الهنود والصينيين والكوريين واليابانيين والفيتناميين… إلى آخره والذي يجب محاكمتهم عن هذه الجرائم الموصوفة أمام محكمة العدل الدولية والمحاكم الجنائية الدولية، على ما اقترفوه في حق تلك الشعوب من نهب ثرواتهم وإفقارهم. إن القوة العظمى والكبرى التي تسمّى والتي أشير إليها في القرآن الكريم بأنه ربما تكون عاد الثانية هي التي سوف تأتي عليها ريح صرصر عاتية لا تبقي ولا تذر، والريح الصرصار العاتية تعني القوة الكامنة والتى سوف تدمر الصروح الضالة والظالمة والظالمين من أهاليهم الذين استغلوا وسرقوا الشعوب ودمروا الحرث والنسل.
الله سبحانه وتعالى يمهل الذين ظلموا والكافرين بنعم الله، وسيعلمون أن الله لا يهمل عقابهم لا في الدنيا ولا في الآخرة، فانتظروا صاعقة عاد الثانية بإذن الله تعالى.
_________________________________
** المصدر: جريدة (اللواء) الطرابلسية.