توفيق الحلاق يتذكر نبيل المالح في ذكرى رحيله الثامنة
العربي القديم – متابعات ومشاهدات
تذكر الإعلامي والمذيع المخضرم توفيق الحلاق، صديقه المخرج السينمائي البارز نبيل المالح، الذي رحل عن عالمنا في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير عام 2016، ودفن في دبي بعيدا عن مسقط رأسه دمشق.
ونشر توفيق الحلاق المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، على صفحته الشخصية على (فيسبوك) التي تحظى بمتابعة واسعة، نصاً هاماً عن ذكرياته مع نبيل المالح، الذي كان أحد المخرجين البارزين الذين صاغوا هوية ما للسينما السورية، فقال:
“اليوم فقط وبعد أن قرر الفرار من كوكب الأرض اكتشفت أن نبيل المالح من مواليد 1936 . لايمكنك أن تقدر عمر مخرج الأفلام الطويلة التي شغلت مساحة مهمة من تاريخ السينما السورية وفراغا مهما من تاريخ السينما العربية الجادة نبيل المالح . لأنه وطوال عمره لم يك يمشي !! بل هو دائم العدو مسرعا كما الفرس قبل أن يبدأ السباق . كان نبيل يتسابق مع نفسه في بيئة سينمائية قاتلة للإبداع”.
وتابع الإعلامي المخضرم يكشف، من خلال ذكريات مشتركة، تفاصيل الحرب التي كان يتعرض لها نبيل المالح وما يمثله من قيم ثقافية وسينمائية وفنية رفيعة، فقال:
” في آخر مهرجان للسينما في دمشق لم يك في الصف الأمامي سوى سيدة اشتهرت بالإغراء اسمها هيفاء وهبي . سألت عن المخرجين الأوائل الذين صنعوا السينما السورية وفي مقدمهم نبيل المالح ، وجاء الجواب مرا كطعم العلقم : لقد أصر مدير مؤسسة السينما على أن تكون هيفاء وهبي نجمة المهرجان فاعتذر المخرجون عن الحضور. ابتسم نبيل أمام دهشتي ونظر إلى اللاشيء وقال: جاي ع بالي فنجان قهوة وسيجارة في غرفتك. كثيراما التقينا على عجل في مبنى التلفزيون ، قال لي ردا على شوقي له: توفيق المشكلة أننا نلتقي طوال الوقت بأناس لا نحبهم وقليلا بمن نحبهم. بين الحين والحين كان ضيفي مع ثلة من المبدعين في بيتنا حيث نسهر ونحكي ونسخر. سخر ذات مرة في مهرجان للسينما أيضا وبحضور لفيف من المخرجين والممثلين العرب والأجانب في كلمة ألقاها باللغة الإنكليزية من سياسة السينما العالمية التي قليلا ما كانت حاملة لرسائل السلام والمحبة والقضايا الجوهرية، ويومها فقط علمت أن نبيلاً كان مدرسا لمادتي الإخراج السينمائي والسيناريو في جامعتين هامتين من ولايتي تكساس وكاليفورنيا في أمريكا. آخر مرة سمعت فيها صوته الدافئ كانت قبل حوالي عام ونصف [من رحيله]. كان في نيويورك وكنت في لوس انجلس. دعوته فقال: تعال أنت إلى دبي هنيك كل الشباب والصبايا الطيبين، وبصوت يشبه الحشرجة: ماعاد عنا وطن يا توفيق . كنت أتابع أخباره المقلقة من خلال ما يكتبه عنه صديقه الأثير المخرج السينمائي المبدع مأمون البني . لكنني ماتوقعت لحظة رحيله المفاجئ . كتبت له: نبيل سوف تنهض من جديد وتعدو، أعرف أنك لاتطيق الجلوس طويلاً . وهكذا كان ، فقد نهض وصفق بجناحيه وطار إلى السماء لينعم بالحرية بعدما صارت الأرض إلى سجنٍ لايطاق”.
وختم الأستاذ الحلاق بمعلومات مكثفة عن الراحل نبيل المالح، جاء فيها:
- الميلاد 28 أيلول 1938دمشق (سوريا) الوفاة 24 شباط 2016دبي
- أهم أفلامه : الفهد، الكومبارس، رجال تحت الشمس .
- الجوائز: جائزة لجنة التحكيم مهرجان دمشق السينمائي الدولي لسينما الشباب عن فيلم الفهد عام 1972
- جائزة أحسن إخراج في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم الكومبارس عام 1979
- أحسن سيناريو مهرجان فالنسيا عن فيلم الكومبارس.