الكنيسة المسيحية واستحقاق ما بعد الأسد
لم يفعل قادة المؤسسة عبر خمسين عاماً أي شيء للحيلولة دون هجرة المسيحيين، على العكس كانوا في مرات كثيرة المشجع عليها بمنحهم أوراق كنسية مزورة.
سيلفا كورية – العربي القديم
في أيلول ٢٠١١ كنت مع المجموعة التي أطلقت بيان: “مسيحيون سوريون مناصرون للثورة” نستنكر فيه تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي ودفاعه عن نظام الأسد، بعدها بعدة أشهر كنت شاهدة على قيام مجموعة من النشطاء بجمع تواقيع وشهادات حية من معتقلين مسيحيين تمت صياغتها في رسالة سلمناها باليد للسفير البابوي في لبنان. كانت الأصوات المسيحية تؤكد دوما على أننا جزء لا يتجزأ من النسيج السوري، مطالبين بتحييد الكنيسة عن اللعبة السياسية.
في الوقت الذي لم توفر فيه القيادات الكنسية أي جهد لدعم الأسد في معركته ضد الشعب، طُرد الراهب اليسوعي باولو من سوريا بقرار الكنيسة، ومُنعت جنازة الشاب باسل شحادة بقرار الكنيسة، ولبس المطران لوقا الخوري البدلة تحت أنظار جميع قادة الكنيسة.
البطريرك غريغوريوس لحام اعتبر الرئيس المسلم بشار الأسد كان ولايزال حاملا للواء السيد المسيح على كتفيه. من دير الشروبيم الأثري في صيدنايا انطلقت القذائف على رؤوس أهالي الزبداني ورنكوس، وكانت سيدة القصر الهاربة ترسل رسائلها السياسية للعالم من داخل كنيسة محاطة بالراهبات وهي تضيء شمعة، بعد أن تطمئن أن البراميل والطيران مهدوا الأرض للفسيفساء الأسدية المتجانسة.
كانت الكنائس تشيع جنازات العساكر والضباط مسبوقة بصور بشار الأسد وكانت عظات الأحد تدعو له بالنصر.
باختصار… قادة المؤسسة الدينية كانوا شركاء لما وصلت إليه البلاد. وإن لم يكونوا فاعلين فقد كانوا سنيدة بشار الأسد، بجبنهم وخوفهم أمام أصغر عنصر أمن، أو بإرادتهم واستفادتهم وارتزاقهم.
لم يفعل قادة المؤسسة عبر خمسين عاماً أي شيء للحيلولة دون هجرة المسيحيين، على العكس كانوا في مرات كثيرة المشجع عليها بمنحهم أوراق كنسية مزورة. وسحق نظام الأسد أي مبادرة لتنظيم المجتمع وقتل في السوريين نخبهم وأبرز قادة المؤسسة الدينية من المسيحيين والمسلمين بتنوع مذاهبهم.
في صبيحة الثامن من كانون الاول/ ديسمبر 2024، فتح كثير من المسيحيين أعينهم على استحقاق أن تاريخ وجودهم في هذه البلاد يعود إلى ما قبل عام ١٩٧٠. لم يذهبوا مع الرئيس الهارب إلى منفاه الأبدي.. لن تحمهم روسيا إذا!
الصورة ما بعد الأسد
أسبوع مر والخوف الكبير يسيطر على الأجواء المسيحية.. والقادة الدينيون لم يتبق لهم إلا رسائل طمأنه صوتية يرسلونها عبر الهواتف (اطمئنوا اخوتي.. نحن بخير)
تقول رسائلهم المسجلة بأن الشباب المسلحين طيبون وبأن لا أحد سيتدخل بشعائرنا وحريتنا وعاداتنا. بالمناسبة هم ذات المسلحين الذين قاتلتهم الدولة لم يتغيروا عبر ١٤ عاما بل ازدادت ذقونهم طولآ
قبل ١٤ عاما اتهمت الأصوات المسيحية المعارضة بالعرعرة والإرهاب والتصهين ونبذنا من كنائسنا ومجتمعنا وباعونا للأفرع الأمنية لذات الرسائل التي لم يرد سماعها أحد.
اليوم.. لم ولن يجد قادة الكنيسة أي حرج بالجلوس وتصدير الصور معهم كما كانوا من قبل… فهم جاهزون دوما لاقتناص المشهد.
صار بالضرورة على الشباب المسيحي أن يبدأ بثورته على قادة الكنيسة وأن يطالبهم الالتزام بدورهم الديني، وأن يغلقوا أبواب كنائسهم عليهم وأن يتركوا للشعب أن يخرج من القطيع، ويتعرف على الآخر المختلف بعيدا عن سلطتهم..على الآباء الذين فقدوا أبنائهم لأجل رئيس هارب ترك جنوده يموتون للحظة الأخيرة… أن يسألون كهنتهم لماذا دنستم جنازات أولادنا واهتديتموه دمهم… وعلى النخب الوطنية أن تظهر وتقود مستقبل أبنائها… نحن كنا ولازلنا وسنبقى ورقة بأيدي الاكليروس إن لم نعي أننا ننتمي إلى هذه الأرض، لنا حقوق كمواطنين متساويين لا كمكونات دينية وأثنية متناحرة،
المخاض لم ينته بعد، والبناء لم يبدأ ومازال طريق مشروع بناء الدولة المنشودة طويلا فلنكن شركاء حقيقيين.
من اجل زيادة نشاط الموقع ، و من بعد كتابته عى الفيسبوك سأعيده هنا :
لندع قسم كبير من المغالطات الواردة في هذا المقال جانبا ، نذهب الى الشخصي : ما ضرورة كل حدا حكي و كتب مقال يكون رأيو جامع و صحيح و موثوق، ربما هذا الرأي ناتج عن عِقد و أوهام 🤗🌹
حرية الضمير والكلام لا حدود لها بأدبيات غير الأدبيات الأخلاقية.
شرف المسيحية يفرض علينا قول الحقيقة وتنظيف أوساخ النظام الأسدي والميليشيا الصفويّة من وسط كنائس المشرق العريقة
شكرا لهذه السيدة على مقالتها