العربي الآن

فيديو تمثيلي مضلل يستغله أنصار إسرائيل للافتراء على الفلسطينيين

العربي القديم – إ.ف.ب

استغل أنصار إسرائيل في الغرب، وبعض الحسابات على منصة (إكس) لمسؤولين إسرائيليين، مقطع فيديو تمثيلي متداول، لاتهام الفلسطينيين بأنهم يمثلون مشاهد القتل والموت لتضليل الرأي العام العالمي.

ويظهر في الفيديو طفلة جالسة على فراش متحرك شبيه بذلك الخاص بعمليات الإنقاذ، وشخصان يضعان لها مستحضرات لتبدو أنها مصابة.

وجاء في التعليقات المرافقة على حساب (أوفير جندلمان), المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم العربي. “نفضح الأكاذيب الفلسطينية: الغزيّون يحاولون تضليل الرأي العام العالمي والعربي ووسائل الإعلام من خلال فبركة إصابات في صفوف الأطفال والمدنيين بغزة.. شاهدوا كيف يوضع الميك آب على الطفلة التي لم تصب بإذى وكيف يتم تقديم العلاج لمدنيين لم يتعرضوا لأي أذى أمام الكاميرات”.

وقد حظي هذا الفيديو، الذي تمتنع (العربي القديم) عن إعادة نشره أو نشر أي رابط له، بمئات المشاركات وآلاف التعليقات على صفحات مسؤولين إسرائيليين في فيسبوك ومنصة أكس، وعلى صفحات بلغات أخرى حول العالم منها الإنكليزية والفرنسية والتايلاندية والإسبانية، في الوقت الذي تحصد فيه العمليات العسكريّة الإسرائيلية في غزّة حياة آلاف الفلسطينيين، بعد أن تجاوز عددالقتلى من الأطفال فقط الأربعة آلاف وخمسمائة طفل، كما تسبّبت بدمار  واسع النطاق وعير مسبوق في القطاع المكتظ والمُحاصر.

مشهد تمثيلي لفيلم لبناني

وقد أظهر البحث عن أصول  الفيديو عبر محركات البحث، من قبل وكالة فرانس برس، أنه منشور على موقع إنستغرام في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على صفحة مخرج يدعى محمود رمزي.

وفي حديث لصحافيي خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة (فرانس برس) الفرنسية، قال المخرج الفلسطيني المقيم في لبنان محمود رمزي إنه صوّر هذه المشاهد في 27 تشرين الأول/ أكتوبر في المدينة الصناعية في صيدا في جنوب لبنان. وأطلق محمود رمزي على فيلمه القصير اسم “الحقيقة”، والهدف منه “تسليط الضوء على الحقيقة التي يتجاهلها العالم”، كما يقول.

المخرج مستاء!

أعرب المخرج الفلسطيني الذي يحمل دبلوم دراسات عليا في الإخراج عن استيائه من تداول مقاطع من فيلمه القصير في سياق مضلّل يُشكك بمعاناة الفلسطينيين، بعكس ما كان الهدف منه. وقال إنه يستعدّ لتصوير فيلم جديد لمواصلة إلقاء الضوء على ما يجري في قطاع غزّة.

وتقول الحصيلة غير النهائية التي أصدرتها الجمعة وزارة الصحّة التابعة لحماس في غزّة إن عدد القتلى في القطاع وصل إلى 11078 من بينهم أكثر من 4506 أطفال. لكن أصواتاً غربيّة تشكّك في الحصيلة التي تقدّمها وزارة الصحّة في غزّة، على غرار الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال أثناء زيارة تضامنيّة لإسرائيل في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنه “لا يثق بالحصيلة الفلسطينية”. وقال للصحافيين في البيت الأبيض “ليست لديّ أدنى فكرة عمّا إن كان الفلسطينيون يقولون الحقيقة بشأن عدد الأشخاص الذين يُقتلون”. متابعاً: “أنا متأكد بأنّ هناك أبرياء فقدوا أرواحهم، لكن هذا هو ثمن خوض الحرب”.

زر الذهاب إلى الأعلى