تكنولوجيا واقتصاد

سوريون ينافسون البضائع الإيرانية في أسواق العراق... وسلالهم الأنيقة تجذب العراقيين

العربي القديم- متابعات

في مدينة (الكوت) العراقية الواقعة على ضفاف دجلة، على بعد حوالي 180 كم2 جنوب العاصمة بغداد، ينتشر  باعة المكسّرات، والفواكه المجففة. السوريون في أسواق المدينة، وهم يحملون سلالهم التقليدية الممتلئة باللوز المحمّص، والزبيب والتين المجفف، والتي تلفت أنظار الزبائن وأبناء المدينة.

يقول أبو حيدر الشامي، وهو أحد الباعة المنتشرين هناك: “جئنا إلى مدينة الكوت طلباً للعيش، وهناك إقبال جيد على شراء بضاعتنا، من المكسرات السورية التي نطلبها من تجّار الشام الذين تربطنا بهم علاقات قديمة، وتصلنا البضائع خلال أيام عبر شركات النقل”.

ويوضح في حديثه إلى أحد المواقع المحلية: “نسكن في فندق بساحة العامل وسط المدينة، ونعمل من العصر، وحتى المساء،  لأن درجات الحرارة في النهار مرتفعة جداً. بضاعتنا طازجة، بدرجة ممتازة، وعملنا متقن 100%، ما جعلنا نكسب الزبائن في الكوت سريعاً”

أبو حيدر الشامي وصل إلى هنا، منذ حوالي الشهر، وترك التعامل مع العراقيين انطباعاً طيباً لديه، عبّر عنه بالقول: “الواسطيون طيبون، وشديدو الترحاب، تعوّدنا على أسلوب الحياة هنا، بعد شهر من وصولنا إلى المدينة. نبيع منتجاتنا عبر التجوال في أسواق المدينة، ومطاعمها ومقاهيها، ونمتلك القدرة الكافية على الترويج، وإقناع الزبائن بشراء بضاعتنا”.

ومع انتشار الباعة السوريين، والسمعة الطيبة التي حصدتها بضاعتهم، تقول نور نجم، من أهالي الكوت: “أصبحنا في الأسابيع الأخيرة نبحث عن الباعة السوريين في شارع الهورة، وكورنيش السدة، طلباً للوز المحمص والمكسرات، فهم لا يستقرون في مكان. جميع منتجاتهم طازجة ولذيذة، وهي أفضل من نظيرتها الإيرانية، كما أن اللهجة السورية جميلة، وتُغري الناس لشراء المكسرات”.

وكان باعة المكسرات، والفواكه المجففة السوريون قد انتشروا في مدن أخرى في العراق، في الآونة الأخيرة، منها مدينة (البصرة) في الجنوب العراقي، وكما هنا في الكوت، تمكّن السوريون من منافسة الباعة الإيرانيين، وقال محمد أبو فتحي لشبكة 964 العراقية: “أحضرت من ريف الشام  أطيب أنواع المكسرات، لبيعها في أسواق البصرة، وأنا أبيع بضاعتي على الماشي، إذ لا يوجد لدينا بسطة، أو محل لعرض بضاعتنا، لكن رغم ذلك، فالعمل متاح للكل في البصرة، بفضل حُسن تعاملها مع الغرباء، والمكان مناسب للجميع، والدخل وفير الحمد لله”.

وتشهد سوريا حالة من الانهيار الاقتصادي، الذي تفاقم منذ إعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية في أيار/مايو من العام الجاري، حيث انهار سعر صرف الليرة السورية، ووصل إلى ما يزيد عن (15) ألف ليرة سورية مقابل الدولار. ويبحث السوريون عن منافذ للعيش في أسواق الدول المجاورة، أو عن الهجرة واللجوء، في ظلّ تفشي الفساد الحكومي في بلادهم، وانسداد أفق الحلّ السياسي، بعد مكافأة النظام على جرائمه، بالتطبيع السياسي معه عربياً.

زر الذهاب إلى الأعلى