الصحافة العالمية

دير شبيغيل تكشف: لماذا أصبح البطيخ رمزا للاحتجاج الفلسطيني؟

بقلم سابرينا نول– ترجمة: وسنان الأعسر

إنهم يلوحون بالأعلام ويرفعون اللافتات، وغالباً ما تُلاحظ صور البطيخ في المسيرات المؤيدة لفلسطين. فماذا يعني هذا؟ ولماذا تم تسييس البطيخ؟

البطيخ، فاكهة كروية شهية، ذات قشر أخضر، ولب أحمر وأبيض، وبذور سوداء. الأخضر، الأحمر، الأبيض، الأسود؟ نعم إنهاألوان العلم الفلسطيني. تفسير بسيط لسبب رؤية البطيخ مرارا وتكرارا في المظاهرات الحالية المؤيدة للفلسطينيين في برلين والمدن الألمانية الأخرى. ولكن ماذا وراء ذلك؟

بادئ ذي بدء، البطيخ منتشر في كل مكان في الشرق الأوسط. يُزرع البطيخ في كل مكان، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة. بعد حرب الأيام الستة عام 1967، عندما فاجأت إسرائيل جيرانها مصر وسوريا والأردن وسيطرت على الضفة الغربية وقطاع غزة، واستولت على القدس الشرقية، إلى جانب أهداف أخرى، حظرت الحكومة [الإسرائيلية] رفع العلم الفلسطيني في الأراضي المحتلة. ولم يكن الحظر ساري المفعول دائمًا منذ ذلك الحين، لكن البطيخ ما زال هو السائد – خاصة منذ أن أمر اليميني المتطرف (إيتمار بن غافير)، وزير الأمن العام، في يناير 2023 بحظر رفع الأعلام الفلسطينية في الأماكن العامة في إسرائيل. وكرمز للمقاومة، وجد البطيخ طريقه إلى الفن على القمصان والملصقات وفي المظاهرات. وبالطبع هناك أيضاً رموز تعبيرية للبطيخ على مواقع التواصل الإلكتروني.

رموز البطيخ في مسيرة في برلين صورة:ماجا هيتيج / جيتي إيماجيس

منذ الهجوم على إسرائيل، نظمت عدة مسيرات مؤيدة للفلسطينيين في برلين ومدن أخرى، حيث هتف بعض المتظاهرين لمنظمة حماس الإرهابية. تصاعدت الاحتجاجات مراراً وتكراراً، وحظرت الشرطة عدة مظاهرات، وألقيت زجاجات المولوتوف على كنيس يهودي في برلين.

ومساء الثلاثاء، أثار صاروخ أصاب المستشفى المعمداني الأهلي في غزة  غضبا واسعاً، خاصة في الدول العربية والإسلامية. وقد اتهمت السلطة الصحية الفلسطينية التي تسيطر عليها منظمة حماس، إسرائيل مباشرة بالمسؤولية عن ذلك، لكن إسرائيل رفضت ذلك وألقت باللوم على صاروخ، قالت إنه سقط من منظمة الجهاد الإسلامي الإرهابية باعتباره السبب.

العلم الأوكراني على تمثال البطيخ بالقرب من خيرسون الصورة: يوري تيني / جلوبال إيماجيس أوكرانيا

وبالمناسبة، فإن الصراع في الشرق الأوسط ليس المناسبة الوحيدة التي تم فيها تسييس البطيخ. وعندما تقدم الأوكرانيون أكثر فأكثر نحو العاصمة الإقليمية خيرسون في نوفمبر 2022 بعد الانسحاب الروسي شمال غرب نهر الدنيبر، أصبح يُنظر إلى البطيخ بشكل متزايد على أنه رمز للنصر . تم استخدام الرموز التعبيرية للبطيخ على أعلى المستويات الحكومية، كما تم أيضاً مشاركة صورة تظهر العلم الأوكراني على مجسّم ضخم للبطيخ على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، وتشتهر منطقة خيرسون أيضاٍ بالبطيخ اللذيذ بشكل خاص.

زر الذهاب إلى الأعلى