العربي الآن

ماهر الأسد: قد آن موعد الرحيل

العربي القديم – طارق قاسم

عادة، يحيط نفسه بالغموض الذي يخفي ملامح شخصيته المأزومة، تتكفّل الصور التي يُصدرها تباعاً إلى العلن، بإظهار نزواته المضطربة، وتعكس الحالة النفسية التي يعيشها. تأتي حرب تموز التي تعطيه الفرصة، بالوقوف على طرف الصورة المتشحة بالسواد، تجمعه مع الرئيس السوري، وحسن نصر الله في تواضع منه، وتعدّل الفيديو المسرب الذي يظهره واقفاً على جثث معتقلي صيدنايا عام 2004. صوره الفردية المنتشرة بكثافة يقف فيها مشبكاً يديه، ورافعاً رأسه بوجه متجهم تفصح عن الكراهية، واللؤم الذي يعتمل في نفسه، صور لا تجد لها مكاناً إلا على خلفيات التكاسي الصفراء، والميكروباصات البيضاء، في تنبيه يومي إلى ضرورة عبادة الثالوث المقدس الجديد.

تنشب الحرب، وتندلع الانتفاضة، وتتأجّج الاضطرابات، يخاف ويجبن، إشاعات تنتشر بكثافة غير معهودة تعمّم داخلياً، وتُسوَّق خارجياً عن الإصابة المزعومة في قدميه، بانفجار خلية الأزمة، وذهابه إلى روسيا للعلاج.

يُصاب أثناء العلاج الافتراضي، باختلاطات العلاج، فيلجأ إلى شحن معنويات عصابته، ورفع مستوى التحدّي الدولي بأغنية مزلزلة مطلعها: “اسمع كلمة يا أوباما ماهر بعدو بالبيجاما”. يعاود الظهور مع أهل المَغنى والطرب، جورج وسوف، في تحول لافت يهدف إلى تصويره بمشهد الدعة والسكون والسلم، إلا أن الانزياح الكبير يبدأ مع ورود الأخبار بترفيعه إلى رتبة لواء ركن، فيختار حيواناً مميزاً: “النمس”، يداه إلى الأسفل، ونظرات خجولة، وابتسامة حقيقية تعكس شخصية الحيوان الذي اختار الوقوف إلى جانبه.

يشعر بالاطمئنان بعد اتفاق 2018، الخال العرّاب محمد مخلوف يموت، وأسماء الأخرس مشغولة في تصفية تركته، ورامي في تحوله النهائي إلى واحد من أصحاب الكرامات، يستجدي ابن عمته الذي لم يعره اهتماماً يوماً، في ظل وجود العرّاب؛ تبدو الفرصة النهائية سانحة، لا تعوض، فيتوسع في تجارته الأحبّ إلى قلبه: المخدرات الصناعية، تصنيعاً وتجارة داخلية، وتصديراً خارجياً.

تتوالى فصول المهزلة، ويضجّ العالم أسره بأسكوبار الجديد المنفلت من عقاله، تتوالى الإدانات والمطالبات للرئيس السوري، بضرورة التوقف، فيشعر بقوة لم يألفها بقدرته على فعل ما يريد، ونسبة النتائج إلى شقيقه.

البنتاغون غاضب، يتحرك الكونغرس، ويصدر قانون الكبتاجون، ملحقاً بميزانية وزارة الدفاع الإجراءات نفسها، عند صدور قانون قيصر. قد قضي الأمر، لكنْ أبو البيجامات يزداد تعنتاً! كيف يتخلى عن تجارته التي تدرّ عليه هذا القدر الهائل من الأموال؟! تظهر المعارضة لأسماء الأخرس، (مجد جدعان) صاحبة معركة السكاكين المشهورة، تحذرها وتتوعدها من الاقتراب، والمسّ بقائد فرقة الدبكة الرابعة الذي تيتّم، بعد موت “العقربة”، وشكلت العائلة مجلساً شرعياً يتولّى إدارة أعمال هذا المعتوه، وتبييض الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات الصناعية.

يناكفه فراس طلاس قبل أيام، ويهيئه ويعدّه للجلوس مع العارف بالله، صاحب الكرامات آية الله رامي مخلوف، فيشعر بدنو أجله، واقتراب نهايته، فيجول حزيناً، مودعاً أترابه في جلبة الأناشيد المرافقة للفيديو: قد آن موعد الرحيل.

زر الذهاب إلى الأعلى