الهروب الكبير: فرار أحمد الريحاوي وعلاء فرحات يثير ابتهاج السوريين
العربي القديم – خاص:
فوجئ متابعو وسائل التواصل الاجتماعي مساء أمس الخميس، بنشر رئيس تحرير قناة (أورينت) التي ودعت الساحة الإعلامية قبل أسابيع وأغلقت أبوابها، بنشر صورة له مع المذيع أحمد الريحاوي على أحد شواطئ اليونان مرفقة بتعليق: “قشق.. تم الهروب من تركيا”. وتفيد كلمة kaçak معنى الهروب باللغة التركية. الأمر الذي رآه بعضهم نوعاً من السخرية والاستفزاز.
وغادر الإعلاميان السوريان الممنوعان من مغادرة الأراضي التركية، عن طريق طرق التهريب الذي يكلف عادة آلاف الدولارات، بعد أن صدر بحقهما حكم غيابي بالسجن ستة سنوات وشهر على خلفية مشادة جرت في برنامج (تفاصيل) في شهر آذار / مارس الماضي، انتهت بطرد المحلل التركي أوكتاي يلماز من الإستوديو، وتقديم شكوى بحقهما.
ورغم أن الحكم الصادر الذي اتهمها بنشر أخبار كاذبة، والتحريض على الجمهورية التركية بسبب تناولهما لتجاوزات الجندرما التركية بحق السوريين، كان قابلاً للطعن، فإن إجراءات الاستئناف الطويلة وغير المضمونة النتائج، إضافة إلى إغلاق أورينت التي كان يعمل بها فرحات وريحاوي أبوابها وتسريح موظفيها وغياب صوتها الذي كان يمكن أن يساند قضيتهما؛ جعل من بقائهما في تركيا محفوفاً بالمخاطر ومرارة الانتظار الطويل الذي تستغرقه إجراءات المحاكم عادة.
ووجدت صور الريحاوي وفرحات تفاعلاً كبيراً وابتهاجاً في أوساط السوريين على السوشال ميديا، الذين أعادوا نشرها بكثافة، وتمنوا للزميلين الهاربين التوفيق والسلامة، في ظل انزعاج عميق من الممارسات العنصرية تجاه السوريين في تركيا، إلا أن رئيس جمعية الإعلاميين العرب التركي جلال ديمير كتب معبراً عن امتعاضه ورفضه ما أسماه “الاستهزاء” في منشور لم يسم فيه الزميلين الهاربين فقال:
“من الطبيعي أن يغادر أي شخص تركيا بأي طريق كان. هذا اختياره. ولكن من المعيب أن يستهزئ ببلد عاش فيها لما يقارب العشر سنوات. موقفنا أصبح محرجاً أمام من كنا نتشاجر ونتنازع معهم لأجل وجود وحفظ حقوق هؤلاء. بالنتيجة جميعنا نعلم أن تركيا بلد قانون ولا أحد فوق القانون، وبإمكان تركيا اللجوء للإنتربول لملاحقة المطلوبين لديها”.
وحسب خبير قانوني فإن الإنتربول الدولي لا ولاية له على قضايا الرأي والاتهامات والأحكام السياسية، وقضايا المشادات في البرامج التلفزيونية، وإنما يختص بالقضايا والجرائم الجنائية من قتل وسرقة ونشاط عصابات المافيا.
ويمتلك علاء فرحات حق الإقامة الدائمة في السويد، حيث حصل على اللجوء هو وعائلته منذ سنوات، في حين سيكون أمام المذيع أحمد الريحاوي التقديم على طلب لجوء في إحدى الدول الأوربية، في حال لم يعد إلى مقر إقامته السابق في دولة الإمارات العربية المتحدة.