شنوا حروباً أو أتوا بعد أزمات كبرى: أسوأ 10 رؤساء أميركيين في التاريخ
خاص – ترجمة وإعداد: العربي القديم
لقد تعاقب على الولايات المتحدة الأميركية 46 رئيساً حتى الآن، لكل منهم إنجازاته وإخفاقاته. يحظى بعض الرؤساء بالإعجاب والاحترام على نطاق واسع، بينما يتعرض البعض الآخر للانتقاد والإدانة. لكن من هم أسوأ الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة؟ وكيف نقيس أداءهم وإرثهم؟ وما هي العوامل التي يجب أن نأخذها في الاعتبار عند تصنيفها؟
قد يكون لدى المؤرخين والخبراء المختلفين آراء ومعايير مختلفة. ومع ذلك، فإن هناك بعض العوامل المشتركة التي غالباً ما تستخدم لتقييم الرؤساء هي مهاراتهم القيادية، وتأثيرهم على الاقتصاد، وسياستهم الخارجية، واحترامهم للدستور وسيادة القانون، وتعاملهم مع الأزمات والحروب، ورؤيتهم وابتكارهم، وأخلاقهم ونزاهتهم.
وبناء على هذه العوامل، إليك قائمة بأسوأ 10 رؤساء أميركيين في التاريخ، بحسب بعض المصادر والاستطلاعات. لاحظ أن هذه القائمة ليس المقصود منها أن تكون نهائية أو شاملة، بل هي ملخص لبعض الانتقادات والخلافات الأكثر شيوعاً التي واجهها هؤلاء الرؤساء.
10. أندرو جونسون “Andrew Johnson” (1865-1869)
أصبح أندرو جونسون رئيساً بعد اغتيال أبراهام لنكولن، وكان أمامه مهمة صعبة تتمثل في الإشراف على عصر إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية. ومع ذلك، فقد فشل في حماية حقوق ومصالح الأميركيين من أصل إفريقي المحررين حديثاً، وفَضَّلَ بدلاً من ذلك الولايات الكونفدرالية السابقة وقادتها. وقد اعترض على العديد من مشاريع القوانين التي تهدف إلى توفير الحقوق المدنية والفرص الاقتصادية للعبيد السابقين، مثل مكتب الأحرار وقانون الحقوق المدنية لعام 1866. كما عارض التعديل الرابع عشر، الذي منح الجنسية والحماية المتساوية لجميع الأشخاص المولودين أو المتجنسين في الولايات المتحدة. كما اشتبك مع الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، والذي حاول الحد من سلطته وعزله لانتهاكه قانون مدة تولي المنصب. إضافة على ذلك فقد أفلت من الإدانة بفارق صوت واحد في مجلس الشيوخ، لكن رئاسته كانت ضعيفة للغاية وغير فعالة.
9. هربرت هوفر “Herbert Hoover” (1929-1933)
كان هربرت هوفر رئيساً خلال بداية أزمة الكساد الكبير، وهي أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ الولايات المتحدة. وقد أُلْقِيَ اللوم عليه لفشله في منع أو تخفيف انهيار سوق الأوراق المالية والنظام المصرفي والإنتاج الصناعي. كان يَعْتَقِدُ أن الكساد كان نكسة مؤقتة، وأن الحكومة لا ينبغي أن تتدخل كثيراً في الاقتصاد. واعتمد على التعاون الطوعي من الشركات والجمعيات الخيرية بدلاً من تقديم الإغاثة المباشرة أو التحفيز لملايين الأميركيين العاطلين عن العمل والفقراء. كما أيد قانون تعريفة سموت-هاولي، الذي رفع الرسوم الجمركية على آلاف السلع المستوردة وأشعل شرارة حرب تجارية أدت إلى تفاقم الكساد العالمي. خسر انتخابات عام 1932 أمام فرانكلين روزفلت، الذي نفذ برامج الصفقة الجديدة التي ساعدت الأمة على التعافي من الكساد.
8. جيمس بوكانان “James Buchanan” (1857-1861)
كان جيمس بوكانان رئيساً في السنوات التي سبقت الحرب الأهلية، وهي الصراع الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة. وقد اتُهم بأنه غير حاسم وغير فعال في التعامل مع التوترات والصراعات الطائفية المتزايدة حول العبودية وحقوق الدول والتوسع الإقليمي. كما أيد قرار دريد سكوت “Dred Scott” المثير للجدل، والذي قضى بأن الأميركيين من أصل إفريقي ليسوا مواطنين وأن الكونغرس ليس لديه سلطة حظر العبودية في المناطق. كما فشل أيضاً في منع انفصال سبع ولايات جنوبية، والتي شكلت الولايات الكونفدرالية الأميركية في عام 1861. ولم يتخذ أي إجراء للحفاظ على الاتحاد، وبدلاً من ذلك ادعى أنه ليس لديه سلطة دستورية للقيام بذلك. ترك منصبه والأمة على شفا الحرب، وخلفه أبراهام لنكولن، الذي كان عليه مواجهة التحدي المتمثل في استعادة الاتحاد.
7. ريتشارد نيكسون “Richard Nixon” (1969-1974)
كان ريتشارد نيكسون الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي استقال من منصبه، وذلك بسبب فضيحة ووترغيت (Watergate scandal) التي كشفت تورطه في أنشطة غير قانونية وغير أخلاقية. واتهم بأنه أمر باقتحام مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية في مجمع ووترغيت، ومن ثم التستر على الجريمة وعرقلة التحقيق. كما أساء استخدام سلطته باستخدام مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية ومصلحة الضرائب وغيرها من الوكالات لمضايقة خصومه السياسيين ومنتقديه وناشطيه والتجسس عليهم. لقد كذب على الجمهور والكونغرس، وتحدى مذكرات الاستدعاء والأوامر الصادرة عن المحاكم والمدعي الخاص. وقد واجه اتهامات بعرقلة سير العدالة، وإساءة استخدام السلطة، وازدراء الكونغرس، لكنه استقال قبل أن يتمكن مجلس النواب من التصويت عليها. تم العفو عنه لاحقًا من قبل خليفته، جيرالد فورد، لكن سمعته وإرثه شوهتا بسبب الفضيحة.
6. وارن جي هاردينج “Warren G. Harding” (1921-1923)
كان وارن جي هاردينج رئيساً خلال السنوات الأولى من العشرينيات الصاخبة، وهي فترة النمو الاقتصادي والتغيير الاجتماعي. ومع ذلك، فقد تورط أيضاً في العديد من الفضائح وقضايا الفساد التي شابت إدارته. قام بتعيين أصدقائه وحلفائه السياسيين في مناصب رئيسية، وكان الكثير منهم غير أكفاء أو غير صادقين. ولم يكن على علم أو غير مبال بأفعالهم السيئة، مثل قبول الرشاوى واختلاس الأموال وبيع الخدمات الحكومية. وكانت الفضيحة الأكثر شهرة هي فضيحة إبريق الشاي، والتي تضمنت التأجير السري لاحتياطيات النفط البحري لشركات خاصة مقابل رشاوى. كما كان لديه العديد من العلاقات خارج نطاق الزواج، وأنجب طفلاً غير شرعي من إحدى عشيقاته. توفي بنوبة قلبية عام 1923، قبل الكشف عن حجم الفضائح.
5. فرانكلين بيرس “Franklin Pierce” (1853-1857)
كان فرانكلين بيرس رئيساً خلال فترة مضطربة أخرى في تاريخ الولايات المتحدة، حيث كانت الأمة منقسمة حول قضية العبودية وتوسعها في المناطق الجديدة. لقد أيد قانون كانساس-نبراسكا (Kansas-Nebraska Act)، الذي ألغى تسوية ميسوري وسمح للمستوطنين في المناطق أن يقرروا ما إذا كانوا سيسمحون بالعبودية أم لا. وأدى ذلك إلى اشتباكات عنيفة وإراقة دماء بين الفصائل المؤيدة للعبودية والمناهضة للعبودية، المعروفة باسم “كنساس النازفة” “Bleeding Kansas”. كما قام أيضاً بتطبيق قانون العبيد الهارب، الذي يقضي بإعادة العبيد الهاربين إلى أصحابهم، حتى في الولايات الحرة. كما حاول الحصول على كوبا من إسبانيا، حيث كانت العبودية لا تزال قانونية، ودعم بيان أوستند (Ostend Manifesto) الذي هدد بالحرب إذا رفضت إسبانيا بيع الجزيرة. لقد أدى إلى نفور العديد من الشماليين ومؤيدي مناهضة العبودية، وخسر ترشيح حزبه لولاية ثانية.
4. أندرو جاكسون “Andrew Jackson” (1829-1837)
كان أندرو جاكسون رئيساً شعبياً ومؤثراً، دافع عن قضية الرجل العادي وقام بتوسيع دور وسلطة السلطة التنفيذية. ومع ذلك، كان أيضاً شخصية مثيرة للجدل ومثيرة للانقسام، حيث تحدى الدستور والمحكمة العليا، واتبع سياسات أضرت بالأميركيين الأصليين، والبنك الوطني، وحقوق الولايات. وقع على قانون إزالة الهنود، الذي سمح بالترحيل القسري لآلاف الأميركيين الأصليين من أراضي أجدادهم إلى غرب نهر المسيسيبي. وأدى ذلك إلى “درب الدموع” (Trail of Tears)، وهي سلسلة من المسيرات الوحشية والمميتة التي أسفرت عن مقتل الآلاف من الأميركيين الأصليين. كما استخدم حق النقض ضد إعادة هيكلة البنك الثاني للولايات المتحدة، والذي اعتبره مؤسسة فاسدة ونخبوية. قام بسحب الأموال الفيدرالية من البنك وأودعها في بنوك الولاية، مما أدى إلى التضخم والذعر عام 1837. كما واجه أزمة الإلغاء، عندما هددت ولاية كارولينا الجنوبية بالانفصال عن الاتحاد بسبب قانون التعريفة الجمركية الذي اعتبروه غير عادل. رد بتمرير مشروع قانون القوة، الذي سمح باستخدام القوة العسكرية لفرض القوانين الفيدرالية في الولاية.
3. جورج دبليو بوش “George W. Bush” (2001-2009)
كان جورج دبليو بوش رئيساً خلال هجمات 11 سبتمبر، والحرب على الإرهاب، والركود الكبير، وهي الأحداث الثلاثة الكبرى التي شكلت القرن الحادي والعشرين. وقد تعرض لانتقادات بسبب استجابته لهذه التحديات، فضلاً عن سياساته الداخلية والخارجية. وقام بغزو أفغانستان والعراق، بهدف الإطاحة بنظام طالبان وصدام حسين، والقضاء على أسلحة الدمار الشامل والتهديدات الإرهابية. ومع ذلك، كانت الحروب مكلفة، وطويلة، وغير شعبية، ولم يتم العثور على أسلحة الدمار الشامل. كما سمح باستخدام التعذيب والتنصت على المكالمات الهاتفية دون إذن قضائي، مما ينتهك حقوق الإنسان والحريات المدنية للمعتقلين والمواطنين. كما واجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، والتي اندلعت بسبب أزمة الرهن العقاري وانهيار سوق الإسكان. وقع على برنامج إغاثة الأصول المتعثرة (TARP)، الذي أنقذ البنوك والمؤسسات المالية، ولكن كان يُنظر إليه على أنه خدمة لوول ستريت وعبء على دافعي الضرائب.
2. جيمس ك. بولك “James K. Polk” (1845-1849)
كان جيمس ك. بولك رئيساً أثناء الحرب المكسيكية الأميركية، التي أسفرت عن ضم منطقة كبيرة تضم الآن ولايات كاليفورنيا، ونيفادا، ويوتا، وأريزونا، ونيو مكسيكو، وكولورادو، ووايومنغ. لقد كان من أشد المدافعين عن المصير الواضح (Manifest Destiny)، وهو الاعتقاد بأن الولايات المتحدة لديها حق وواجب إلهي في التوسع عبر القارة. فقد أثار الحرب مع المكسيك بإرسال قوات إلى المنطقة الحدودية المتنازع عليها، وبرفض عرض المكسيك بالتفاوض. كما خفض التعريفات الجمركية، وأعاد تأسيس نظام الخزانة المستقل، واستحوذ على ولاية أوريغون من بريطانيا. لقد حقق كل أهدافه الكبرى، ولكن بتكلفة باهظة. وكانت الحرب مع المكسيك غير شعبية، ومكلفة، ودموية، وزادت من التوترات الطائفية حول العبودية وحقوق الولايات. كما أنه أرهق نفسه وتوفي بعد وقت قصير من ترك منصبه.
1. دونالد ترامب “Donald Trump” (2017-2021)
كان دونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعين والأكثر إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة. تم عزله مرتين، ومنع من استخدام منصات التواصل الاجتماعي، واتُهم بالتحريض على التمرد العنيف في مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير 2021. كما تعرض لانتقادات بسبب تعامله مع جائحة كوفيد-19، الذي أودى بحياة أكثر من 400 ألف أميركي وأصاب أكثر من 20 مليوناً آخرين. كما سحب الولايات المتحدة من العديد من الاتفاقيات والمنظمات الدولية، مثل اتفاق باريس للمناخ، والاتفاق النووي الإيراني، ومنظمة الصحة العالمية، والشراكة عبر المحيط الهادئ. وفرض الرسوم الجمركية والحروب التجارية على عدة دول، بما في ذلك الصين وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي. كما واجه مزاعم بالتواطؤ مع روسيا، وعرقلة العدالة، وإساءة استخدام السلطة، والاحتيال الضريبي، وسوء السلوك الجنسي، والمحسوبية. وخسر انتخابات 2020 أمام جو بايدن، لكنه رفض التنازل وادعى أن الانتخابات مزورة ومسروقة. ورفع عشرات الدعاوى القضائية وضغط على مسؤولي الدولة لإلغاء النتائج، لكنه فشل في تقديم أي دليل على انتشار الاحتيال أو المخالفات. كما رفض التعاون مع العملية الانتقالية، ولم يحضر حفل تنصيب بايدن. وقد تمت إدانته على نطاق واسع لدوره في تقويض الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في الولايات المتحدة.