قصد السبيل | السوريون وزراعة الأشواك!
بقلم: د. علاء الدين آل رشي
ما من إنسان، قل أو كثر نصيبه من الذكاء، إلا ويحكمه «منطق ما» فيما يقدم عليه أو يتخذه من قرارات أو مواقف في شئونه الخاصة، أو فيما يوكل أو يعهد إليه في الشأن العام، انحصر هذا الشأن في داخل «الوطن»، أو اقتحم ساحة أو غمار العلاقات الدولية وموازينها بالغة الدقة والتركيب والتعقيد!
هذا الخاطر يلح على المراقب لشئون الناس، أو سياسات الدول، حينما ينبو أو يشتط موقف أو قرار عن معتاد ما يراه الناس أو غالبية الأفراد والحكومات… ويكون خاطر التساؤل أكثر إلحاحاً حين ينتسب القرار أو الموقف إلى من يحوز قضية عادلة ومظلومية غير منكورة وقاعدة المعلومات الواسعة التي توفر رؤية عريضة وفهماً عميقاً يعدو معهما غريباً أن تخطئه أو تخرج عنه المواقف والسياسات!
هذا التوارد استدعاه ويستدعيه تلاحق الأحداث وردود الأفعال بعد قرار الكثير من السوريين التحول إلى جزء من عيدان المحرقة وتطوع فريق لا بأس فيه إلى بيادق مأمورة وبنادق مأجورة ومع ذلك فليس رد الفعل أو حماقة البعض هي – بالذات ! – الداعية لهذه الخواطر!! فرغم الجموح والحماقة والتبجح، يستطيع المراقب المحلل أن يفهم أن للموقف غير السليم من بعض السوريين منطقا ما !! وهو منطق ما» – بغض النظر عما نراه ويراه العالم وتراه وتقرره المنظمات الدولية التي ارتضاها العالم، لأن هذا المنطق ( المغلوط ) !! – يتسق مع المأرب والمخطط العالمي الذي بات من الغفلة أن يخطئ العالم رصد أنه قام على زراعة العداء» داخل السوريين لا السلام، لأن هذا العداء – لا السلام ! – هو الذي يجلب من تريد القوى الكبرى جلبه لزيادة المأساة.
البعض حوّل ثورته إلى خفة عقل، والآخر دينه إلى مشكلة، والبعض القومية إلى جدار عازل..
إصرار على زراعة الاشواك بشتى الأشكال والسبل..
متى يتوقف هذا المشهد وتداعياته؟
المأمول صحوة ضمير ويقظة عقل وإرادة نخبوبة تتجاوز فكرة الممول وتخلص لربها وشعبها وترفض ممالأة الشعوب المحتقنة.
لابد من مد جسور التصالح بين السوريين وفتح منافذ الحقيقة والحوار الصريح.
المطلوب إيقاف زراعة الأشواك باسم العلمانية أو الثورة أو الدين أو القومية، وتوجيه الجهود نحو استعادة نسيج سوريا والحوار، وتحفيز الوعي بين المكونات وتشجيعهم على التعاون والتضامن من أجل بناء سوريا التي ينبغي أن تكون.