فيلم (أن تكون إيفيغينيا): عيون تسع نساء سوريات في تجربة ممسرحة
أحمد صلال- العربي القديم
قبل اعتلاء المسرح، يجب على مجموعة من الشابات السوريات اللاتي يمثلن في عمل مسرحي وثائقي، أن يكشفن عن إرث النظام الأبوي في تربيتهن – كل ذلك بينما يصنعن حياتهن من جديد في ألمانيا ويدخلن إلى عالمهن الخاص.
تم اختيار تسع شابات سوريات، تتراوح أعمارهن بين 20 و27 عامًا، واستقرن مؤخرًا في ألمانيا. تم اختيارهن من بين العديد من الآخريات لخوض تجربة الأداء التمثيلي لأول مرة على خشبة المسرح، في تعديل معاصر للمأساة اليونانية (إيفيغينيا)، من تأليف يوربيدس، في سياق ما يعرف باسم “المسرح الوثائقي”.
بناءً على التقاطعات النسيجية بين مصير إيفيغينيا وكل تجربة معيشية خاصة بها، يتم إنشاء العرض خلال ورش عمل وتدريبات مكثفة مع المخرج عمر أبو سعدة والكاتب المسرحي محمد العطار وكل واحدة من هؤلاء الشابات. وبمجرد صعودهن على خشبة المسرح، سيكتشفن أن سبب مغادرتهن لسوريا لم يكن الحرب فقط.
فيلم “أن تصبح إيفيغينيا” قصة تسع شابات سوريات لجأن إلى ألمانيا هربًا من الحرب، وبالنسبة للبعض من مجتمع بلدهن. تأتي هؤلاء النساء من خلفيات وبيئات اجتماعية مختلفة في سوريا، وقد تم جمعهن معاً على مسرح فولكسبونه في برلين ليمثلن في نسخة حديثة من مسرحية (إيفيغينيا) ليوربيديس، أعدها الكاتب المسرحي محمد العطار وأخرجها عمر أبو سعدة.
بفضل قدرتها على الوصول إلى هذه الفرقة من الممثلات غير المحترفات، تقوم ريم الغزي بتصوير التحضيرات والبروفات والمناقشات والعرض الأول للمسرحية، لتقدم لنا فيلماً وثائقياً، ولكن أيضاُ حياة هؤلاء النساء في ألمانيا خارج المسرح. وبينما يقضون المزيد والمزيد من الوقت معاُ، تكتشف النساء أنه على الرغم من سعيهن للهروب من الألم والموت، إلا أنهن في الواقع يحملهن معهم أينما ذهبن. هل يمكنهم الهروب من الماضي والأسرة والمجتمع وأنفسهم؟
ويسبق عرض فيلم “أن تصبح إيفيغنيا” سلسلة من الأفلام القصيرة للمخرجة الغزي،
ريم الغزي فنانة ومخرجة أفلام وثائقية سورية من مواليد دمشق. تقوم بإخراج وإنتاج العديد من الأفلام الوثائقية القصيرة منفردة وجماعية. فازت هذه الأفلام بجوائز في مهرجاني الدار البيضاء والإسكندرية السينمائيين الدوليين، وعُرضت في سينما الحقيقة بباريس وفي مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي. كما نشرت الغزي العديد من النصوص والمقالات في الصحف العربية. في عام 2010، أسست مختبر “قصص الأفلام”، حيث قدمت ورش عمل في صناعة الأفلام الوثائقية في جميع أنحاء سوريا. “أن تصبح إيفيغينيا” هو أول فيلم روائي طويل لها. فازت المخرجة بجائزة سميرة الخليل في آذار/ مارس 2023 في باريس، تقديراً “لعملها السينمائي وشجاعة
توجهاتها الفنية وتأثيرها في المجتمع وتفانيها في رواية ذاكرة السوريين غير المرئيين”.