الرقة تحت حكم قسد: ظواهر مستهجنة وسرقات متفشية... والأهالي يكشفون المستور!
العربي القديم | أسامة الخلف: الرقة
تشهد مدينة الرقة خلال السنوات الثلاث الماضية انتشار ظواهر طارئة لم يعتد سكانها المحليون وجودها في حياة الرقة منذ قرون.
وعرفت المنطقة بسكانها المحافظين ذوي الطابع العشائري المحافظ والبنية المجتمعية المتماسكة، انخفاض معدل الجريمة وشبه انعدامها خلال عقود مضت. وما بعد العام ٢٠١٢ وانطلاق الحراك السلمي والثورة السورية، كانت الرقة سباقة لاستقبال المهجرين والوافدين إليها من المحافظات السورية التي قمعتها آلة الحرب للنظام السوري، وأطلق بعض الناشطين على الرقة حينها “فندق الثورة السورية”.
من سلطة إلى أخرى
وتتوالى السنون وتخرج المحافظة الشرقية عن سيطرة نظام الأسد، ومابعدها حقبة الفصائل العسكرية التابعة للجيش الحر، ومابعدها داعش، حتى يستقر بها المقام منذ العام ٢٠١٧ وسيطرة قسد على مفاصل الحياة المدنية والأمنية والعسكرية بعد خروج تنظيم الدولة الإسلامية إبان حملة “غضب الفرات”.
تضم الرقة حاليا ٥٨ مخيما عشوائيا للنازحين من المدن والمناطق السورية الأخرى، وكثافة سكانية قاربت ال٩٠٠ ألف نسمة، يعيش غالبيتهم في فقر مدقع نتيجة قلة فرص العمل وانتشار مظاهر المخدرات وتجارتها، والهجرة من سكانها الأصليين، وغياب برامج الدعم والإغاثة من قبل المنظمات الدولية .
وانتشرت في الآونة الأخيرة وتعددت حوادث السرقة وشبكاتها بشكل لافت، حتى بات السكان المحليون يعانون منها، خاصة السطو على المحلات التجارية والمنازل وسرقة أي شيء من مصاغ وأدوات منزلية، بل وحتى سيارات وموبايلات.
سرقات متسلسلة للمنزل الواحد!
وشهد مساء الجمعة حدوث ثلاث سرقات بعد منتصف الليل طالت حي الكراجات في مركز مدينة الرقة، واستهدفت منزلين ومستودعاً للألبان .
وبحسب شهود عيان من الرقة فقد تم سرقة منزل يعود للصيدلاني “و أ” في منطقة الكراج، ومنزل د “ح ح” ومستودع للألبان يعود ل”ع ح “،في ظل تزايد معدلات السرقة والسطو في أحياء وأسواق المدينة.
يقول الصيدلاني ” و أ ” الذي يقطن في منطقة الكراجات:
تعرض منزلي للسطو من قبل ثلاث أشخاص شوهدوا وهم يخرجون مطمأنين من مدخل البناء الذي يتوسط المحلات التجارية، وذلك بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من قبل حارس أحد المحلات، وبسبب عدم وجود كاميرات مراقبة في المنطقة، لم نتمكن من تحديد هوية الفاعلين.
يتابع: عدت لمنزلي بعد الساعة الواحدة، ووضعت “الموبايل” تحت فراشي ،وحين استيقظت صباحا أبلغتني زوجتي بأن المنزل قد تعرض للسرقة، مع خلع خزانة وإفراغ محتوياتها من مصاغ ونقود وجهازي “الموبايل “تحت فراشي.
سلطات الأمن: أحضروا الدليل معكم!
ويبدو أن سلطات قسد تريد من السكان المتضررين حين يشتكون أن يأتوا بالدليل معهم، ولهذا حين سألنا الصيدلاني عن تقديم شكوى عند الأمن الداخلي، قال: ” بالنسبة لهم لا تجدي الشكوى دون دليل أو تصوير أو اشتباه بالفاعلين خاصة وأن عدة حوادث سرقة حدثت سابقاً حيث يسجن اللصوص لأيام قليلة ثم يطلق سراحهم”.
بالمقابل نشرت سيدة على إحدى مواقع التواصل الإجتماعي “شاهد عيان ” مساء أمس السبت عن تعرض منزلها للسرقة من قبل أشخاص معروفين، وقالت:
” لصوص دخلوا على منزل بجانب الجامع القديم لا يوجد فيه إلا أرمله وابنتها، وقاموا بسرقة جوالات وعندما انتبه أصحاب البيت والجيران تم ملاحقة الحرامية وتم القبض عليهم، وبمرور دورية للأمن القسم الشرقي تم اعتقال اللصوص، وهم معروفون من قبل سكان الحي لكن بعد نصف ساعه تم الإفراج عنهم، بدعوى عدم اكتمال الأدلة”.
وعندما توصل بعض أهالي الحي إلى منزل اللصوص وذهبوا إليه قال اللصوص: “ادفعوا ٣٠٠ الف ليرة لتستعيدوالجوالات”.
موبايلات ولابتوبات وأسطوانات غاز!
وتشهد مدينة الرقة مؤخرا انتشار ظواهر السرقة وتعاطي المخدرات وعمالة الأطفال والنساء،وهو ما يقض مضجع السكان المحليين مع انتشار وتزايد المشاجرات والعنف والقتل والخطف.
وزعم المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في لندن، أنه رصد في مدينة الرقة، تعدد أنماط السرقة خاصة من المنازل في أحياء “سيف الدولة، الكراجات، نزلة شحادة، الفردوس، الثكنة ” أغلبها كان يستهدف محتويات المنزل “موبايلات، لابتوب، أسطوانة غاز، ونقود “.