أسئلة عن شعره وفكره التعميمي..اللا جدلي: ماذا يبقى من أدونيس؟
حسان عزت – العربي القديم
الجدل الفكري يهرب منه ولا يجلس في ندوة مع مفكرين آخرين لمناقشة ما يطرح. لا محل لأدونيس شعرياً أمام جماهيرية شعر نزار ودرويش والسياب.. لماذا؟
ظاهرة شعوبية يمينية
مكررة في التاريخ ضد العرب وتاريخهم يقودها الشعوبي المعاصر. كل من يختلف مع أدونيس فكراً أو شعراً ليس جديرأ بعدائه ولا صداقته فهو سطحي غير ذكي.. لايجيد قراءة أدونيس العالي الصعب الذي لا يفهمه ويملك جدارة ذلك إلا مُشايعوه وأنصار فئويته وباطنيته..
أقول.. أروني نقاشاً أو جدلاً حول شعر أدونيس.. أدونيس الشاعر غير مقروء وغير متداول ليس لأنه صعب وغامض وسحري وجدلي.. بل لأنه منقطع عن حراك وروح جدليات فن وفانتازيا الثقافة والحضارة العربية.
وليد الغيرة والعزلة
عدو أدونيس شعرياً، عَلَمان شعريان كبيران يضمان تياري جدل الشعر العربي كله إضافة إلى قصيدة النثر:
الأول نزار قباني: شاعرية وفضاء الشاعر نزار قباني الذي يمثل الوجدان العربي الضارب في أعماق جذور وثقافة ولغة عربية نضرة تمثل مشروع النهوض والنصوع العربي.. الهوية.. الفن حضارة بلاد الشام العربية التي هي جذر العروبة وأرومتها الباقية في تطلعات العشق والحرية والثورة على التخلف وعدمية الركود.
والظاهرة النزارية جماهيرياً هي الأوسع والأشمل والأعم حضوراً وجدلاً وغناءً بما تعنيه اللغة المتجددة المعاصرة التي يفهمها الجميع فتبدو سهلة وهي الأصعب إطلاقاً.. ومَنْ عربياً لم يقرأ نزار قباني الذي أنزل الشعر من سماوات وأبراج النخب والأرستقراطية إلى أرض وحياة وعشق البشر بكل مستوياتهم؛ فهو الثورة الشعرية التي لم يستطعها أحد غيره.. ولو أجري استفتاء عربي عن أهم شخصية فنية عربية لكان ثلاثة نزار وأم كلثوم وفيروز الآن.
الثاني محمود درويش: الظاهرة الشعرية الثانية والشاملة. ظاهرة الشاعر محمود درويش الشاعر الأعظم معاصرة وأعماقاً وجدلاً شعرياً وإبداعاً إنسانياً لا ينتهي.. وهو أيضاً يمثل تطلعات مشروع حرية ونهوض عربي أمام عالمي.. وشعرية وشاعرية وملحمية وملاحم..
شعر محمود درويش وشاعريته لا يجادل في سحريتها وإبداعها إلا جاهل وفئوي وأعمى وشعوبي حاقد .. ولا يرى أدونيس في حضور نزار ودرويش إلا جماهيرية عددية، وشعبوية تعميم وسطحية (!!!) أما الشعر العظيم في رأيه فلا جمهور له بل نخبة قراء.. وأما العددية فلا تعنيه..وأعظم الفكر والثقافة المتجددة عنده هي التي يشكل صاحبها قطيعة مع الماضي ومع التراث، ويشكل وصلاً مع معاصرته والحداثة.
حداثة أدونيس ومعاركه!
الحداثة عند أدونيس النموذج الغربي الجاهز (!!!!!) له والمؤكد لدعاواه، ولكل نظريته. وأدونيس يردد أن الشعر العظيم هو الذي يحمل بذور المستقبل. أما في زمنه (المتخلف واللا جدير) فليس عبرة.. ويقيس على شعراء الغرب الذين لا يطبعون ويوزعون أكثر من مئات النسخ من أعمالهم (!!!!!!!!!)
وعصرك يا سيد أدونيس……؟؟؟
وفي رأيي وأنا عمري قضيته في الشعر ونقد الشعر عربياً وعالمياً وفي كل العصور.. فالشعر الذي يفقد رصيده في زمنه لا يعول عليه.. وهو شعر لن يقرأ في تالي الأزمان..
هل كان امرؤ القيس وأبو نواس والمتنبي والمعري والبحتري ودرويش ونزار وجبران وأبو ريشة والسياب والماغوط غير مقروئين في زمنهم؟ محال..
إذاً ما الذي يبقى من أدونيس الفرد المتفرد غير فروسيات واهمة تنقد الفكر العربي بثقافة غربية استشراقية يمينية (منحلة محلياً) متعصبة لنموذج أوربي استعماري غالب… ؟َ ويظل السؤال: ماذا يبقى من أدونيس المتعالي واللا جدلي إلا معاركه مع طواحين الهواء والإعلام الاستهلاكي الإعلاني الذي يروج له. إعلام التسطيح الرسمي والاستهلاك والبهر والشو والأفلاك. نفسه الإعلام الذي يطنطن برياضة وكرة قدم شعبوية عالمية تغطي على المشكلات العالمية حضارياً وإنسانياً..
إعلام لا يفضح الغزو العولمي الأورو أمريكي في إشعال الحروب ونهب وغزو الكوكب.. بل السكوت عن ذبح غزة وشعب فلسطين..
وأبداً لا كرمى لأدونيس في الوقوف مع أي قضية تحرر مركزي من الغزو.. لا عند احتلال العراق، ولا تجاه إبادة فلسطين ولا مع ثورات التحرر والربيع العربي.
فماذا يبقى من أدونيس.. وقد خرج عن العصر العربي وردد ما ردده شعوبيو العصر البغدادي: الخرمي والديلمي والمجوسي وغيرهم من قبل، تجاه الحضارة العربية والفكر العربي. وهذه المرة محمولاً من الاتحاد الأوربي والجامعة اليسوعية الاستشراقية في لبنان التي تخرج منها.