فنون وآداب

تأجيل عرض فيلم (الملحد) يضع إبراهيم عيسى على المشرحة!

العربي القديم – خاص:

بعد عدد من الأفلام التي صبت سهام نقدها على ما أسماه “التطرف الديني”  يعود إبراهيم عيسى ليثير الشارع المصري بفيلمه الجديد (الملحد). وهو الفيلم الثالث الذي يكتبه للسينما بعد: (الضيف) و(صاحب المقام).

الملحد… الذي يبدو مستفزاً للمشاعر الدينية منذ عنوانه، وخصوصاً حين يقترن باسم إبراهيم عيسى كاتباً جريئاً على الإسلاميين، مُمالئاً ومطية للمستبدين، كان من المقرر أن تنطلق عروضه في دور السينما في 14 آب: أغسطس الجاري، وسط دعوات للمقاطعة وتكبيد المنتج خسائر مادية تردعه عن إنتاج مثل هذه الأعمال كما جاء في منشورات لمصريين على منصات السوشال ميديا، لكن قرار تأجيل مفاجئاً قبل ساعات من عرضه…  فتح باب التكهنات وخصوصاً إزاء اتخاذ التأجيل ستار لمنع عرض الفيلم بالمطلق.

(الملحد) الذي يخرجه محمد العدل وينتجه أحمد السبكي المعروف بإنتاجاته التجارية الهابطة، صنف على أنه للكبار فقط، ويُسمح لمن هم فوق الـ16 فقط بمشاهدته. وهو يجمع في قائمة ممثليه كل من:  أحمد حاتم، محمود حميدة، حسين فهمي، شيرين رضا، وهو يتناول في إطار درامي قضية التطرف الديني والإلحاد، من خلال قصة الشاب يحيى (يؤدي الشخصية أحمد حاتم) الذي يتمرد على أفكار والده الدينية ما يفتح الباب لصدام حاد بين الأب وابنه.. ينتهي بالابن إلى الإلحاد  وإنكار وجود الله.

ورغم زعم صناع الفيلم أن عملهم لا يهدف الترويج للإلحاد، بل يسعى لفتح باب النقاش والتعمق في أسبابه وطرق التعامل معه، إلا أن سمعة مؤلفه السيئة في برامجه التلفزيونية التي أثارت أفكار استهجان ملايين المصريين بما فيهم رجال دين، أدت إلى انتشار دعوات المقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم، وقد نال الممثلون نصيبهم من اللوم والتقريع، فذكرت أحدى الصحفات الممثل محمود حميدة بشقيقه الشيخ ورجل الدين الجليل الذي تشكل مشاركته في هذا العمل إساءة له.

من جهته وصف مخرج الفيلم محمد العدل الفيلم بأنه ” لا يشوه الدين الإسلامي قط، بل يكشف الحجاب عن بعض الذين يفسرون الإسلام علي أهوائهم”. جاء ذلك خلال منشور له علي “فيسبوك” يعتذر فيه لكل أصدقائه الذين دعاهم للعرض الخاص للفيلم الذي تأجل بدوره. مؤكداً أن “الفيلم جاهز للعرض وانتهت جميع مراحله من مونتاج ومكساج وتصحيح ألوان” وأن الرقابة أصدرت تصريحاً بعرض الفيلم بعد شهور من المشاهدات وتصوير مشهد إضافي، مما زاد من الكلفة الإنتاجية علي منتج العمل الذي تحمل تكلفة الدعاية للفيلم ثم إزالتها بعد التأجيل.

أما منتج العمل أحمد السبكي فقد صرح بأن فيلمه لم يُمنع من العرض، بل سيتم عرضه نهاية شهر آب، أغسطس الجاري. مؤكداً أن: “مصر بلد مستنير، ولم يتدخل أي طرف أو جهة لمنع عرض الفيلم”، وأن التأجيل سببه الانتهاء من بعض أعمال المكساج الخاصة بالصوت”.

لكن المقاطع الترويجية التي نشرت للفيلم أثارت بعض التعليقات، منها ما كتبه حسام السكري على صفحته على فيسبوك قائلاً:

“معنديش رأي في فيلم الملحد لإني لسه ما شفتوش والفيلم كما يعلم الجميع “معطل” أو مؤجل إلى حين. لكن لفت نظري فيما رأيته مما تسرب، شخصية الرجل المتدين الملتحي كما يمثلها محمود حميدة. المقاطع الترويجية التي شاهدتها كان فيها رجل بلحية حاد النظرات، متجهم، ويهدد ويتوعد. التصور الذي يتم ترويجه بسذاجة عن “المتشددين” لم يخرج بعد من عباءة الثنائيات الوهمية: ظلام ونور، شر وخير، حق وباطل، عدل وظلم.. إلخ. نفس التصوير الساذج لأخيار المسلمين في ملابسهم البيضاء، في مقابل أشرار الكفار في ملابسهم السوداء وحواجبهم الغليظة، ونظراتهم (وخاصة نظراتهم) الحادة، وافتقارهم إلى أي لمسة إنسانية، يعاد إنتاجه مع شيء من عكس الأدوار. المتطرفون والانتهازيون الذين استخدموا الدين كمدخل للسيطرة على المجتمع بشر كغيرهم من البشر. بعضهم يتمتع بحس الفكاهة، وكثيرون منهم يتمتعون بملامح إنسانية وظفوها في علاقتهم بمجتمعاتهم ومن حولهم. تصويرهم الفج المباشر بهذا الشكل المجافي للإنسانية، ينتقص من قيمة الأعمال التي يظهرون فيها ويصعب على الناس قبولها والاقتناع بها. في انتظار عمل يقدم “مشايخ التطرف” بشكل أكثر إنسانية وواقعية”.

زر الذهاب إلى الأعلى