العربي الآن

لماذا يواصل كمال اللبواني الافتراء على الدروز والشيخ حكمت الهجري؟

إبراهيم العاقل – السويداء

الدكتور كمال اللبواني يفتري على دروز السويداء ورئيسهم الروحي الشيخ حكمت الهجري في فيديو له بعنوان “وطن أكلته الكلاب”…!!!

المعارض الوطني السوري المعروف الدكتور كمال اللبواني وعلى الرغم من جدية ملاحظاته على انحرافات معظم قادة المعارضة السورية في الخارج والتي نوافقه عليها.. لكنه لا يكف عن الافتراء على الدروز، متهما إياهم بالجنوح باتجاه دولة درزية، حتى أن سماحة الرئيس الروحي الشيخ حكمت الهجري لم يبرأ من هجمته تلك؛ رغم أنه (اي سماحة الشيخ الهجري) أول رئيس ديني في العالم الإسلامي يعلن قبوله بدولة مواطنة متساوية سورية علمانية.

 نعم؛ تلك اتهامات افتعلها الدكتور لبواني في فيديو له بعنوان “وطن أكلته الكلاب”…. وإليه نقول:

1- العنوان المناسب لفيديوك هذا يا دكتور لبواني؛ يجب أن يكون: “وطن تتناهشه وحوش”؛ لأن الوطن السوري لم يؤكل بعد ولن نقبل أن يؤكل…

 ٢- لم يفكر الدروز يوما عبر تاريخهم منذ نشأ مذهبهم عام ١٠١٧ ميلادية أي منذ ألف وسبع سنوات بإقامة دولة درزية خاصة بطائفتهم؛ كان الخليفة المؤسس لمذهب الدروز؛ الحاكم الفاطمي “المُفترى عليه” ودعاته؛ حسب كتاب الدكتور الجامعي المصري عبد المنعم ماجد الذي حمل العنوان أعلاه؛ يحاولون عملية إصلاحية عامة في الاسلام… بل وفي سائر الأديان واضعين الأولوية في دعوتهم لما يقبله عقل المستجيب من الدين وللعمل الصالح؛ الذي اعتبروه جوهر المذهب الذي يدعون اليه تاركين العمل بالطقوس وحرية المعتقد لمن يرغب؛ وهذا قريب مما فعله المرجئة؛

 لم يفرضوا مذهبهم أو دعوتهم بالعنف، بل إن معظم أهالي دمشق وبستانها أي غوطتها، وبلاد الشام وغيرها قبلوا بتلك الدعوة لكنهم انقلبوا عليها بعد التخلص من (حزب) الحاكم ودعاته ووثائق التاريخ تشهد بذلك… ولم يؤله الدعاة الحاكم كما يزعم الغلاة من اعدائهم التكفيريين؛  لقد اعتبر الدعاة أن مشيئة الله تمثلت في رؤية الحاكم وتصرفاته وأعماله.

كانت العائلة المالكة الفاطمية قد خشيت من زوال دولتها… وإن دعوة الحاكم تلك ستصطدم بالجمود العقلي الذي سيطر على مذهب السنة بعد سحق دعوة المعتزلة العقلانية في الاسلام لصالح الحنبلية المتطرفة منذ ردة الخليفة العباسي المتوكل على الله ضد المعتزلة، فتخلصوا من الحاكم الذي كانت فترة حكمه ذروة قوة الدولة الفاطمية، التي كانت أقوى دولة سيطرت على البحر المتوسط الشرقي حينذاك، وجاؤوا بابنه علي الظاهر وكانت نتيجة الانقلاب على الحاكم ملاحقة الدعاة واضطهاد المستجيبين للدعوة فنكص من نكص وقتل من قتل عبر مذابح الجأت الناجين إلى الجبال والتقية…

٣- عندما قام الأمير الدرزي فخر الدين الدين المعني الثاني في الثلث الأول من القرن السابع عشر الميلادي باول ثورة عربية ضد العثمانيين المتخلفين ومظالمهم وضرائبهم الفاحشة وعزلهم العالم العربي عن مجريات التنوير المعاصر حينذاك ( نقد ادارة العثمانيين الفاسدة أمر نوافق الدكتور لبواني عليه)…امتدت دولة فخر الدين من أنطاكية شمالا حتى عريش مصر جنوبا وكانت دولته دولة نظيفة من لوثة الطائفية والدين؛ لم تحمل أية سمات درزية بل هي اول دولة في تاريخ الاسلام يتساوى فيها المواطنون من سنة وشيعة ومسيحيين ويهود وغيرهم.ولأول مرة في تاريخ الاسلام يُسمح فيه للمسيحيين بحمل السلاح وركوب الخيل (راجع كتاب تاريخ الموحدين الدروز في المشرق العربي للدكتورين عباس ابو صالح وسامي مكارم)… وعندما جاعت دمشق عام ١٦٢٤ أمدها فخر الدين بألفي حمل جمل من قمح حوران وانقذها من المجاعة (حسب الخالدي الصفدي السني المذهب وأحد مستشاري فخر الدين؛ وهو مؤرخ حياة فخر الدين ومعاصره)… لكن العثمانيين بعد سلسلة من المواجهات الدامية قضوا على ثورة فخر الدين واعدموه عام ١٦٣٥.

٤- عندما قسم الفرنسيون سورية إلى دويلات طائفية عام ١٩٢١ رفض معظم الدروز هذا التقسيم الطائفي وأصروا على وحدة سورية مؤيدين سلطان باشا الأطرش بذلك، وقد جاء في بيان الثورة السورية الكبرى عام ١٩٢٥ دعوة عموم والسوريين إلى الثورة من أجل الحرية والاستقلال  وعلى أساس الدين لله والوطن للجميع….

غير أن البند الاخير من بيان الثورة السورية الكبرى خانته جميع الحكومات السورية المتعاقبة منذ الاستقلال عام ١٩٤٦ وأشدها خيانة كانت حكومات سلطة آل الأسد الطغاة..

٤- عام ١٩٦٧ وقف كمالات الدروز الثلاثة: كمال جنبلاط وكمال ابو صالح وكمال أبو لطيف، وأفشلوا مشروع الدولة الدرزية التي سعت فيه إسرائيل…

٥- يقول الدكتور المؤرخ كمال الصليبي في كتابه “الدروز في التاريخ” ص ٤١ “ومما يُسجَّل للدروز أنهم وضعوا مواردهم العسكرية تحت تصرف الدول الإسلامية السنية ضد الفرنجة (الصليبيين) دون تحفظ أو تردد، في الوقت الذي كانت فيه المؤسسة الدينية السنية بدمشق تدينهم شر إدانة بسبب معتقداتهم”…

نعم؛ لم تزل مؤسسة تجار دمشق الدينية السنية تدين الدروز رغم منافقتها التاريخية لكل محتل سلطة فيها منذ صالح بن علي العباسي عام ٧٥٠ ميلادية وتيمورلنك عام ١٤٠٤ والسلطان العثماني سليم الأول عام ١٥١٦؛ وهؤلاء كانوا قد اباحوا دمشق وسبوا نساءها وجعلوا من المسجد الأموي زريبة لخيولهم وجمالهم ودوابهم نحو ثلاثة شهور (راجع محمد كرد علي في كتابه خطط الشام؛ وخيري الذهبي في دخول السلطان سليم الأول لدمشق والدكتور عبد الكريم رافق في كتابه “العرب والعثمانيون”)؛

أخيراً: نقول للدكتور كمال اللبواني المقيم في السويد حاليا، إن عليك أن يتواصل مع حراك السويداء؛ ومع سماحة الشيخ الهجري؛  قبل أن تتبني أحكامك الجائرة يا دكتورنا المحترم…

السويداء: ٩ أيلول ٢٠٢٤

زر الذهاب إلى الأعلى